الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة الأوكرانية: هل يرى كيري بصيص أمل؟

الأزمة الأوكرانية: هل يرى كيري بصيص أمل؟
14 مارس 2014 23:11
يشي قرار وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالسفر أمس إلى لندن من أجل عقد اجتماع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، بأن الولايات المتحدة لديها بعض الأمل ـ وإن كان يتلاشى بشكل سريع ـ في أن روسيا يمكن أن تتراجع عن شفا كارثة ضم شبه جزيرة القرم وموقفها الحاد تجاه أوكرانيا. ويقول كثير من المحللين: «إن نتائج الاستفتاء الذي سيجري في القرم غداً بشأن ما إن كان شبه الجزيرة المؤيد بشكل كبير لموسكو ينبغي أن ينفصل عن أوكرانيا وينضم إلى روسيا، تكاد تكون محسومة». وبالنظر إلى أن نحو 60 في المئة من سكان القرم من أصول روسية، ناهيك عن اللوحات المنتشرة في أنحاء شبه الجزيرة التي تنادي بقول «نعم» لروسيا، فإن نتيجة التصويت تبدو مؤكدة بشكل مسبق لصالح موسكو. ولكن الأقل تأكيداً، وإن كان بصورة طفيفة، هو كيفية رد روسيا على نتائج الاستفتاء، وعليه، فإن ما يحاول كيري وأوباما وقادة غربيون آخرون التأثير فيه بصورة خاصة هو المسار المستقبلي الفعلي لروسيا، والذي سيقرره بشكل خاص بوتين. وقد أجرى كيري محادثة هاتفية مع لافروف يوم الخميس كرر خلالها قلق الولايات المتحدة بشأن الاستفتاء المقبل، وأوضح أنه ستكون هناك تكاليف إذا واصلت روسيا الخطوات التصعيدية، حسبما أفاد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية. وتتضمن «خطوات التصعيد» جولة جديدة من المناورات العسكرية التي تمركز خلالها آلاف من القوات الروسية على الحدود الشرقية مع أوكرانيا، وهو ما تعتبره كييف إجراءات استفزازية متعمدة. وبعد يوم من إخبار كيري أعضاء الكونجرس بأن الوضع يمكن أن يتدهور بشكل كبير إذا ما تم اتخاذ خيارات خاطئة، أخبرت أيضاً المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مجلس النواب في البرلمان الألماني «البوندستاج»، بأن روسيا تخاطر بتبعات اقتصادية وسياسية «ضخمة» إذا لم تغير مسارها وتدخل في مفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية. وقالت ميركل، التي وصفت الاحتلال العسكري لشبه جزيرة القرم بأنه انتهاك للقانون الدولي: «دعوني لأكون واضحة تماماً: إن وحدة الأراضي الأوكرانية ليست موضع نقاش». ووجهت المستشارة تحذيراً اقتصادياً لروسيا، قائلة «إن الاتحاد الأوروبي لن يجد خياراً سوى استبدال علاقته مع روسيا إذا ما أصرت موسكو على مسارها الحالي غير القانوني في أوكرانيا». وحمل كيري ـ حسب المتوقع ـ رسالتين إلى اجتماعه في لندن مع لافروف، الأولى: أنه لا يزال بمقدور روسيا نزع فتيل الأزمة بالدخول في محادثات مع المسؤولين الأوكرانيين ومعالجة المخاوف المشروعة لذوي الأصول الروسية الذين يعيشون في شرق وجنوب أوكرانيا. والرسالة الثانية: أن روسيا ستواجه تكاليف باهظة مثلما كرر أوباما يوم الأربعاء الماضي، إذا لم تنضم إلى ركب المجتمع الدولي عن طريق إعادة التفكير في منهجها تجاه أوكرانيا. والرسالتان غير جديدتين، فقرار كيري رفض دعوة لزيارة موسكو الأسبوع الماضي ارتكز في الأساس على الردود التي تلقتها الولايات المتحدة من بوتين على اقتراحات كيري التي قدمها إلى لافروف في الأسبوع السابق من أجل معالجة الأزمة. وأفاد مسؤولون في وزارة الخارجية بأنه لم يكن من المنطقي أن يسافر كيري إلى موسكو من أجل مجرد سماع أن المقترحات -بما في ذلك فكرة إنشاء مجموعة اتصال من عدد من الدول لتوجيه المفاوضات- قد تم رفضها. ومن المنطلق ذاته، يبدو أن قرار كيري في اللحظة الأخيرة السفر إلى لندن يشير إلى أنه ربما وجد في محادثاته الهاتفية مع لافروف في الأيام القليلة الماضية بصيص أمل لإحراز تقدم. وبدوره ذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني يوم الأربعاء أيضاً أن من «الملائم» لكيري أن يوضح مرة أخرى السبب أن اختياراً أفضل من قبل روسيا من شأنه وقف التصعيد، وأن على موسكو أن تسعى وراء تحقيق مصالحها عن طريق الوسائل القانونية المتاحة التي يوافق عليها المجتمع الدولي. وهناك سبب آخر وراء ما تم وصفه بـ«المحاولة الأخيرة» لحث روسيا على التوجه إلى ما تصفه الولايات المتحدة بـ«المخرج» من الصراع الأوروبي العميق بشأن أوكرانيا، ولاسيما أن الأحداث يمكن أن تتدهور بسرعة كبيرة عقب استفتاء يوم الأحد. ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين من أجل دراسة الخطوات التالية التي يتعين اتخاذها، بما في ذلك حزمة العقوبات التي يمكن أن يتم فرضها في نهاية الأسبوع. وفي شهادته التي أدلى بها يوم الخميس الماضي، أشار كيري إلى أن الإدارة الأميركية ينبغي أن تدعم الإجراءات الأوروبية بخطوات تتجاوز العقوبات التي تم الإعلان عنها بالفعل. ولكن لم تبدُ روسيا يوم الخميس طرفاً يسعى إلى نزع فتيل الأزمة، إذ أعلن نائب وزير الاقتصاد ألكسي ليخاشيف أن دولته متأهبة لـ«عكس» أية عقوبات أو تدابير عقابية أخرى قد تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا. وأما المسؤولون الأوكرانيون في كييف فيساورهم قلق عميق بسبب «التدريبات» التي أجرتها قوات روسية قوامها ثمانية آلاف جندي على الحدود مع أوكرانيا يوم الخميس. وأخبر كيري اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ قائلاً: «نأمل في ألا نتسبب في هستيريا أو قلق مفرط بشأن المناورات العسكرية الروسية واحتمال القيام بعمل عسكري في أوكرانيا». واستطرد «لكن يبدو أن الهدف من التدريبات العسكرية هو إخافة الأوكرانيين من أن تحركات عدوانية ضد أجزاء أخرى في شرق أوكرانيا يمكن أن تكون في الأفق». وفي هذه الأثناء، أفاد بعض الأعضاء في مجلس «الدوما» الروسي أن البرلمان يمكن أن يتخذ إجراءات في غضون أسبوعين إذا جاءت نتيجة استفتاء القرم مؤيدة لموسكو لضم شبه الجزيرة. وعندئذ سيبقى القرار النهائي بشأن إعادة ضم القرم إلى روسيا الأم في يد بوتين. ‎هوارد لافرانشي كاتب محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©