السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الصمت على جرائم داعش خطر على الدين والحضارة

العلماء: الصمت على جرائم داعش خطر على الدين والحضارة
6 مارس 2015 00:57
حسام محمد (القاهرة) هاجم علماء الأمة الإسلامية جريمة إرهابيي داعش بهدم آثار متحف الموصل بالعراق، مؤكدين في تصريحات لـ «الاتحاد» على هامش مشاركتهم في مؤتمر «عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه» والذي اختتم أعماله مؤخراً بالقاهرة أن هدم آثار الحضارات القديمة ليس من الإسلام في شيء، وأن الإسلام حينما ظهر كانت هناك الكثير من آثار الحضارات الإنسانية السابقة ولم يثبت قيام النبي أو صحابته أو التابعين بهدم تلك الآثار أو حتى الإفتاء بهدمها طالما أنها لم تكن تعبد من دون الله. مخالفة فقهية وقال الدكتور محمد حسين - مفتي القدس، إن ما تقترفه داعش من جرائم وآخرها هدم آثار العراق وهو أمر يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، وتؤكد حادثة تدمير متحف الموصل أن هناك أصابع خارجية تحرك ذلك التنظيم الإرهابي الذي يؤدي نفس تصرفات قوى الاستعمار والاحتلال، والإسلام بريء تماماً من تلك الأفعال وأنا لا استبعد أن يكون هناك من حرك تلك العصابات لسرقة الآثار وبيعها وللتغطية على تلك الجريمة قاموا بتمثيلية تدمير المتحف وأظهروا صوراً ولقطات لتدمير بعض الآثار لخداع الناس بالباطل وستظهر الأيام أن تلك العصابات كانت تستهدف نهب الآثار وليس تدميرها، لأنه لا يوجد عالم دين موثوق في علمه أفتى في السابق أو الآن بجواز تدمير آثار الحضارات القديمة والمسلمون حينما دخلوا مصر كان بها الأهرامات وأبو الهول وكانت هناك الكثير من الآثار في جنوب مصر ولم يتعرض لها المسلمون بسوء. عصابة تشوه الإسلام الدكتور أحمد تميم - مفتى أوكرانيا - قال إن ما فعله الداعشيون في العراق يؤكد أنهم سرطان لابد من تكاتف الجهود للقضاء عليهم باعتبارهم عصابة تم تشكيلها لتشويه صورة الإسلام والمسلمين وحادثة تدمير آثار الموصل تؤكد أننا أمام خطر كبير هو خطر تلك الجماعة الإرهابية التي ضربت بكل تعاليم الإسلام عرض الحائط وانتهجت أسلوب العنف والتكفير فهم يحكمون بالتدمير على كل ما يخالفهم في الرأي ومثلما قتلوا غير المسلمين قتلوا المسلمين لمجرد أن هؤلاء المسلمين يخالفوهم في الرأي بل وانتهجوا أسلوباً جديداً في الانتقام من أسراهم بقتلهم حرقاً وجاء تدميرهم لآثار العراق ليؤكد انتهاجهم نهجاً غير ديني لا علاقة له بأي دين أو عقيدة وفي أغلب الظن أنهم يتحركون وفق أجندة خاصة لتشويه الدين الإسلامي، وللأسف فنحن حتى هذه اللحظة لم ننجح في وضع آلية حقيقية لمواجهة جرائم تلك الجماعات المنسوبة زورا للإسلام. ضد المنطق ويؤكد الدكتور عبد المقصود باشا - رئيس قسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، أن الاعتداء على المواقع الأثرية والمتاحف والأماكن المهمة شيء لا يقبله عقل ولا دين ولابد من السعي لوقف المهزلة التي بدأها تنظيم داعش الإرهابي لأنهم يسهمون بذلك في التكريس لحرب إرهابية جديدة ضد الآثار الموجودة في العالم كله وإذا صمتنا فسوف يأتي يوم نجد الموتورين ممن لا عقل لهم يقومون بعمليات مشابهة داخل المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى. ويرى أن هناك عدة حلول سريعة لابد من اتخاذها فوراً لمنع امتداد هذه الظاهرة إلى الداخل «أولها التصدي الفوري لتلك الفتاوى غير الشرعية التي ترسخ لتدمير الآثار القديمة والرجوع إلى الفتاوى المستنيرة حتى يتم وأد تلك الفتنة الجديدة التي يسعى الإرهابيون لنشرها في العالم الإسلامي إضافة إلى هدفهم الرئيس ألا وهو تشويه صورة الإسلام في الخارج والدليل تعدد الجرائم البشعة التي ارتكبها أعضاء تلك العصابة الإرهابية وكلها جرائم لا علاقة لها بالدين الإسلامي بداية من بيع النساء كإماء ومروراً بحرق الطيار الأردني ووصولاً لتدمير مقتنيات متحف الموصل كاملاً ولنا أن نتخيل اليوم صورة الإسلام والمسلمين في العالم كله بعد أن ألبست داعش إرهابها ثياب الإسلام».لا أسانيد شرعية وأشار الدكتور شوقي علام - مفتي مصر، إلى أن الآراء الشاذة التي اعتمد عليها «داعش» في هدم الآثار في الموصل واهية ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية، خاصة أن هذه الآثار في جميع البلدان التي فتحها المسلمون كانت موجودة ولم يأمر الصحابة الكرام بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها وهم رضوان الله عليهم كانوا أقرب عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منا، بل كان منهم صحابة جاؤوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها ولم يصدروا فتوى أو رأياً شرعياً يمس هذه الآثار التي تعد قيمة تاريخية عظيمة. وأضاف علام أن الآثار من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع والأمة، لأنها تعبر عن تاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وبالتالي فإن من تسول له نفسه ويتجرأ ويدعو للمساس بأثر تاريخي بحجة أن الإسلام يحرم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده، فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنم عن جهل بالدين الإسلامي الحنيف. وأوضح أن الحفاظ على الكنوز الرائعة من الحصاد المادي للحضارة الإنسانية التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضروري مشدداً على أن الحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ولا يحرمه الدين، بل شجع عليه وأمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم. وطالب المفتي المصري جميع الدول والمنظمات المعنية باتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف أي اعتداء أو تدمير يطول التراث الثقافي أيا كان انتماؤه أو موقعه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©