الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جزيرة الكنز» تحقق الاستدامة البيئية

«جزيرة الكنز» تحقق الاستدامة البيئية
22 ابريل 2010 19:36
منذ أعلنت حكومة أبوظبي عن خطتها المفصّلة والمتقنة لبناء أول مدينة مستدامة في العالم تحت شعار “مدينة الانبعاثات الصفرية من غازات الاحتباس الحراري” وأطلق عليها اسم “مدينة مصدر”، لم تتوقف الدوائر المهتمة بالاستدامة البيئية في العالم أجمع عن التوقف عند هذا المشروع الحضاري الرائد. وسرعان ما اتضح لمئات الباحثين والإعلاميين الذي توافدوا إليها وهي في أطوار البناء والتنفيذ، إن المشروع مبني على أحدث الأسس والقواعد والتكنولوجيات العلمية، وبما يؤهل هذه المدينة لأن تتحوّل بجدارة إلى تجربة تقتدى على المستوى العالمي. وبدأت البوادر الأولى لظاهرة عولمة الفكرة تتضح في بعض دول العالم، وكان آخرها قد تجلّى بإعلان مدينة سان فرانسيسكو عن تحويل “جزيرة الكنز” Treasure Island الاصطناعية التي تحازي شاطئها، إلى بيئة حضرية مستدامة نموذجية. ويعود تاريخ تشييد هذه الجزيرة السياحية إلى عامي 1936 و1937، حيث نشأت بفعل ردم الأنقاض الناتجة عن عمليات التجريف القاعي لأعماق خليج سان فرانسيسكو من أجل تعميقه. وبهذه الطريقة، حققت المدينة هدفين في وقت واحد.. تعميق الخليج من أجل تسهيل حركة الملاحة البحرية، وإقامة جزيرة سياحية من الطراز الأول. وأصبحت مساحة الجزيرتين المتصلتين عن طريق الجسر 2.334 كيلومتر مربع ويقطنها الآن بضعة آلاف من السكان يعتمدون في نشاطاتهم التجارية على السياحة. وتبتعد الجزيرة عن ساحل المدينة بأقل من 3 كيلومترات. واكتسبت اسمها من رواية بعنوان “جزيرة الكنز” للروائي روبرت لويس ستيفينسون الذي عاش في سان فرانسيسكو بين عامي 1879 و1880 فسحرته ودفعته إلى تخليدها بروايته الشهيرة. والآن، تعد “جزيرة الكنز” واحدة من أكثر المقاصد السياحية جمالاً في العالم. وقررت بلدية سان فرانسيسكو مؤخراً تحويلها إلى قاعدة اختبارية مثالية للاستدامة البيئية. ويقول المشرفون على المشروع إنه سوف يؤدي إلى ظهور أرقى المنشآت السياحية في العالم من دون منازع. ووضعوا لهذا الغرض مخططاً طموحاً لبناء عدد ضخم من الأبنية والأبراج ذات المصادر البيئية المستدامة وبتكلفة إجمالية تصل إلى 1.4 مليار دولار. وسوف يبلغ عدد المساكن التي تعتمد على هذه المصادر أكثر من 8 آلاف. ويشتمل المشروع على بناء عدد من ناطحات السحاب تستمد كل الطاقة المستهلكة فيها من الشمس مباشرة بعد تحويلها إلى طاقة كهربائية. ويتضمن المشروع إقامة عدد من المحطات الصغيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي وتحويلها إلى مياه صالحة لإعادة الاستهلاك في البيوت. ويهدف هذا الإجراء إلى التوقف تماماً عن طرح المياه الملوّثة في البحر، وإلى تأمين مصدر مستدام للماء وخاصة بسبب موجات الجفاف المتكررة التي تعاني منها ولاية كاليفورنيا بشكل عام. وسيتم تجهيز كل برج أو مبنى بمولد توربيني يقام فوق سطحه لتزويد البيوت بالطاقة الكهربائية المولّدة من الطاقة الشمسية بواسطة ألواح “الخلايا الفولطية الضوئية” التي ستنتشر على الجدران الجانبية للبيوت. وتقول اللجنة المشرفة على المشروع إن الجزيرة سوف تتحول إلى حاضرة تخلو تماماً من الفضلات والنفايات والملوّثات والغازات الضارة بالبيئة بحلول عام 2020.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©