قامت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، أمس بزيارة إلى مقر المؤسسة للاطلاع على إنجازاتها خلال العام 2009 وتوجهاتها الاستراتيجية للأعوام المقبلة.
وكان في استقبال سموّها مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية وفريق العمل من قيادات المؤسسة والجهات الاستشارية التي تعمل على تنفيذ المشاريع والبرامج المنبثقة عن الاستراتيجية العامة للمؤسسة تأكيداً على دورها واختصاصاتها المنسجمة مع استراتيجية حكومة أبوظبي وفي ضوء الأجندة العامة للمجلس التنفيذي.
ووجهت سموها بالتركيز على أولويات المؤسسة في المحافظة على قيم وثقافة الأسرة السليمة والتزام أفرادها بمسؤولياتهم بكل روح إيجابية، والعمل على دعم أنماط الحياة الصحية لتجاوز المعوقات النفسية والاجتماعية ضمن بيئة آمنة وخالية من التحديات والمشكلات الأسرية، وأكدت سموها تعزيز قدرات المرأة وتمكينها من المساهمة في التنمية الاجتماعية والأسرية بهدف تفعيل دورها في استقرار ونماء الأسرة من خلال التعاون المشترك والمباشر بين أعضاء الأسرة من زوج وأبناء مواكبة للمكانة المرموقة التي حققتها المرأة الإماراتية في التنمية والتحديث والتطور المجتمعي.
كما أولت سموها اهتماماً كبيراً بالتركيز على مواهب الأطفال وتطوير قدراتهم الثقافية والسلوكية عبر برامج هادفة وموجهة لتطوير نمائهم وتحفيزهم ضماناً للمستقبل المنشود للوطن.
خدمات متكاملة للمسنين
وأبدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك استعداد مؤسسة التنمية الأسرية وجاهزيتها في تقديم برامج ومشروعات جديدة في المرحلة المقبلة في إطار توفير خدمات متكاملة للمسنين تأخذ بعين الاعتبار رعايتهم ومساندة أسرهم بالطرق الصحية والعلمية السليمة المتقدمة لتخفيف معاناتهم الناجمة عن أمراض الشيخوخة ومتطلباتها ومساندة أسرهم في رعايتهم تأكيداً لدورهم وإنجازاتهم في العمل والبناء، ضمن إطار من قيم التكافل الاجتماعي وبما ينسجم مع ثقافة المجتمع.
وأولت سموها مشاريع مؤسسة التنمية الأسرية المختصة في حماية الأسرة وتوفير متطلبات الاستقرار الأسري كل عناية، حيث أكدت أهمية الاستعداد والجاهزية في إنشاء مراكز متخصصة في هذا المجال، نظراً للمؤشرات الإحصائية التي تبين الحاجة إلى تقديم الحماية والوقاية والرعاية للأسر التي لديها مشكلات ويعاني أفرادها من العنف والتعدي على حقوقهم الإنسانية، وتأكيداً لتوجهات القيادة الحكيمة في إيلاء الاستقرار الأسري الأهمية القصوى لينعم الجميع بالأمان والاستقرار عبر مواجهة مختلف أشكال السلوك العنيف الذي يتعرض له الطفل والمرأة في المجتمع من خلال البحث عن مسببات هذه المشكلة ووضع آليات واضحة للتدخل والمعالجة بالتعاون بين المؤسسة والجهات ذات العلاقة في حكومة أبوظبي.
برامج وأنشطة تفاعلية
من جانبها أوضحت مريم الرميثي أنّ لدى المؤسسة مجموعة من المبادرات تم إعدادها لتنفيذ الأولويات المشار إليها من خلال استحداث منهجيات واضحة وتصميم برامج متخصصة في الاستشارات الأسرية والزوجية والتفاعلية للعلاقة بين الآباء والأبناء خاصة ما يتعلق بالوقت النوعي والمؤثر على تربية وتنشئة الأطفال في بيئة أسرية إيجابية، بالإضافة إلى تطوير وتطبيق برامج وأنشطة تفاعلية سنوية لتعميق التفاهم والتواصل بين الجنسين والتركيز على تقديم برامج ودورات في التعليم المستمر للمرأة حسب احتياجات المجتمع المحلي.
وأشارت مدير عام المؤسسة إلى أن مشروعات وبرامج المؤسسة كافة قامت بناءً على مسوحات لاحتياجات الأسر والمجتمعات المحلية واعتماداً على مقارنات معيارية وأفضل الممارسات العالمية في التنمية الاجتماعية.
واستعرضت ما قامت به المؤسسة مؤخراً من أنشطة خاصة بالأطفال في مجالات الإبداع والفنون والرياضة من خلال أنشطة ثقافية صيفية، كما أشارت إلى عدد من الخطط والحملات التثقيفية بدعم أنماط الحياة الصحية السليمة للمرأة والطفل لتعزيز الوقاية وتشجيع اللياقة البدنية ومعالجة المعوقات الصحية والاجتماعية التي تحول من دون تلقي العلاج الطبي مع تبيان الحملات التوعوية وأثرها الواسع في الوقاية من أمراض السكري وسرطان الثدي والانفلونزا. حيث أنجزت المؤسسة الدراسات الأولية في مرحلة إنشاء مراكز رياضية للمرأة في عدد من مراكزها في المنطقة الغربية والعين بالإضافة إلى تشكيل فرق رياضية للفتيات بالتعاون والشراكة مع الجهات المختصة.
