الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي الجابري: الكتاب..زادي اليومي في عملي التلفزيوني

علي الجابري: الكتاب..زادي اليومي في عملي التلفزيوني
12 يوليو 2009 00:36
مذيع من طراز مختلف، عرفته عُمان عبر مشوارها مع الشاشة الفضية، فهو أحد الأعمدة التي أسست لتلفزيون السلطنة، وعرفه المشاهد العماني عبر أكثر من عقدين من السنوات وتعرّف إلى مشواره الطويل في العمل والعطاء. علي الجابري، كبير مذيعي التلفزيون العماني، ومدير القناة الثانية فيه، ورئيس جمعية الصحفيين العمانية منذ إنشائها (قبل نحو 5 أعوام) وفاز قبل بضعة أشهر برئاستها في الانتخابات التي جرت مؤخرا. بدايات وقف الجابري أمام الكاميرا قبل نحو 30 عاما، عن تلك البداية يقول: «أول ظهور تلفزيوني لي كان في عام 1980 وكنت حينها مذيع ربط فقرات، بسبب حداثة عهدي في العمل الإذاعي وصغر سني، لكنه كان ظهورا قويا ثم تراجع كثيرا! لتبدأ بعد حين مرحلة الصعود التدريجي التي رسخت في معنى أن أكون مذيعا، وبعد تلك السنوات الطويلة من الخبرة وتقديم مختلف صنوف البرامج عبر إذاعات ومحطات تلفزيون متعددة تشكلت الثقة والألفة». ويشعر الجابري اليوم أثناء وقوفه أمام الكاميرا بأنه يلتقي صديقا قديما، يقول في ذلك: «ربما لعبت سنون الألفة بيني وبين الكاميرا دورها لتحول تلك العلاقة إلى صداقة، فأنا أرتاح إليها وجريء أمامها، لكن ذلك لا يعني علاقة مطلقة دون خوف أو تحسب للجانب الآخر، فالكاميرا كثيرا ما تسرق منا لحظات لا نود لها الظهور فتظهر! لذلك يبقى كل طرف يحافظ على هيبته وأدواته وذلك سر حلاوة الكاميرا». حب وإخلاص يعترف الجابري أنه بين فينة وأخرى يشعر بالتعب والحاجة إلى استراحة من العمل، يقول: «أنا الآن في بيات شتوي طويل ولا أعرف إن كانت هناك فرصة للعودة للشاشة أم أن تلك العلاقة قد انتهت. فلكل زمان جيله وأدواته وأساليبه، وجيل اليوم من المذيعين يدرك ربما متطلبات اللحظة وقوة المنافسة التي لم تكن موجودة خلال بداياتي والتي بلا شك تفرض واقعا جديدا وجميلا، لكنه صعب على مستوى الأفراد والتقنية والأداة التي يطلون من خلالها». يضيف: «إن تركيز الإنسان في مهنته وحبه لها يجعله منشغلا بها بصفة دائمة ولا يجد سبيلا ولا هوى للتفكير في غيرها وأعتقد أن مهنتنا من أكثر المهن التصاقا بالمنتمي إليها حتى أن النجاح فيها يتطلب أن تكون العلاقة علاقة حب وإخلاص تام لذلك يكون الانفصال أو حتى التفكير في البعد عنها صعبا جدا». إغراءات الفضائيات فشلت بعض الفضائيات في إغراء الجابري ودفعه خارج تلفزيون السلطنة، يقول: «لم أكن أصلح لذلك النوع من المغريات رغم بعض المغازلات فأنا «بيتوتي» حتى النخاع، ومسيرتي وما قدمت جعلتني أكثر يقينا أن الخروج من تلفزيون السلطنة سيكون إلى البيت أو الى عمل ذي صلة بذات العمل الذي قضيت فيه حتى الآن قرابة 30 عاما. وعن مواصفات المذيع الناجح، وإذا ما تغيرت المواصفات لصالح الشكل، يقول الجابري: «لم تتغير المواصفات كثيرا، ولكن الشكل إلى جانب المضمون مهمان جدا، أما تلك المواصفات فهي من كثرة ما نكررها أصبح الناس يسبقوننا إلى ترديدها، إنما ثمة طارئ جديد برز، وهو وجود المحطات التجارية التي لم تعد تهتم بأي معايير وأخاف أن يصبح الشكل والمحسوبيات على حساب المضمون». انتشار واختيار ساعد وجود الفضائيات في انتشار المذيعين على خريطة الوطن، لكن ثمة رأياً لدى الجابري حول ذلك، يقول: «صرنا نصدر أفكارنا لأنفسنا ونقوم بعكس الكثير من الأفكار من التلفزيونات الأجنبية ونلبسها العباءة والطربوش العربي وأحيانا نمسخها، لكن هناك على المستوى الإخباري يوجد طرح عربي متميز بدأ يصنع خبره بنفسه وبدأ صوته يتخطى الحدود بل ويصنع رأيا عاما مناصرا للقضايا العربية في مختلف بقاع العالم وذلك من الإيجابيات». ويحدد الجابري إيجابياتها على المذيعين، وسلبياتها على المتفرجين، ويقول: «السلبيات كثيرة إذا أخذنا كثرة عدد الفضائيات العربية الذي يصل إلى 600 قناة، أما إذا أحسنا الاختيار فالإيجابيات أكبر لأن هناك تنوعا هو في صالح المتلقي، ونحن نود التأكيد أن المشاهد العربي على وعي والقنوات الضعيفة تسطيع خداع بعض الناس كل الوقت وربما كل الناس بعض الوقت، لكنها كما تقول الحكمة «لا تستطيع خداع كل الناس كل الوقت». ملامح البلد تراجعت اللغة العربية السليمة على ألسنة المذيعين وأصبح هناك تهاون واضح من بعض القائمين على القنوات الفضائية العربية خاصة في القنوات الرياضية فكأن تقديم الأخبار الرياضية لا يخضع لذات المعايير التي تتطلبها النشرات السياسية أما الأخبار الفنية على تلك القنوات الخاصة بذلك فحدث ولا حرج، من هنا يقول الجابري: «تشدني الفضائيات الجادة التي إما أن تقدم لي خبرا مصاغا ومقدما بطريقة محترفة، أو تلك التي تعكس لي حياة الناس الحقيقية وتناقش اهتماماتهم بعيدا عن الأدلجة التي بدلا من أن تقدم الحلول تفسد الرسالة وتوجد قطيعة بين المرسل والمتلقي، كما أن شخصية البلد وملامحه يجب أن تكون دوما قاسما مشتركا فأنا أعيش مع كثير من البلدان من خلال تلفزيونها وأفعل ذلك كثيرا وتستهويني اللهجات وسحنات وملامح أبناء كل بلد من خلال ما أشاهد».
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©