لكل منا ميول وأشياء يحبها فيختارها من بين بقية الأشياء، ولكل منا معتقدات يتم من خلالها تحديد الأفكار والعمل بها دون غيرها، لذلك يعتبر القلب والدماغ نقاط ضعف لدى الإنسان إنْ لم يتخذ إجراء حمايتهما.
لكل حرب أدواتها، وأشد سلاح يهاجم به الإنسان هو «القَلَمة». إنه سلاح بعيد المدى وهو الأقوى على الإطلاق، به تثور نيران الحروب، وبه تدمر الحضارات والقيم، ويعتبر تدميره أشد من تدمير الآليات.
إن «القَلَمات» سلاح سريع النتائج، ذخيرته الأفكار، هدفه المبادئ. إنه أداة تمكن مستخدميها من اختراق الجسم البشري مروراً بالقلب وصولاً إلى الدماغ، زارعاً نواة أفكار جديدة، حاقناً إياه بأفكار لا يجدر بها أن تكون في العقل الإنساني.
الحروب مستمرة والخسائر البشرية فيها لا تختلف كثيراً عن الحرب المخفية في المجال الفكري، حيث تطمس أفكار وتولد أفكار بديلة مختلفة عن سابقتها بالمعايير. من هذا المنطلق، نستطيع القول إن احتلال العقول يعتبر الأخطر، لأنه قد يتم بطريقة لا شعورية.
إن سلاح «القَلَمة» أقوى من غيره من الأسلحة، حيث إنه يلقي بذخيرته ليصيب بها العقول البشرية، وخيرته هي «الكلمات والقلم».
تستمر الحرب المخفية في محاولة الاحتلال الفكري، ويجب علينا اتخاذ إجراء الحماية ضد ما يلقى من القلمات، لكي لا نصاب بشطية قد تطمس الأفكار.
سعيد عبدالله الحمادي - أبوظبي