الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«مهرجان أم الإمارات».. منتجات تمزج بين الأصالة والحداثة

«مهرجان أم الإمارات».. منتجات تمزج بين الأصالة والحداثة
27 مارس 2018 12:16
أشرف جمعة (أبوظبي) يرسخ «مهرجان أم الإمارات» في الذاكرة المجتمعية قيماً إنسانية وثقافية وفنية رفيعة المستوى، فهو يحتضن الزوار ويضعهم أمام تجربة خاصة بما يحمل من زخم وتواصل حميم بين الإنسان والشعور بقيمة الحياة وجمالها، وفي السنة الثالثة للمهرجان تمتد «منطقة السوق» بدكاكينها العامرة بالمنتجات المتنوعة التي تحمل الدهشة في الفكرة والمضمون وتركز على الاحتياجات البسيطة للزوار، وقد اختلفت أعمار أصحاب الدكاكين وتميزت معروضاتهم بالأصالة والحداثة وهو ما وضع الجمهور أمام فيض واسع من المنتجات، واللافت أن السوق يمتد من أول المهرجان إلى آخر نقطة في مكان إقامته على كورنيش أبوظبي. المهرجان، الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، يحظى برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية. تراث وأصالة تقول تمارا نادر (زائرة): أبرز ما لفت نظري منذ دخولي إلى ساحة المهرجان العديد من الدكاكين المتجاورة التي حملت مفاجآت بالنسبة لي، إذ وجدت كتباً باللغة الإنجليزية والعربية ومعروضات جلدية وعطورا وأواني خزفية ومجسمات تراثية وفنية وعباءات رجالية ونسائية وفناجين قهوة وأشياء لم أكن أتوقع أن تكون موجودة بهذا الزخم، لافتة إلى أن المهرجان يتمتع بثراء أنشطته وفي كل عام يتطور ويمزج التراث بالأصالة، وهو ما انعكس على منطقة السوق التي يتبارى فيها العديد من أصحاب الدكاكين من أجل إبراز أفضل ما لديهم، مشيرة إلى أنها جاءت بصحبة عائلتها، حيث شاركتها شقيقتها يارا اقتناء بعض المنتجات والتي شعرت بأنها في حاجة إليها، وأن المهرجان وفرها لها من دون عناء. خطوط الموضة ولا تخفي عزة عبيد، إحدى الزائرات للمهرجان، أنها تحرص منذ انطلاق الفعاليات على الحضور مع أسرتها خصوصاً أنها تستمتع بالأنشطة المختلفة التي يوفرها المهرجان لزواره، لافتة إلى أنها وجدت في السوق الشعبي تشكيلات فنية من الإكسسوارات وهو ما جعلها تتوقف عند أحد الدكاكين من أجل اختيار بعض الخواتم والأساور والعقود، مبينة أنها من النوع الذي يفضل الإكسسوارات لأنها تتميز بذوقها الرفيع وتساير خطوط الموضة بخاصة مع العباءات النسائية الخليجية، وترى عزة أن المهرجان يحظى باهتمام الزوار وأن منطقة السوق تتسم بالتنوع كونها جذابة للزوار من عشاق التسوق والاطلاع على المنتجات التراثية والعصرية، وترى أن الإقبال كبير على هذه الأسواق التجارية. سعيدة بالتجربة وتحرص فاطمة علي، على عرض الكثير من الأقمشة الغنية بالألوان والتي تتميز في الوقت نفسه بالجودة، مشيرة إلى أنها فكرت في أن تعرض شيئاً مختلفاً في المهرجان خصوصاً أن الجمهور من مختلف الأعمار والجنسيات، لذا أرادت أن تكون متميزة من خلال اختيار مجموعة من الأقمشة التي تلائم النساء، وترى أن الكثير من السيدات لديهن رغبة في شراء الأقمشة وتفصيلها بشكل ما، وأنها طرحت العديد من الأقمشة التي تتناسب مع الأطفال والشباب وكبار السن، مشيرة إلى أنها سعيدة بهذه التجربة وسط الجمهور الكثيف الذي يتدفق على المهرجان بشكل يومي، والذي يرى في السوق أنه منطقة تعبر عن الذوق وتلبي في الوقت نفسه الطموحات. المنتج الإماراتي وتشعر عفراء القبيسي بالسعادة لكونها تضع خلطات خاصة بها من الدخون والعطور، مشيرة إلى أنها تشارك للمرة الثانية على التوالي في المهرجان بمنطقة السوق، وأنها لاحظت أن الجمهور يحتفي بالمعروضات الإماراتية ويقتني منها بكثرة وهو ما شجعها على الحضور هذا العام من أجل تقديم منتجاتها الخاصة للزوار، وتوضح أنها تركز بشكل كبير على أن تكون المنتجات المحلية ذات قيمة خصوصاً أن لديها الزوار من كل الجنسيات، حيث إن البخور والدخون والعطور التي تقدمها تحمل دلالات للمنتج الإماراتي الذي يعتمد على خلطات غير اعتيادية