الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرو البريطانية··· جولة اقتصادية كسبها المحافظون

كرو البريطانية··· جولة اقتصادية كسبها المحافظون
25 مايو 2008 00:15
منذ أن أصبح زعيمَ حزب المحافظين -ورابع رجل يشغل المنصب في ظرف ثماني سنوات- كان لـ''ديفيد كامرون'' (39 عاماً) نصيبه من اللحظات والتصريحات السياسية التي قوت الشكوك في حزبه، وفي مؤهلاته لخوض السباق على مفاتيح مقر رئاسة الوزراء البريطانية في 10 ''داونينج ستريت''· وعلى هذه الخلفية، رحب ''كامرون'' -بعين إلى الماضي القريب، وكذلك المستقبل- بالنجاح الانتخابي الأخير لحزبه يوم الجمعة ترحيباً أشفعه بتحذير من مخاطر إعلان الانتصار بشكل سابق لأوانه؛ ففيما بدا أشبه بمحاولة للرد على هجمات المنتقدين الذين يصفونه بالمغرور والابن المحظوظ المتخرج من كلية ''إيتون'' العريقة، قال ''كامرون'' إن المحافظين مازال ينتظرهم ''عمل كثير'' لإقناع الناخبين باستعداد الحزب لتسيير شؤون البلاد قبل الانتخابات العامة التي ستجرى في مايو ·2010 استقل ''كامرون'' قطاراً صباحياً للذهاب إلى هذه المدينة الصناعية-تبعد عن لندن 170 ميلاً إلى الشمال- حيث تجول في ساحة السوق برفقة ''إدوارد تيمبسون'' رجل الأعمال الثري الذي كان وراء الضربة الأخيرة التي ألحقها المحافظون بالعماليين حين فاز عليهم فوزاً كاسحاً في الانتخابات الجزئية التي جرت الخميس الماضي؛ فقد كان مقعد دائرة ''كرو'' يعد من أكثر مقاعد العماليين أماناً إلى درجة أن المخططين الاستراتيجيين المحافظين صنفوها (الدائرة) مؤخراً في المرتبة الستين بعد المائة ضمن قائمة المقاعد العمالية التي يمكن أن يفوز بها المحافظون في الانتخابات العامة· وقد ذكَّر حجم الفوز الذي حققه المحافظون في ''كرو'' عدداً من المراقبين السياسيين بـ،1978 التي كانت المرة الأخيرة التي انتزع فيها المحافظون مقعداً من العماليين في انتخابات جزئية، إنجاز أعقبه بعد عام على ذلك فوز ''مارجريت ثاتشر'' في الانتخابات العامة، ما شكل بداية سيطرة المحافظين على السلطة لفترة دامت 18 عاماً· كما يُذكر هذا الفوز أيضاً بسلسلة الانتصارات التي سجلها ''توني بلير'' في الانتخابات الجزئية، قبل فوزه الساحق على المحافظين في 1997؛ غير أن ''كامرون'' سرعان ما ذكَّر الصحافيين الذين التقوا به خارج منزله اللندني يوم الجمعة، بأن ''الفوز في انتخابات جزئية والفوز في انتخابات عامة أمران مختلفان تماماً''· ثم أعقب ذلك بإشارة إلى العامل الذي ساهم في جعل الفوز في ''كرو'' ممكناً: قرار العديد من الناخبين العماليين التصويت للمحافظين، ما يشكل قطيعة مع نسق الانتخابات الجزئية الأخيرة، حين كان الناخبون الذين يسحبون دعمهم من العماليين يصوتون عادة لـ''الديمقراطيين الأحرار'' الذين يميلون إلى اليسار؛ ومما يذكر هنا أن أصوات هذا الحزب في ''كرو'' ظلت كما كانت تقريباً في ·2005 بيد أن سحب الناخبين لتأييدهم من حزب العمل وتصويتهم للمحافظين كان مثيراً لقلق المخططين الاستراتيجيين العماليين بشكل خاص، وذلك على اعتبار أنه يشير إلى أن ''كامرون'' نجح في تسويق شعاره ''تيار محافظ رحيم''، وهو الشعار الذي يرمي من ورائه إلى كسر الحواجز التقليدية المتمثلة في الطبقة والوضع الاقتصادي اللذين خلقا تصوراً عن المحافظين باعتبارهم حزب ''الأغنياء'' وعن حزب العمل باعتباره حزب ''الفقراء''· وقد وصف ''كامرون'' الحفاظ على الناخبين الذين سحبوا دعمهم من حزب العمل باعتباره أمراً في غاية الأهمية إذ قال: ''على غرار ما حدث في الانتخابات المحلية، وما حدث في انتخابات عمودية لندن، فإن آلاف الناس جاؤوا ليصوتوا لصالح حزب المحافظين لأول مرة''؛ مضيفاً ''ورسالتي إلى هؤلاء الناس هي أننا لن نخذلهم''· وقد ركزت التغطيات الإخبارية لنتائج ''كرو'' في بريطانيا بشكل خاص على الانتكاسة الشخصية التي تمثلها بالنسبة لرئيس الوزراء وزعيم حزب العمل ''جوردون براون''؛ ذلك أنه لم يمض على وصول ''براون'' إلى السلطة إلا 11 شهراً منذ خلافته لـ''بلير''، وها هو اليوم بات موضوع التكهنات حول ما إذا كان يستطيع البقاء في منصبه والصمود في وجه ما يسميه بعض المطلعين على شؤون الحزب العمالي أجواء يأس تسود أوساط مشرعي الحزب؛ ومما يذكر في هذا السياق أن ''جراهام سترينجر'' -أحد أعضاء البرلمان العماليين- قال لـ''بي بي سي'' مؤخراً: إن الوقت قد حان كي يخبر الأعضاء الكبار في الحزب ''براون'' بأن الحزب في حاجة إلى زعيم جديد، مضيفاً ''بدون ذلك، فإننا نسير نحو كارثة انتخابية''· في هذه الأثناء، جندت ''دوانينج ستريت'' عدداً من أعضاء الحكومة يوم الجمعة الذين شددوا على أن ''كرو'' عكست مخاوف الناخبين بخصوص التراجع الاقتصادي، مثلما يُظهر ذلك الارتفاع السريع للأسعار (وخاصة بالنسبة للجازولين، الذي يباع اليوم بأكثر من 10 دولارات للجالون)، وسقوط قيمة المنازل، وتكرس حالة انعدام اليقين في سوق العمل، وليس انتكاسة لـ''براون''· الموقف ذاته صدر عن ''براون'' خلال زيارة رسمية قام بها إلى أحد مستشفيات لندن يوم الجمعة، حيث أجاب حين سئل حول ما إذا كان ينوي المغادرة قائلاً: إن ''الرسالة التي توصلنا بها'' من ''كرو'' تفيد بأن الناس قلقون بشأن الاقتصاد، وأضاف أنه سيرد على ذلك عبر البقاء في منصبه قائلاً: ''مهمتي هي توجيه الاقتصاد البريطاني عبر هذه الأوقات الصعبة جداً''· جون بُرنز- لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©