الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الجناح الكويتي.. موروث لا ينضب بـ «أيام الشارقة التراثية»

الجناح الكويتي.. موروث لا ينضب بـ «أيام الشارقة التراثية»
19 ابريل 2017 02:10
أحمد النجار (الشارقة) استضافت أيام الشارقة التراثية في نسختها الـ15، جناح دولة الكويت الذي يمثله 5 حرفيين يزاولون مهناً تراثية عمرها مئات السنين، واستقبلت منصتهم طيفاً من الزوار المهتمين والمتعطشين لاستكشاف الماضي عبر موروثهم القديم، ودارت بينهم حوارات وذكريات تراثية مع ممثلي الوفد الكويتي، وخلال زيارتنا للجناح، التقينا الحرفيين ورصدنا تجاربهم وتطلعاتهم وأدوارهم في صون هذه المهن وتعليمها للنشء والشباب، وسعيهم إلى تمثيلها محلياً وخارجياً وتوريثها للأجيال. تحف وطنية حسين علي البزاز، حرفي كويتي يعمل في صناعة السفن الشراعية منذ عام 1969، احترفها كمهنة حيث تعلمها من والده وجده اللذين كانا حرفيين بالأصل، ويمتلكان خبرات عريقة في صناعة السفن الكبيرة بأنواعها، مثل «الشوعي» و«الجالبوت» و«البوم» و«السمبوك» و«البغلة» و«البتيل»، وغيرها، وركز البزاز في حرفته على صناعة سفن تراثية للزينة والديكور ذات طابع تذكاري، كونها أصبحت رمزاً وتحفاً وطنياً تقدمها الدولة كتحف وهدايا تذكارية تجذب السياح الأجانب، كما أنها تمنح كهدايا شخصية للدبلوماسيين ورؤساء الدول، حيث تقتنيها الملحقيات الثقافية لطلبة دولة الكويت في أنحاء العالم كافة. تراث لا يموت وأعرب البزاز عن ثقته الكبيرة باستمرار هذه «الصنعة» لأجيال لاحقة، وبسؤاله عن احتمالية اندثارها أو زوالها بسبب ظروف العصر وتحديات التكنولوجيا، لم يستبعد ذلك لكنه أكد بالمقابل أن تراث الشعوب لا يموت، وستبقى حرفه وفنونه الشعبية حاضرة في ذاكرته وهويته وسيعيد استحضارها وإنتاجها برؤى جديدة. ولفت البزاز إلى أن للسفن التراثية رمزية خاصة، مفسراً سرّ اقتنائها كتحف وهدايا يعود إلى قيمتها التاريخية بكونها كانت قديماً الحرفة الأساسية لدولة الكويت، فقد لعبت صناعة السفن دوراً تجارياً في إنعاش اقتصاد البلاد، وساعدت الإنسان القديم في تصدير إنتاجه من الأسماك واللؤلؤ وجلب الغذاء والتمور والتوابل. حديث له نكهة البحر يورده نواف العصفور، صانع شباك الصيد، قائلاً: هي حرفة تعلمها من رجال البحر القدامى، وكانت غايته هو إحيائها باعتبارها حرفة أهل الكويت والخليج عموماً، وقد أتقنها شغفاً لإيمانه بقيمتها ولحمايتها من الاندثار، وعن ذلك يوضح: احترفتها لإحياء ذكراها، ولنشجع هذا الجيل على تعلمها واتقانها، ونضمن توارثها عبر الأجيال». ويوضح العصفور: «نصنع شباك الصيد بجميع مقاساتها وأشكالها، كما نصنع السلال التي يوضع فيها المحار «الديين»، إلى جانب أنواع أخرى مثل «السالية» و«الطاروف» و«الشرخ» و«العشاري» و«الليخ» و«الكوفة». مشيراً إلى أن عملية تصنيعها تستغرق أسابيع وقد يتجاوز شهرين حسب طولها ومقاسها وألوانها. صناعة «البشوت» كان للزي الكويتي حضور خاص من خلال صناعة البشوت، التي تزين الجناح الكويتي بكافة ألوانها وتطريزاتها، وقال علي السليمان، حرفي كويتي يعمل في صناعة البشوت منذ كان عمره 15 عاماً، حيث تعلم من والده وورثها لابنه، وقال إن أنواع البشوت كثيرة فمنها الصيفي والشتوي والربيعي، مفيداً أن ألوانها في الماضي كانت عبارة عن الأسود والأبيض والبدري والبني وكان يلبسها كل الفريج، أما في وقتنا الحاضر فهي متعددة الألوان، وأصبح ارتداء البشت طقساً اجتماعياً مرتبطاً بالمناسبات مثل الاحتفالات والأعراس والمناسبات الرسمية لجميع الجهات، داعياً إلى إطلاق مبادرات وطنية لإحياء هذه الصناعة والتشجيع على احترافها كهواية ومهنة تتوارثها الأجيال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©