الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشراكة الاستراتيجية الخاصة تؤسس لنقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية

27 مارس 2018 20:21
مصطفى عبدالعظيم (دبي) تؤسس الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية لنقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين خلال السنوات المقبلة، وتفتح الباب واسعاً أمام تعاون جديد خارج نطاق القطاعات التقليدية، وفقاً لمسؤولين وخبراء كوريين. وتوقع هؤلاء أن تشهد الفترة المقبلة زخماً كبيراً من التعاون الاقتصادي بين البلدين، وبناء شراكات استثمارية تتجاوز حدود البلدين، خاصة في مجال الطاقة النووية السلمية، بالاستفادة من نجاح مشروع براكة الذي يمهد الطريق نحو الاستثمار المشترك في هذا المجال خارج نطاق البلدين، منوهين ببيئة الأعمال التي تتمتع بها دولة الإمارات، والتي تشكل محور اهتمام الشركات الكورية للعمل وللانطلاق منها نحو الأسواق الإقليمية والدولية. وقال كيم جي هيون، رئيس مكتب هيئة التجارة الكورية الدولية، (كيتا) في دولة الإمارات، إن مشاركة الرئيس الكوري في منتدى الأعمال الإماراتي الكوري تؤكد رغبة البلدين في توطيد علاقتهما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، لافتاً إلى أنه منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1980 وحتى الآن، زادت المبادلات التجارية بينهما أكثر 80 مرة، وأن نحو 10% من الواردات النفطية لكوريا تأتي من دولة الإمارات. وأوضح هيون أن مجالات التعاون بين البلدين متعددة ومتنوعة، خاصة في ظل تشابه الأوضاع الاقتصادية، لافتاً إلى أن الشركات الكورية يمكن أن تساهم بشكل كبير في عملية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها دولة الإمارات بعيداً عن صناعة النفط، وأن تصبح شريكاً مثالياً للإمارات في هذا المجال، والاستفادة من خبراتها في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة السيارات، وبناء السفن والتجارة، وكذلك المجالات المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة. وأشار إلى أن منتدى الأعمال المشترك يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون في قطاعات الأعمال، وتطوير الشراكة بين البلدين من خلال استكشاف الفرص التي يمكن لقطاع الأعمال في البلدين التعاون فيها وتبادل الخبرات، لافتاً إلى أنه يمكن للشركات الكورية أن تستفيد من بيئة الأعمال في الإمارات للانطلاق إلى أسواق المنطقة والأسواق الأبعد في أميركا الشمالية والقارة الأفريقية كذلك. وتوقع هيون أن تشهد الفترة المقبلة زيادة ملحوظة في أعداد الشركات الكورية العاملة في الإمارات والتي يصل عددها حالياً إلى أكثر من 200 شركة، وذلك في ظل الاهتمام الكبير الذي تبديه الشركات الكورية بالتواجد في الإمارات، باعتبارها محوراً مهماً للترويج لمنتجاتها ولسهولة الانطلاق منها إلى مختلف الأسواق العالمية. واعتبر هيون التعاون الإماراتي الكوري في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية، والذي تم الإعلان أمس الأول عن اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الأولى منه، يشكل مجالاً مهماً للشراكة بين البلدين ومنصة للانطلاق معاً نحو الاستثمار المشترك في هذا المجال في بلدان أخرى بالمنطقة، خاصة تلك التي ترغب في بناء محطات طاقة نووية سلمية. إلى ذلك، أكد جو دونج جو، مدير إدارة التعاون الدولي في معهد التجارة والاقتصاد الصناعي بكوريا الجنوبية، أن البلدين يرتبطان بعلاقات تجارية واستثمارية مزدهرة، خاصة أن الإمارات تأتي من أهم الدول المصدرة للنفط إلى كوريا الجنوبية، فضلاً عن المشاريع الإنشائية التي تشارك فيها الشركات الكورية في الإمارات. وأكد أهمية تنويع التعاون خارج إطار قطاعات النفط والغاز والإنشاءات للدخول في قطاعات واعدة مرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، بما يشمل تقنية المعلومات والاتصالات والصناعة والرعاية الصحية وإدارة النفايات وإعادة تدويرها، لافتاً إلى وجود المزيد من الفرص أيضاً في قطاع الطاقة، خاصة في صناعة المشتقات النفطية بالاعتماد على التقنيات الإنتاجية الحديثة. ولفت إلى أن النسبة الأكبر من استثمارات دول الخليج في العالم تتركز في القطاع العقاري، مشيراً إلى أن كوريا الجنوبية تزخر بالفرص للمستثمرين الأفراد أو للصناديق السيادية الخليجية؛ بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متقدمة للغاية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وتوافر كوادر بشرية مؤهلة ومتدربة، مشيراً إلى أن أهم القطاعات الواعدة تتمثل في تطوير الطاقة النظيفة والمتجددة في ظل خطط كوريا الجنوبية لتقليل الاعتماد على النفط والغاز، بالإضافة إلى قطاع الرعاية الصحية في ظل ازدهار السياحة العلاجية في البلاد. من جانبها، قالت لي جونج يون، رئيسة مجموعة كوريا الجنوبية لدى شركة «التميمي ومشاركوه»، إن الزيارة الحالية للرئيس الكوري لدولة الإمارات العربية المتحدة تدشن مرحلة جديدة من العلاقات المشتركة بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، لافتة إلى أن بيئة الأعمال في الإمارات التي تعد الأكثر تقدماً بين بلدان الشرق الأوسط تلعب دوراً محورياً في جذب الشركات الكورية للعمل في الإمارات. وأوضحت أن الشركات الكورية ترى في الإمارات الموقع المثالي والبيئة المناسبة للعمل والانطلاق نحو أسواق المنطقة للتوسع وفتح أسواق جديدة لها، موضحة أنه يمكن للمستثمرين الكوريين والإماراتيين التعاون معاً في هذا الجانب والاستفادة من الميزات المشتركة لكلا الجانبين. وأشارت إلى أن كثيراً من الشركات الكورية العاملة في مجالات الرعاية الصحية وتكنولوجيات الاتصالات والمعلومات والإنشاءات تراقب فرص التوسع في أسواق المنطقة انطلاقاً من الإمارات، لافتة في الوقت ذاته إلى وجود اهتمام في المقابل من المستثمرين الإماراتيين للاستثمار في كوريا الجنوبية في القطاعات المختلفة، وأن هناك مفاوضات تجرى حالياً بين العديد من المستثمرين لاستكشاف الفرص المتاحة في كوريا. وأشارت لي جونج إلى الاهتمام الكوري الكبير بالمشاركة في «إكسبو 2020».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©