سليمان يتعهد بتكريس المصالحة في لبنان

أكد قائد الجيش العماد ميشال سليمان عشية انتخابه اليوم الأحد رئيسا للبنان أن عهده سيكون ''عهد تكريس المصالحة والتفاهم'' مشددا على ضرورة ''تحييد مصالح الناس عن الخلافات السياسية''· وقال سليمان في حديث نشرته صحيفة ''النهار'' اللبنانية أمس ''هذا عهد تكريس المصالحة والتفاهم''· ورأى الرئيس المقبل أن أجواء الفرح والتلاقي التي سادت لبنان بعد إعلان الاتفاق ''تثبت مجددا أن اللبناني في جوهره تواق إلى التفاهم والاستقرار''· وقال ''ينبغي تحييد مصالح الناس عن الخلافات السياسية''· ولفت إلى ''ضرورة الإفادة من الإجماع الاقليمي والدولي على دعم الاتفاق ودعم لبنان''· وقال ''عندما نتوحد حول أهداف وطنية في استطاعتنا أن نتجنب كل الاخطار والتعقيدات وتضارب المصالح على غير صعيد إقليمي ودولي''· ونظمت وزارة الدفاع اللبنانية أمس في مقر وزارة الدفاع في اليرزة حفلا وداعيا لقائد الجيش العماد ميشال سليمان· وأكد سليمان خلال الحفل أن ''الشهداء الأبطال قد صنعوا بعظمة شهادتهم شرف الجيش وأن أي تفريط بدمائهم هو تفريط بوحدة الوطن''· وأشاد سليمان بدور وزير الدفاع الياس المر في تحييد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية وتعاونه الثابت مع كل قرارات القيادة، كما اثنى على كفاءة العسكريين وولائهم وتمسكهم بوحدتهم وعقيدتهم العسكرية، مثمنا جهودهم وتضحياتهم التي بفضلها تمكن الجيش من الوصول الى رأس القمة، لكن إكمال الطريق من هذه القمة هو أكثر صعوبة ويحتاج الى مزيد من الجهد والتضحية لتحقيق نجاح أكبر، لافتا الى تطلعه لبناء جيش قوي بعديد وعتاد كافيين، ليتمكن من أداء مهامه الوطنية على أكمل وجه· وأكد سليمان أخيرا أنه سيبقى إلى جانب المؤسسة في كل ما تحتاج إليه لكنه لن يتدخل بعد اليوم في شؤونها الداخلية التي ستكون في عهدة قيادتها الجديدة· إلى ذلك يستعد لبنان للاحتفالية الخاصة بانتخاب رئيس جديد للبنان بعد تأخير دوام ستة أشهر وسط حضور عربي ودولي واسع يتقدمه ممثلو الدول التي قامت بوساطات لحل الازمة اللبنانية· ومن المقرر أن ينتخب نحو 127 عضواً برلمانياً العماد ميشال سليمان (59 عاما) رئيساً في جلسة برلمانية سوف يحضرها 200 شخصية كبيرة من بينهم وزراء خارجية سوريا وإيران بالإضافـــة إلى وفد من الكونجــــرس الأميركي· والشخصيات الأخرى التي من المتوقع حضورها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووزراء خارجية فرنسا، وايطاليا، وإسبانيا، والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وكل السفراء الأجانب والعرب في لبنان· وأكد مصدر حكومي أن وزيري خارجية السعودية ومصر سعود الفيصل وأحمد أبو الغيط سيحضران الانتخاب إضافة إلى وزير خارجية سوريا وليد المعلم· وتشكل مشاركة المعلم أول زيارة علنية إلى لبنان يقوم بها مسؤول سوري رفيع منذ انسحاب القوات السورية في أبريل عام 2005 في أعقاب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري· كما سيحضر وزير خارجية إيران منوشهر متكي· ويحضر كذلك وزير خارجية تركيا علي باباجان· كما سيحضرأعضاء الوفد العربي الذي شارك قطر في رعاية الاتفاق ويضم وزراء خارجية الأردن والإمارات والبحرين والجزائر وجيبوتي وسلطنة عمان والمغرب واليمن· كما ستتمثل الحكومة برئيسها فؤاد السنيورة ووزرائها في الجلسة البرلمانية التي تبدأ الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي الرابعة بتوقيت الإمارات· وبعد انتهاء عملية الانتخاب يغادر رئيس المجلس نبيه بري القاعة ليعود برفقة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي سيؤدي القسم الدستورية ثم يلقي خطابا يعرض فيه ابرز خطوط عهده الذي يستمر ست سنوات· ونقلت صحيفة ''السفير'' اللبنانية السبت عن بري قوله إنه يريد أن تكون عملية الانتخاب ''بمثابة عرس متكامل لبنانيا وعربيا ودوليا''· وامتلأت شوارع لبنان بالأعلام اللبنانية ذات اللونين الأحمر والأبيض بالإضافة إلى صور الرئيس المقبل· وكتب على إحدى اللافتات مع صورة كبيرة للرئيس الجديد ''لبنان ينتظر الزعيم''·وفي بلدة عمشيت شمال بيروت مسقط رأس الرئيس الجديد غطت البالونات الحمراء والبيضاء شوارع البلدة كما تم وضع صور الرئيس الجديد في كل شرفة في المنطقة· وقال نظيم الخوري وهو صديق حميم للرئيس ''بلدة عمشيت تنتظر انتخاب ابنها رئيساً لتوحيد لبنان ومساعدته على دخول مرحلة جديدة من الاستقرار والسلام''· واتخذت القوى الأمنية إجراءات مشددة للحفاظ على الأمن في مبنى البرلمان ومحيطه، وقد اقفلت كل الطرق المؤدية إليه· ونجحت الاتصالات في تخطي عقبة طارئة برزت في الساعات الأخيرة تمثلت في عدم توجيه بري الدعوة لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة لحضور جلسة الانتخاب، لأن يعتبرها غير شرعية وغير دستورية الأمر الذي اثار بلبلة في صفوف قوى الأكثرية التي هددت بعدم المشاركة في جلسة الانتخاب اذا أصر بري على موقفه، وهذا ما استدعى تدخلاً من قبل رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حمل بري على التراجع عن موقفه بعد أن تلقى اتصالاً اعتبر بمثابة المخرج من قبل الرئيس السنيورة شخصياً· وستحضر الحكومة بكامل أعضائها الثلاثين بعد أن أقام السنيورة حفل عشاء على شرف نظيره القطري دعي إليه الوزراء الستة المستقيلون· وبعيداً عن جلسة انتخاب الرئيس فان ''المطابخ السياسية'' انهمكت في تحضير ''الطبخة الحكومية'' وانحصر التداول في اسمي الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري الذي عاد أمس من السعودية، لتولي رئاسة الحكومة الأولى للعهد الجديد· وأكدت اوساط الحريري لـ''الاتحاد'' أن مشاورات ستجري خلال اليومين المقبلين بين قوى 14 مارس لاتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن