الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلجها يمتد 6 كيلومترات تحت الأرض

فلجها يمتد 6 كيلومترات تحت الأرض
22 ابريل 2010 19:33
يعرف أهل مدينة العين منطقة المعترض، وسمع بها معظم من زاروا العين، ولكن لأن مدينة الواحات تخبئ التاريخ بين جنباتها فلابد وأن لكل مكان فيها قصة وحكاية، والمعترض واحدة من أجمل المناطق التي يمكن أن تعيش فيها بساطة الماضي وروعة ناسه، فأهل هذا المكان مازالوا متمسكين بروح الأصالة القديمة، ولم تطغ عليهم ماديات المدنّية بعد. المعترض واحدة من أهم واحات العين السبع (العين، الداودي، المويجعي، الجيمي، القطارة والهيلي) وتعد الثالثة من حيث عدد أشجار النخيل التي تتناثر فيها بعد العين والداودي (اللتين تقعان في منطقة الصاروج). سميت هذه المنطقة التي تقع على بعد 4 كيلومترات من مركز المدينة بالعين نسبة إلى فلج المعترض الذي يخترقها كشريان حياة يمتد 6 كيلومترات تحت الأرض. تأتي مياه هذا الفلج من سهل الحصوي غرب قرية المويجعي التي تجاور قرية المعترض، وتحديداً من شرقي العين من بيت المحابيــــس القديم، وتمر ميـــاهه عبر قنوات أرضية قديمة حفرتها أيادي الأجداد قبل سنوات طويلة. يغذي فلج المعترض معظم مزارع المنطقة التي تشكل مع باقي واحات العين واحة عملاقة تضم قرابة أربعة آلاف نخلة، وكانت في مرحلة ما قبل النفط قبلة لأهل المنطقة الغربية وأبوظبي الذين يشدون الرحال إلى العين كل صيف من أجل «المقيظ»، أي قضاء فترة «القيظ»، أو الصيف في مزارع العين الجميلة للتمتع بالهواء العليل والأجواء الأخف رطوبة من أبوظبي والغربية، وكذلك للتمتع بمذاق رطب العين الشهي وتجهيز التمر «السح» لمؤونة الشتاء. فلج المعترض مثل أغلب أفلاج العين من النوع الداودي أي الذي يعتمد على المياه الجوفية التي تجري طوال العام وعلى مر الســــنين، وهو مسمى يرتبط في الثقافة الشعبية بالنبي سليمان بن داوود علــــيه السلام الذي ســــخر له الله تعالى الجن تأتمر بأمره فأمرها ببنائها، بالطبع لا يوجد ما يؤكد هذه الرواية لكن الذاكرة المحلية تتبناها. قبل ثلاثين عاما شهدت منطقة المعترض تدشين أول حديقة عامة في مدينة العين، وكانت هذه الحديقة تجربة جديدة لأهل العين والقاطنين فيها من العرب، ومهد الإقبال الذي شهدته لإنشاء أكثر من أربعين حديقة عامة على مدى السنوات التالية، ومع ذلك مازالت تلك الحديقة تشهد إقبالا كثيفا من أهل العين. خضعت واحة المعترض، كأغلب مناطق العين، إلى أعمال الترميم والصيانة لتبقى محتفظة بتاريخها الذي يمتد لآلاف السنين، وهي تحتفظ برونق المزارع التي يهتم أهلها بها، وبنظام الحياة الزراعية الذي يحيا به أغلب أهل العين.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©