الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واجب الأمة تجاه المدينة المقدسة

واجب الأمة تجاه المدينة المقدسة
22 ابريل 2010 19:51
إن المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، ومدينة القدس بصفة عامة في التصور الإسلامي، سامية المكانة، عالية المنزلة، عزيزة الحمى ... الأمر الذي يستوجب على المسلمين – جميعاً – الغيرة عليها من أن يدنسها اليهود، والذود عنها من اعتداء الآثمين، وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحريرها ورد المعتدين عنها، لذلك فإن الواجب على العرب والمسلمين أن يقوموا بدورهم المطلوب والمتمثل في الأمور الآتية: التبرع لصالح القضية الفلسطينية كل حسب استطاعته، فعن ميمونة مولاة النبي قالت: “يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، قال: “أرض المحْشر والمنشر، ائتوه فصَلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره” قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: “ فتهدي له زيتا يُسرجُ فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه” (أخرجه ابن ماجد). فهذه دعوة نبوية لأبناء الأمة بأن يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، فمن لم يستطع منهم كالعرب والمسلمين خارج فلسطين، والذين لا يستطيعون الوصول نتيجة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، فهؤلاء عليهم واجب كبير، وهو مساعدة إخوانهم وأشقائهم المرابطين في فلسطين عامة ومدينة القدس بصفة خاصة من سدنة وحراس، وتجار، وطلاب، وجامعات، ومستشفيات، ومواطنين، والذين يشكلون رأس الحربة في الذود عن المقدسات الإسلامية في فلسطين بالنيابة عن الأمتين العربية والإسلامية، وذلك بإقامة المشاريع الإسكانية، وترميم البيوت في البلدة القديمة، لاستيعاب الزيادة السكانية للفلسطينيين في مدينة القدس، وكذلك تشجيع الاستثمار في المدينة المقدسة، حتى يستطيعوا التصدي لمؤامرات تسريب الأراضي للمحتلين، والمحافظة على هوياتهم المقدسية، والثبات في البيوت في البلدة القديمة والتي تعمل سلطات الاحتلال على تفريغها من أهلها، وإسكان المستوطنين بدلاً منهم. الاهتمام بالإعلام المسموع والمرئي والمقروء لإبراز القضية الفلسطينية والحق الشرعي للمسلمين في فلسطين، من خلال التاريخ الصادق وإظهار الحقوق التاريخية والسياسية والعقدية والحضارية للعرب والمسلمين في فلسطين، وذلك بتخصيص مساحة كافية على الفضائيات العربية والإسلامية للحديث بجميع اللغات عن أهمية القدس خاصة وفلسطين عامة ومكانتها، وضرورة التعامل مع الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” للتصدي للهجمة الصهيونية، فالإعلام له دور كبير في إظهار الحقوق، والرد على الشبهات والأباطيل وذلك بصوت واحد قوي، فموقفنا كمسلمين من القضية يجب أن يكون موقفاً واحداً. مقاطعة المنتوجات التي يعود مردودها لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تساهم في قتل أهل فلسطين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. إن علماء المسلمين مطالبون بدور كبير في دعم قضية فلسطين والقدس والأقصى، ويتجلى هذا الدور في أصعدة عديدة من أهمها التأكيد على أن فلسطين ليست ملكاً للفلسطينيين بل ملك للأجيال المسلمة إلى قيام الساعة، والذي يملك شيئاً يجب أن يحافظ عليه، لذلك فإن العلماء يقع على كاهلهم دعوة الأمة لمساعدة الفلسطينيين المرابطين على أرض الإسراء والمعراج كي يبقوا محافظين على الأرض الفلسطينية لأنها وقف إسلامي، لا يجوز التنازل عن شبر منها، وكذلك يجب على العلماء حث الأمة على تحرير هذه الأرض المباركة. الدعاء لفلسطين وأهلها، فالإنسان آثم إذا ترك ذلك، لأن المسلم أخ للمسلم، والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والله يستجيب