الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"داعش" يدمر مدينة نمرود الأثرية

"داعش" يدمر مدينة نمرود الأثرية
6 مارس 2015 15:48

قالت وزارة السياحة العراقية إن مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي نهبوا مدينة "نمرود" الآشورية الأثرية بشمال العراق ودمروها في أحدث هجوم على أحد أعظم الكنوز الأثرية والثقافية في العالم اعتبرته منظمة اليونسكو جريمة حرب ودانته بشدة.

وقال مسؤولون حكوميون إن الإرهابيين استخدموا الجرافات والمعدات الثقيلة في تدمير الموقع الأثري الذي يرجع تاريخه لثلاثة آلاف عام ويقع على ضفاف نهر دجلة.

ودانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، اليوم الجمعة، تدمير آثار نمرود الآشورية، معتبرة أنها "جريمة حرب".

وقالت المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا "لا يمكننا البقاء صامتين"، مؤكدة أن "التدمير المتعمد للتراث الثقافي يشكل جريمة حرب". ودعت "كل المسؤولين السياسيين والدينيين في المنطقة إلى الوقوف في وجه هذه الهمجية الجديدة".

وقالت بوكوفا إنه تم "رفع وأكدت أنه تم رفع المسألة إلى مجلس الأمن الدولي والمدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية" داعية "مجمل الأسرة الدولية (إلى) توحيد جهودها" من أجل "وقف هذه الكارثة".

وجاء تدمير نمرود بعد نحو أسبوع من نشر التنظيم المتطرف مقطع فيديو يظهر مسلحيه وهم يدمرون تماثيل ومنحوتات من الحقبة الآشورية في مدينة الموصل التي سيطروا عليها في يونيو العام الماضي.

وشيدت مدينة نمرود، الواقعة على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل تقريبا، في عام 1250 قبل الميلاد.

وبعد ذلك بأربعة قرون، أصبحت عاصمة الإمبراطورية الآشورية الجديدة التي كانت في وقت من الأوقات أقوى دولة في العالم واستمرت حتى العصر الحديث في مصر وتركيا وإيران.

ونقل علماء الآثار معظم أشهر القطع المتبقية في "نمرود" قبل سنوات، ومن بينها تمثال ضخم لثور مجنح، وتعرض الآن في المتحف البريطاني في لندن إلى جانب المئات من الأحجار الثمينة والقطع الذهبية التي نقلت إلى بغداد.

لكن بقايا المدينة الأثرية لا تزال موجودة في الموقع بشمال العراق. ويقوم عدد من الخبراء بأعمال تنقيب في الموقع منذ القرن التاسع عشر.

وكان عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان وزوجته الكاتبة الشهيرة أجاثا كريستي قد عملا في نمرود في الخمسينيات من القرن العشرين.

وشبه علماء آثار الهجوم على التاريخ الثقافي العراقي بتدمير طالبان لتماثيل بوذا في باميان عام 2001. لكن الدمار الذي يلحقه "داعش" ليس فقط بالآثار وإنما بأماكن عبادة خاصة بمسلمين مختلفين معه سريع وقاس وعلى نطاق أوسع بكثير.

وأظهر مقطع فيديو، الأسبوع الماضي، مقاتلي التنظيم وهم يسقطون تماثيل ومنحوتات على الأرض في متحف الموصل ويحطمونها بالمطارق وآلات الثقب الكهربائية. كما ظهرت في الفيديو أضرار لحقت بتمثال ضخم لثور عند بوابة نركال في مدينة نينوى.

وقال علماء الآثار إن من الصعب تحديد حجم الدمار لأن بعض القطع اتضح أنها نماذج طبق الأصل لكن الكثير من القطع التي لا تقدر بثمن دمرت ومن بينها قطع أثرية من مدينة الحضر الأثرية التي كانت تقع في شمال العراق.

وفي يوليو، دمر التنظيم قبر النبي يونس في الموصل. وهاجم أيضا أماكن عبادة للمسلمين وخير المسيحيين في الموصل بين اعتناق الإسلام ودفع الجزية أو قتلهم بالسيف. كما استهدف الأقلية اليزيدية في جبال سنجار إلى الجنوب من الموصل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©