السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«فريق مبخوت».. «شديد البأس» بطل الكأس

«فريق مبخوت».. «شديد البأس» بطل الكأس
30 مايو 2016 14:06
قبل أن تبدأ المباراة ظهر أن الجزيرة سيلعب متحفظاً، لأنه دفع بـ 3 لاعبي ارتكاز في الوسط هم ( يعقوب الحوسني – محمد جمال – بارك يونج) في التشكيلة الأساسية، كما أنه لعب بعلي مبخوت وحده في الهجوم، أي بمهاجم واحد، يعاونه تياجو نيفيز وانخيل لافيتا من الخلف. فيما كان العين كعادته يلعب بطريقة متحررة هجومية أكثر منها دفاعية. الجزيرة أجرى بعض التغييرات في تشكيلته الدفاعية عندما قام بتحويل سلطان السويدي من مركز الظهير الأيمن المعتاد لمركز الظهير الأيسر، لتعويض غياب سالم راشد، ودفع بمسلم فايز في مركز الظهير الأيمن، وعبدالله موسى قلب دفاع مع فارس جمعة، ووضح من البداية أن هناك فارقاً في الخبرة بين اللاعب الكولومبي أسبريلا وبين المدافع الجزراوي سلطان السويدي. ووضح أيضاً أن العين يلعب على الأطراف مستغلا محمد عبدالرحمن على اليمين، وأسبيرلا على اليسار مع دوجلاس في الوسط، فيما كان الجزيرة يركز على العمق في الهجمات المرتدة. وكانت مهارات لاعبي العين تسمح لهم بالاستحواذ على الكرة، والابتعاد عن بعضهم البعض في الملعب، فيما كان قلق الجزيرة يجعل لاعبيه أقرب الى بعضهم البعض، وأكثر جماعية من العين، فيما كان أخطر ما في العين محاولاته من على الأطراف، وتمريرات عموري العميقة طوال العشرين دقيقة الأولى التي بقيت النتيجة فيها متعادلة. في الدقائق الخمس والعشرين الأولى من اللقاء كان الحذر هو الغالب على الفريقين، لأنها مباراة نهائية وكلا الفريقين يحترمان بعضهما البعض، وبحساب الفرص ربما كان الفريقان يتقاسمان الخطورة، إلا أن السيطرة كانت في مصلحة العين، والإحساس بالرغبة في الفوز كانت أكثر عند لاعبي العين، وكانت تتصاعد خطورة لي ميونج في الوسط بشكل تدريجي لاختراق محاور الجزيرة الدفاعية، والغريب في الأمر أننا لم نجد أي رقابة على مهاجمي الفريقين، فقد كانت المساحات مفتوحة أمام عموري، وباستوس، ولي ميونج ومحمد عبدالرحمن للحركة من العين، وكذلك لتياجو نيفيز وانخيل لافيتا وعلي مبخوت من الجزيرة، لكن أحداً لم يستغل هذه الحرية في الحركة إلا علي مبخوت قليلا بفضل سرعته، ومحمد عبدالرحمن على استحياء بفضل تحركه الرائع من دون الكرة. وفيما يخص محاولات الجزيرة الخطيرة فقد كان سببها هو عدم التفاهم بين لاعبي محور ارتكاز العين، ولاعبي قلب الدفاع، وقد تعززت تلك الخطورة بفضل بطء لاعبي قلب الدفاع مهند العنزي، وإسماعيل أحمد، وقد استغل علي مبخوت خطأ ضعف وبطء هذا الدفاع، ليحصل على ركلة جزاء، ثم يتقدم لها ليسجل الهدف الأول منها، وبرغم محاولات الجزيرة الأقرب للتسجيل إلا أن أحداً لم يسجل لينتهي الشوط الأول بتقدم الجزيرة. وإجمالا يمكننا القول إن نجاح دفاع الجزيرة في إيقاف اسبريلا والحد من خطورته إلى الحد الأدنى، وعدم التوفيق في استغلال الفرص العيناوية هو الذي أنهى الشوط الأول بتلك النتيجة. ولم يختلف الشوط الثاني كثيراً عن بداية الشوط الأول، العين يهاجم بضراوة، يستغل الجبهة اليمنى له، ويستغل ضعف الجبهة اليسرى عند الجزيرة، والجزيرة يدافع ويعتمد على المرتدات، العين يهدر الفرص، وعلي خصيف يتألق، وبالتالي بدأ يفكر زلاتكو في حلول جديدة، فدفع بابراهيما دياكيه، لتفعيل الربط بين الوسط والهجوم، وأعطى تعليمات للاعب الكوري لي ميونج بالتراجع للخلف، ويستغل اسبريلا فرصة خطأ من مدافع الجزيرة، وينطلق فيسدد بقوة لترتد من يد علي خصيف، وتجد دوجلاس وحيداً ليودعها في شباك علي خصيف. وبعد الهدف يواصل أسبريلا غزواته بلا قدرة من الجزيرة على إيقافه، ويخترق ويسدد بقوة فيتصدى علي خصيف أفضل لاعبي الجزيرة، وبالفعل كان الدفع بدياكيه قد أضاف الكثير للعين في منطقة الوسط، حيث إنه ساهم في ضبط التمريرات الموجهة للهجوم، وساهم ذلك في تشديد الضغط على الجزيرة، وهنا أسأل لماذا لم يتدخل مدرب الجزيرة لمحاولة إيقاف اسبريلا واندفاعاته، ولماذا لم يكلف لاعباً بالاقتراب من سلطان السويدي لمساعدته، حيث إن كل الكرات التي كانت تصل لاسبريلا كان وكأنه طليق بلا رقابة لا تنتهي إلا بإنقاذ علي خصيف. مع الوصول الى الدقيقة 70 كانت السيطرة الكاملة قد أصبحت في مصلحة العين، وحاول تين كات التدخل فقام بالدفع بكينوين جونز بدلا من انخيل لافيتا، لكن من دون فاعلية، لأن المخزون البدني عند تياجو نيفيز وعلي مبخوت قد تراجع، وتراجع الاثنان إلى الخلف للقيام بالأدوار الدفاعية. وتدخل تين كات مرة أخرى، فدفع بخلفان مبارك بدلا من يعقوب الحوسني، وتتوالي هجمات العين ويتوالى تألق خصيف واستبسال عبدالله موسى، وفارس جمعة، وتبقى النتيجة متعادلة 1 /‏ 1 حتى الدقيقة 85 من اللقاء. وفي الدقائق الخمس الأخيرة دفع زلاتكو براشد عيسى بدلا من محمد عبدالرحمن للبقاء أطول فترة ممكنة في منطقة جزاء الجزيرة، واستغلال بعض الأخطاء الدفاعية التي كان يسقط فيها الدفاع، وتتواصل الإثارة، لأن كينوين جونز أضاف بعض الخطورة لهجوم الجزيرة، وأصبح محطة لتسلم الكرات العالية، وبدا الجزيرة يرد على العين بالهجوم. وبقي أن نقول بأن خطة العين في الشوطين كانت ( 4 /‏ 4 /‏ 2 )، فيما كانت خطة الجزيرة ( 4 /‏ 5 /‏ 1 ) وتم تغييرها في آخر 10 دقائق إلى ( 4 /‏ 4 /‏ 2 )، وبقي أن نقول أيضاً إن شجاعة لاعبي الجزيرة، وبراعة علي خصيف، وتفوق علي مبخوت قادتهم إلى ركلات الجزاء الترجيحية، وهنا يجب أن نرفع القبعة لفريق الجزيرة الذي لم يكن مرشحاً أبداً للوصول إلى النهائي في الأصل، ولم يكن أبداً مرشحاً لإنهاء المباراة النهائية بركلات الجزاء الترجيحية. وفي المقابل أهدر العين الفرصة التي كانت في متناول اليد ولم يستغل فارق الإمكانات، ولا فارق الخبرة، ولم يستغل الدفعة المعنوية الهائلة التي حصل عليها من الفوز والتأهل في البطولة الآسيوية، وكان السؤال الوحيد الذي ظل معي منذ بداية اللقاء حتى نهايته هو عن إصرار تين كات على عدم التدخل لإيقاف خطورة اسبريلا. وبقي أن نقول أيضاً إن حرارة الجو أثرت على مستوى المباراة، وبرغم أن النهائي يحصل على درجة جيدة من الجانبين، إلا أنه كان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك لولا حرارة الطقس. وبعد فوز الجزيرة بركلات الجزاء الترجيحية يمكن أن نقول بأن الكرة ابتسمت للمجتهدين، وأن علي خصيف ظل متماسكاً ومتفوقاً على نفسه وعلى الجميع حتى قاد فريقه إلى منصة التتويج، وإن علي مبخوت وبرغم إهداره لركلة الجزاء إلا أنه يبقى رقماً صعباً في كرة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©