وأنها ستواصل عرض منتجاتها في السوق خصوصاً أن الإقبال عليها كثيف منذ انطلاق الفعاليات. حلي قديمة وتلفت رفيعة محمد الخميري إلى أنها تحرص بشكل مستمر على تقديم أنواع مختلفة من الإكسسوارات التراثية المطلية بالذهب، والتي تلائم كل الأذواق، إذ تعرض الأساور التقليدية والعقود بالإضافة إلى ملابس تراثية للأطفال، وتشير إلى أنها حرصت على تقديم منتج يحمل روح الموروث خصوصاً أن الإكسسوارات جاءت على النسق التقليدي لذا تأخذ وقتاً في التصنيع، وتوضح أن التصميمات تعبر عن المرأة في الماضي وما كانت ترتديه من حلي وأدوات زينة، وأنها أرادت أن تكون هذه البضاعة المقلدة قريبة من الشكل القديم، مؤكدة أن المهرجان يشجع على تقديم معروضات مختلفة نظراً لأن التنافس في السوق كبير نتيجة تواجد جمهور نوعي يبحث عن الأشياء ذات القيمة الحقيقية. بشت عربي ويذكر حسام محمد جبر صاحب دكان «البشت العربي»، أن السوق الخاصة بالمهرجان أوجدت نوعاً من التنافس وأنه يحرص من خلال مشروعه «البشت العربي» على المحافظة على المسمى القديم للعباءة الرجالية، لافتاً إلى أنه أول ما يتبادر للذهن عند ذكر كلمة عباءة أنها للنساء، وجاء اختيار اسم «البشت العربي» لدكانه لكي يعيد المسمى الشعبي للعباءة الرجالية التي يحاول أن يقدمها بنسقها التقليدي مع الحفاظ على روح العصر، ويشير إلى أنه لاحظ إقبال جمهور المهرجان على المنتجات التي تحمل طابعاً تراثياً وعصرياً وأن هذا الذوق جعل مشروعه يحظى بقبول الزوار خصوصاً أن البعض يسأل عن معنى «البشت العربي» وهو ما يجعله يشعر بالسعادة لأنه يحافظ على تراث الأجداد. «لوفاج دبي» وفي وسط المنطقة الخاصة بالسوق، كانت هلا طرابيشي مسؤولة المبيعات في دكان «لوفاج دبي» تعرض مجموعة من العطور والخلطات الطبيعية للزيوت والكريمات والعطور الشرقية والفرنسية، مشيرة إلى أن منطقة السوق متميزة وتشمل العديد من الدكاكين التي تحمل ثيمات مختلفة ومن ثم تعطي فرصة للزوار لاختيار ما يناسبهم، وترى أن المهرجان يرسخ لعادات وتقاليد أصيلة ويجمع كل أفراد الأسرة على القيم النبيلة والترفيه المحبب، وأن «لوفاج دبي» يحظى باهتمام الزوار في هذا المهرجان المتميز بأنشطته وفعالياته التي تحقق السعادة الفردية والمجتمعية. عطور وعباءات ومن العين جاءت مشاركة دكان «السلامة» التي تعبر عن بعض المنتجات المحلية من العطور والعباءات ودهن العود والملابس الرجالية والنسائية، ويشير محمد فوزي مشرف المبيعات إلى أن الدكان موجود في مدينة العين منذ عام 1948 وأنه يحظى باهتمام زوار المهرجان نظراً لمعروضاته التي تعبر عن البيئة الإماراتية، ويلفت إلى أن السوق هذا العام موزع على كل مناطق المهرجان مما يعطي فرصة للزوار لكي ينسجموا مع العروض التي تقدمها الدكاكين في أي مكان يتوجهون إليه، ويذكر أن هذه الفكرة مفيدة لأصحاب الدكاكين والجمهور، ويبين أن المعروضات المحلية تلقى قبولاً من الزوار لأنها تعبر عن الأصالة. «الزمن الجميل» وأمام دكان «الزمن الجميل» كانت ميرا محمد المرزوقي تتابع معروضاته التي تبلورت في فناجين القهوة بأنواعها المختلفة، وتبين أن أكثر ما لفت نظرها أن هذه الفناجين تحمل صوراً للمشاهير والشخصيات العامة وتحمل عبارات مشهورة أيضاً، وتذكر أنها كانت تبحث عن هذه النوعية من الفناجين لكي تحتفظ بها ضمن مقتنياتها الشخصية، وترى أن المهرجان أعطى للسوق أهمية حيث تم توزيع الدكاكين بشكل فني وهو ما جعل الزوار يتفاعلون مع المعروضات التي تقدمها، فضلاً عن أن المنتجات تستحق الاقتناء كونها تلائم كل الأذواق وتهتم في الوقت نفسه بفئة الأطفال. الحياة اليومية وتحرص سلامة الرميثي على تقديم منتجات عصرية بروح تراثية، إذ تعتمد في صناعتها على الطريقة اليدوية مستفيدة من خبرتها الطويلة في هذا المجال وتشير إلى أنها تعرض صناديق صغيرة وأكسسوارات للهواتف الذكية وحقائب صغيرة وبراقع ملونة بزركشات التلي، والكثير من الأشياء التي تستعمل في الحياة اليومية، وأنها تحاول أن تكون قريبة في معروضاتها من احتياجات الجمهور، وترى أن المهرجان له أهمية لدى أفراد المجتمع وأن الحضور الجماهيري كبير جداً وهو ما يجعل منطقة السوق تزخر بالمنتجات المتنوعة التي تجذب الجمهور، وأنها سعيدة لوجودها بين أجيال مختلفة وثقافات متنوعة. أعمال يدوية وضمن المشروعات الخيرية التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية كانت مباركة راشد تعرض منتجات استطاعت حياكتها بحرفية تامة، وتبين أنها تضع ألعاباً تراثية للأطفال وتغزل من الخوص والتلي أشياء مختلفة فضلاً عن خلطات العود الخاصة وفناجين القهوة المميزة وخزفيات بداخلها شمع وفواصل من القماش تستخدم أثناء قراءة الكتب، وتذكر أنها تطوع الموروث الشعبي الإماراتي في كل ما تنتج وأنها تشعر بالبهجة لكون مثل هذه المنتجات تحظى باهتمام الجمهور، مع وجود عدد كبير من الدكاكين تحتوي على منتجات متنوعة ضمن الأنشطة والفعاليات. لعب أطفال فور دخول الطفل أحمد علي عوض أروقة المهرجان وجد أمامه مجموعة من الدكاكين المتجاورة والمتقابلة، وفي أثناء تجوله عثر على دكان متخصص في بيع لعب الأطفال فأخذ يقلب النظر في الألعاب المعروضة، ويذكر أنه زار المهرجان العام الماضي واطلع على الكثير من أنشطته وأنه حريص على زياراته في نسخته الحالية، إذ يراه المكان الذي يلائم كل الأعمار، وأنه يشعر حين يزوره بالفرحة، وقد وقع اختياره على لعبة غير مطروحة ولم يقتن مثلها من قبل، مبيناً أن منطقة السوق متميزة وبها الكثير من الدكاكين التي تعرض منتجات للأطفال وهو ما يشجع الكثير من الأسر على أن تترك أبناءها يتجولون في هذه الدكاكين بحرية ومن ثم اختيار ما يناسبهم. المرأة التمثال يخيل إلى من يرتاد منطقة السوق في المهرجان، أن هناك تمثالاً جامداً صلباً لامرأة ترتدي ثوباً فضفاضاً ذات وجه مصبوغ بمادة بيضاء، وكذلك اليدين والذراعين، أما الشعر فهو رمادي. وعندما يقترب الزوار من التمثال يتحرك حركات سريعة مباغتة ثم يعود لوضعه الطبيعي وهو ما يجعل الزائر يكتشف في النهاية أنه ليس تمثالاً وإنما هي امرأة تمتلك القدرة على الوقوف بصلابة وبشكل تمثيلي محكم، تدعى ريم الأمين، والتي قالت إنها تدربت على ذلك منذ فترة وأنها تقدم هذا اللون من الفن لجمهور المهرجان وأنها تحاول أن تبهرهم وتضعهم على أرض الدهشة، خصوصاً أن حركاتها تنم عن وعي مما يجعل الجمهور يشعر بالسعادة للحركات المباغتة لهيئتها التي تشبه التمثال، وأنها سعيدة بهذه التجربة التي تقدمها. أصغر تاجرة قوت حامد (10 سنوات)، أصغر تاجرة في المهرجان، إذ تعرض مأكولات منزلية للجمهور، وتلفت إلى أنها قررت أن تكون ضمن التجار في السوق الشعبي خصوصاً أن هناك إقبالاً كبيراً من الزوار، وأنها اختارت عرض المأكولات، وترى أنها نجحت في هذا الأمر خاصة أن الزوار ساندوها من خلال عمليات الشراء، موضحة أن العديد من الأطفال تعرفوا على نوعية الأطعمة التي تقدمها وهو ما جعلها تشعر بالسعادة، بعد أن أصبح مشروعها الصغير رائجاً، وتشير إلى أن المهرجان متميز كعادته وأن السوق استقطبت العديد من الزوار وأنها دائماً مكتظة بهم. معالم إماراتية أمام أحد الدكاكين في المهرجان كان كريتيف ليزر (بريطاني)، يعرض العديد من الأشكال الفنية التي أبدعها والتي تعبر عن معالم الإمارات والتي شكلها بتميز، ويبين أنه يصنع المجسمات والأشكال البارزة والآيات القرآنية ويعتمد على التراث الإماراتي والإسلامي في التشكيل، ويرى أن المهرجان يحتضن جميع الشعوب كعادة دولة الإمارات التي تؤصل لمعاني السلام وتعمل على تآلف الشعوب في محبة وود، وأنه حرص على أن يقدم أعماله في السوق الخاص بالمهرجان خصوصاً أن الزوار يحتفون بالفن وبالمعروضات القيمة، ويشير إلى أن الكثير من الجمهور يتابعه ويتوقف عند معروضاته ويتجاور معه عن أساليبه في التشكيل واختيار موضوعاته، مؤكداً أن المهرجان يحظى بمشاركة جماهيرية كبيرة لكل أفراد الأسرة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©