الدعاء إذا أيقن صاحبه بذلك، يقول الله في كتابه العزيز: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (سورة البقرة، الآية 186)، وعن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : قال لي رسول الله “… إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله (أخرجه الترمذي)”، فيجب أن يكون هذا الموضوع شغلنا الشاغل، ويدعو الإمام في كل صلاة جمعة ويردد وراءه المصلون. مناشدة الرأي العام العالمي وخاصة المسيحي بوجوب الوقوف مع الشعب الفلسطيني، والتصدي للهجمة الصهيونية الشرسة ضد المواطنين والمقدسات، والإصرار على عودة مدينة القدس محررة من براثن الاحتلال، حيث توجد أقدس مقدسات المسيحيين في العالم على الأراضي الفلسطينية مثل كنيسة القيامة ، وكنيسة المهد ...إلخ. التركيز على فضح الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين في جميع المؤسسات الدولية، والعمل على المحافظة على الآثار العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، حيث تسببت إجراءات الاحتلال في تدمير كل شيء من تيتيم للأطفال، وتَرَمُّلٍ للنساء، وتدمير للمصانع والمؤسسات، وتجريف للمزروعات، وكذلك ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية عامة والمقدسات بصفة خاصة من محاولات لهدمها، وتدنيسها، وتقسيمها، وإقامة الجدار العازل، ومصادرة الأراضي، وطرد أهلها، لذلك يجب التصدي لهذه الاعتداءات بالعمل على إعادة المؤسسات التي هُجِّرت قسراً من القدس إلى مكانها السابق حفاظاً على الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة. فضح المشروع الصهيوني وتعريته، وذلك بفضح اليهود وطبيعتهم، وهذا واجب علماء الأمة وقادة الرأي فيها، أن يعرِّفوا الشعوب بعدوها مستندين إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة وما فيهما من وصف مفصل لليهود، ثم على كتب التاريخ وكتابات المعاصرين عنهم– المسلمين وغير المسلمين – المكتوبة باللغة العربية أو غيرها من اللغات مثل كتاب أحلام الصهيونية وأضاليلها للمفكر الفرنسي المسلم “رجاء جارودي” ومن الواقع المعاصر، فبين أيدينا تجارب كثيرة في الحرب والسلم، وسلسلة من الهدنات والاتفاقات كلها تبين أنّ اليهود لا يعرفون غير منطق القوة، وأنهم لا إيمان لهم ولا عهد ولا ذمة، وأنّ أبرز صفاتهم هي العنصرية فهم يرون أنفسهم شعب الله المختار، كما أن تطلعاتهم التوسعية لإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات لا تخفى على أحد، بل هم يريدون السيطرة على العالم كله. العمل على الصعيد العالمي، وذلك بتفعيل دور المؤسسات العربية والإسلامية العالمية كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس، والعمل على استخدامها كوسائل ضاغطة لتغيير الرأي العالمي ونصرة القضية الفلسطينية، لأن هناك بعداً إنسانياً عالمياً لقضية فلسطين، هذا البعد ينبغي أن يعمل على محاولة تأثيم الضمير الإنساني العالمي لسكوته عن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وغضه الطرف عن الصلف اليهودي، ومخاطبة كل المنظمات الإنسانية العالمية مثل منظمة حقوق الإنسان ومنظمات رعاية الأمومة والطفولة ومنظمة العدل ومجلس الأمن والجمعية العامة ونحوها. وكذلك توضيح أن الإرهاب هو ما يقوم به الكيان الصهيوني وليس ما يقوم به الفلسطينيون من مقاومة مشروعة للاحتلال، بالإضافة إلى تحميل أميركا مسؤولية ما يحدث للشعب الفلسطيني، وفضح تحالفها مع العدو ضد حقوق أمتنا، واستخدامها المعايير المزدوجة التي تتبناها دوماً لصالح اليهود،كما يشمل هذا البعد مطالبة المنظمات الدولية بأن تسلك مبدئية المواقف بعيداً عن اختلال الموازين التي تؤدي إلى فقدان مصداقيتها. نسأل الله أن يحفظ الأقصى والمقدسات من كل سوء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©