هيكل حوكمة داخلي
وأوضحت مدير عام المؤسسة أن العمل جارٍ على بناء الكفاءة وقدرات المؤسسة لتمكينها من تقديم خدمات فعالة في مجالات التنمية الاجتماعية والأسرية وإعداد وتنفيذ هيكل حوكمة داخلي وآليات للرقابة المالية حيث تم الانتهاء من إعداد وثيقة العطاء “RFP” الخاصة بمبادرة الحوكمة، وتم إنجاز خطة تطويرية شاملة لكوادر المؤسسة بالتعاون مع جهات استشارية متخصصة تركز على وضع آليات لبرنامج متكامل في الموارد البشرية مع التركيز على التدريب والتطوير ورفع الكفاءة.
واستعرضت الرميثي ما تم إنجازه من أدلة وسياسات في الموارد البشرية والإدارة التنفيذية والتدقيق وما يجري من جهود في تحديث أنظمة وأدلة ولوائح في الحوافز والمشتريات والآليات المالية المحاسبية ودليل في السياسات والإجراءات للمركز الشامل لحماية الأسرة.
35 شريكاً رئيسياً.
ونوهت مدير عام المؤسسة إلى الدعم الكبير الذي يوليه المجلس التنفيذي للمؤسسة وأهمية الشراكات المحلية والإقليمية والدولية حيث إن لدى المؤسسة 35 شريكاً رئيسياً يساندونها في تحقيق رسالتها وأهدافها الاستراتيجية.
وحول إنجازات المؤسسة وعلى صعيد الأنشطة والفعاليات فقد بلغ إجمالي ما تم إنجازه 729 فعالية استفاد منها 95565 مستفيداً حيث ركزت على تنمية الجوانب الاجتماعية والثقافية والصحية والبيئية، حيث نفذت هذه الفعاليات نسباً متقاربة بلغت (45%) من الفعاليات للتنمية الثقافية، و(31%) للتنمية الاجتماعية، و(24%) للتنمية الصحية والبيئية.
وأكدت مدير عام المؤسسة أن المؤسسة في حلتها الجديدة بصدد إطلاق برامج اجتماعية مستدامة للأسرة في مجالات متعددة خلال مرحلة التسريع ومرحلة التحول وترتكز على متطلبات قياس الأثر المباشر وغير المباشر من هذه البرامج على الأسرة والمجتمع وفقاً لمتطلبات المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
جائزة الشيخة فاطمة لرياضة المرأة
استمعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إلى عرض حول جائزة الشيخة فاطمة لرياضة المرأة قدمته هديل المصري من شركة “ميريت للاستـشــارات” وخولة المهيري رئيس قسم اللياقة البدنية في مؤســسة التنـمية الأسرية.
وجرى عرض رؤية الجائزة لأن تكون رمزاً للإبداع والارتقاء بالرياضة النسائية العربية من خلال دعم ومساندة وتشجيع الرياضيات العربيات، وتعزيز أجواء التنافس الشريف والسعي للارتقاء بأدائهن على المستوى الفردي والجماعي في المجالات الإدارية والرياضية ومجالات التدريب والبحوث والرعاية الأسرية وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت المصري إلى أن أهداف الجائزة تتمحور حول تحفيز المرأة على تنمية قدراتها في المجال الرياضي لتتمكن من تحقيق الإنجازات وبلوغ درجات الإبداع وللتميز وتشجيع الفتيات والسيدات من ذوي الاحتياجات الخاصة للانخراط بمختلف أنواع الرياضات للوصول بالرياضة النسائية إلى أعلى درجات التميز وإيجاد إطار ملائم يتم خلاله دعم وتطوير القطاع الرياضي في دولة الإمارات والوطن العربي، وتسليط الضوء على إنجازات المرأة الإماراتية والعربية في المجال الرياضي وتوثيقها والعمل على دعمها وإبرازها وتشجيع المرأة العربية على ممارسة البحث العلمي في مجال الرياضة.
واستعرضت المصري مراحل تنفيذ جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز الرياضي النسائي وفئات الجائزة على المستوى الفردي ومستوى المؤسسات والاتحادات والمتطلبات الأساسية في هذا المجال، ومن أهمها إنشاء مكتب للجائزة في مؤسسة التنمية الأسرية، وإعداد دليل للمقيمين، ونظام أساسي للجائزة، بالإضافة إلى إعداد شعار ودليل للمرشحين والتقييم الجماعي.
كما استعرضت المصري مشروع التطوير الإداري لمؤسسة التنمية الأسرية الذي تعمل شركة ميريت على إعداده للاستشارات في المرحلة المقبلة.
عرض حي
واستعرضت كل من د. جميلة سليمان خانجي مدير دائرة خدمة المجتمع، ونعيمة مبارك المزروعي، مدير إدارة التنمية الاجتماعية تطورات مبادرات المؤسسة ومرحلة التسريع، حيث أطلعت سموها على عرض حي لأحد البرامج المقدمة من قبل مؤسسة التنمية الأسرية، وعلى مرحلة تقييم جاهزية البرامج في المرحلة التجريبية للإطلاق في مجالات التعرف إلى شريك الحياة ومتطلبات الزواج وكيفية إثراء الحياة الزوجية وصحة الأسرة، بالإضافة إلى جاهزية مراكز التنمية الأسرية في مختلف مناطقها في إمارة أبوظبي حول استقبال وتنفيذ البرامج والمشاريع.
وفي نهاية الزيارة أبدت سموها دعمها الكبير ومساندتها للجهود الطيبة التي يبذلها مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية برئاسة معالي علي سالم عبيد الكعبي وزملاؤه وقيادات المؤسسة وفريق العمل في سبيل تفعيل دور المؤسسة لخدمة المجتمع.
عدد اليوم
