الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميركا: الأسوأ في الأزمة الاقتصادية «ليس وراءنا»

أميركا: الأسوأ في الأزمة الاقتصادية «ليس وراءنا»
12 يوليو 2009 00:44
«الأسوأ في الأزمة الاقتصادية لم يمر بعد»، هذه التصريحات المتشائمة جاءت على لسان المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لورانس سامرز أمس. وأوضح لورانس في مقابلة مع النشرة الإلكترونية لصحيفة «فاينشال تايمز» أنه «من المرجح جداً أن نفقد وظائف إضافية. ولن يكون مفاجئاً أن يكون إجمالي الناتج الداخلي لم يبلغ بعد أدنى مستوياته». وقال «ما يبدو أنه حقيقة، هو تراجع الشعور بالذعر في الأسواق والتراجع الكبير للاقتصاد، كما أنه لم يعد لدينا الشعور بأن الوضع خارج عن السيطرة كما كان الوضع عليه قبل أشهر». وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن هناك حاجة لمزيد من الوقت كي تنجح خطته للتحفيز البالغة قيمتها 787 مليار دولار وتوقع أن يكون للإنفاق أثر أكبر على الاقتصاد في وقت لاحق هذا العام. وبحسب نص خطابه الأسبوعي أوضح أوباما أن حزمة التحفيز التي أقرها الكونجرس ووقعها هو لتصبح قانونا ساريا في منتصف فبراير «لم تصمم للعمل في أربعة أشهر، لقد صممت للعمل على مدى عامين». ويقول الجهوريون إن خطة التحفيز غير ناجحة. ويحذر أوباما الآن من أن البطالة قد تتجاوز العشرة بالمئة في الشهور القادمة. وقال أوباما «ينبغي أن نترك (خطة التحفيز) تعمل بالطريقة التي يفترض أن تعمل بها وأن نتفهم أنه في أي ركود تميل البطالة إلى التحسن ببطء أكبر من سائر مؤشرات النشاط الاقتصادي». وأضاف أن فوائد الخطة سوف «تتسارع كثيرا على مدار الصيف والخريف». ويستنفد الركود الحالي وتفاقم الخسائر الحادة في سوق العمل صبر الأميركيين ويثير الشكوك بشأن تناول أوباما للاقتصاد. وبحسب نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وتلفزيون ايه.بي.سي تراجعت نسبة الأميركيين الذين يعتقدون أن حزمة التحفيز ستقيل الاقتصاد من عثرته إلى 52 بالمئة في أواخر يونيو من 59 بالمئة قبل شهرين. من ناحية أخرى قال ميش مكونيل زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ إن خطة التحفيز «فاشلة». ولكن أوباما أكد أن أموال الخطة تستغرق وقتا لتمويل مشاريع الطرق والجسور والبنية التحتية التي ستوفر فرص العمل «لأننا ملتزمون بإنفاقها بطريقة فعالة وشفافة». ويتوقع الخبراء الاقتصاديون من جهتهم أن تنشر وزارة التجارة الأميركية في 31 يوليو تقديرات أولية لإجمالي الناتج الداخلي الأميركي للربع الأول من العام والتي ينتظر أن تظهر تباطؤاً جديداً في تراجع الأنشطة الذي بدأ في الشتاء. وأشاعت المؤشرات التي نشرت الشهر الماضي الاعتقاد بأن الاقتصاد الأميركي اجتاز الفترة الأسوأ في الأزمة مع تراجع الناتج الإجمالي الداخلي بنسبة 5.5 بالمئة بالقياس السنوي في الفصل الأول، وهو ما يشكل تحسناً مع انهيار النشاط الاقتصادي في الفصل الذي سبقه والذي بلغ 6.3 بالمئة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته «وول ستريت جورنال» بين خبراء الاقتصاد أن 54 بالمئة منهم يتوقعون أن ينتهي الانكماش الأميركي الذي بدأ في ديسمبر 2007 هذا الصيف. غير أن هؤلاء الخبراء توقعوا أيضاً أن ترتفع نسبة البطالة من 9.5 بالمئة حالياً إلى 10 بالمئة بنهاية 2009 لتبقى عند هذا المستوى على الأقل حتى يونيو 2010. وعكست تصريحات سامرز الحذر الذي يبديه معظم المسؤولين الأميركيين إزاء مؤشرات التحسن. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما بنفسه خلال قمة مجموعة الثماني أن «الانتعاش لا يزال بعيداً». وأضاف أنه «من السابق لأوانه البدء في تقليص خططنا للإنعاش وعلينا مواصلة جهودنا إزاء هذه الخطط لتأمين أسس نهوض قوي ومستدام». وتجنب سامرز من جهته سؤالاً للصحيفة عن «استراتيجية الخروج» من الأزمة. وقال «اعتقد أن الإجراءات اللازمة للقيام بما هو ملائم لمواجهة العجز على الأمد البعيد، ستعزز الثقة وتبقي على نسب الفائدة متدنية وكذلك تكلفة الرساميل وستجعل القروض أيسر وتساهم بالتالي بشكل مباشر في النمو». وحمل الأسبوع قبل الماضي أخباراً سيئة للاقتصاد الأميركي بشأن ثقة المستهلكين ونمو أعداد العاطلين عن العمل، ما عزز الانطباع بأن الوضع الاقتصادي لا يزال ضعيفاً. فالأرقام الرسمية الأميركية أشارت إلى انضمام 467 ألف شخص جديد إلى قائمة الذين فقدوا وظائفهم خلال الشهر الماضي، الأمر الذي دفع بنسبة البطالة أن تصل إلى أعلى معدل لها خلال 26 عاماً في الولايات المتحدة. وفي منطقة اليورو التي تضم 16 دولة وصلت نسبة البطالة إلى أعلى معدل لها في غضون عقد من الزمان. وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أقر قبل أيام أن إدارة واشنطن أخطأت في قراءة الوضع الاقتصادي، عند وضع خطة التحفيز في مطلع العام الحالي. وقال بايدن إن أوباما، وطاقمه الاستشاري لا يفضلون تخصيص خطة تحفيز ثانية في الوقت لخفض معدلات البطالة، الأعلى منذ أكثر من ربع قرن. وأوضح أن «في الحقيقة لم نحسن قراءة الاقتصاد والى أي درجة كان الاقتصاد الذي ورثناه سيئاً».
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©