اكتمال المرحلة الأولى من «قرية السعديات» لإسكان العمال

اكتملت المرحلة الأولى من “قرية السعديات لإسكان العمال” والتي تبلغ قدرتها الاستيعابية 20 ألف عامل ويسكنها حالياً 10 آلاف عامل، بحسب علي الحمادي مدير أول لإدارة المشاريع الخاصة والعلاقات الحكومية في شركة التطوير والاستثمار السياحي، المسؤولة عن تطوير جزيرة السعديات. وقال الحمادي خلالة جولة قامت بها “الاتحاد” في القرية أمس إن الشركة تعكف على إجراء مناقصة لتعيين شركة استشارات مستقلة تقوم بمراقبة المقاولين لحماية حقوق العاملين. وأضاف الحمادي أن ذلك يأتي “كجزء من التزام شركة التطوير والاستثمار السياحي الدائم في ضمان حماية حقوق العاملين في مشاريعها المختلفة ورعاية مصالحهم” ضمن برنامج المراقبة المستقلة لأداء المقاولين الرئيسيين والفرعيين العاملين في مشاريع الشركة للتأكد من التزامهم بتطبيق القوانين ذات الصلة وكذلك تطبيق المعايير والشروط التي تحددها وثيقة الشركة المعروفة بـ “سياسة ممارسات التوظيف”. وبين الحمادي أن الشركة ستعلن عن شركة الاستشارات التي سيتم تعيينها في موعد أقصاه شهر مايو المقبل. وفي هذا السياق، أكدت الشركة أنها عملت دائماً في الماضي مع شركة استشارات مستقلة تولت تقديم تقارير بشكل دوري حول أداء المقاولين. ويأتي الإعلان الجديد عن تعيين شركة استشارات مستقلة كتطور طبيعي يتماشى مع توسع وزيادة وتيرة الأعمال الإنشائية في جزيرة السعديات. وأشار الحمادي الى أن القرية ستستوعب عند إنجازها بالكامل أكثر من 40 ألف عامل يعملون في المشاريع المختلفة التي تنفذها شركة التطوير والاستثمار السياحي، حيث أنه في حال دعت الحاجة الى التوسع سيتم البدء بتنفيذ المرحلة الثانية. وقال الحمادي إن “قرية السعديات لإسكان العمال” التي تتولى إدارتها شركة أبوظبي الوطنية للفنادق، تشغل مساحة تبلغ 40 هكتاراً، مشيراً إلى أن القرية تتكون من أربعة مجمعات سكنية يستوعب كل منها 5 آلاف عامل. وبين الحمادي أن القرية تتضمن مرافق متنوعة منها الرياضية كملعب الكريكيت وملعب متعدد الاستخدامات لكرة السلة وعدد من الرياضات المختلفة، إضافة الى توفر جميع المرافق الترفيهية لمشاهدة التلفاز ومرافق تجارية وخدمات متكاملة، ومقاهي انترنت ومنتزهات ومرافق لغسل الثياب وصالات مطاعم تقدم 2500 وجبة كل ساعة تقريباً و30 ألف وجبة يومية. وإلى جانب المرافق، يتم توفير فعاليات متنوعة موسيقية ومسابقات رسم ومسابقات الكركيت وغيرها. وقال “لتوفير جميع وسائل الأمن والسلامة تتوفر غرفة للحريق والأمن تحتوي على أجهزة مراقبة تتصل بأجهزة أخرى في المجمعات لمراقبة المكان إضافة الى توفر مكاتب للأمور المالية”. وعند الدخول إلى القرية، تقع منصة الاستقبال، حيث يتم تسجيل العامل الجديد من خلالها وتسليمه مفتاح الغرفة، إضافة إلى قاعة تتضمن شاشة لتعريف العاملين الجدد بجميع تفاصيل القرية وإجراءات الأمن والسلامة، وفقا للحمادي. واستقبلت القرية العمالية أول ساكنيها في سبتمبر عام 2009. وتوجد ثلاثة أنواع من الوحدات السكنية، حيث يشمل النوع الأول والذي يسمى “A1” ستة أشخاص في الغرفة الواحدة بمساحة 24 متراً مربعاً، حيث إن العدد الأقصى لمستخدمي كل دورة مياه هو 8 عمال. أما النوع الثاني “A2” فيشمل شخصين في الغرفة الواحدة بمساحة 10,5 متر مربع، والعدد الأقصى لمستخدمي كل دورة مياه هو 5 عمال. أما النوع الثالث، فيشمل شخصا أو شخصين في الغرفة الواحدة بمساحة 18,5 متر مربع، ولهما دورة مياه خاصة ضمن الغرفة. وقال الحمادي إن جميع الغرف مزودة بخزائن شخصية للعمال ذات أقفال وإضاءة ومقبس كهرباء لكل شخص، ونوافذ قابلة للفتح مجهزة بعازل لمنع دخول الحشرات وأجهزة تكييف يمكن التحكم بشدة تبريدها وأجهزة للكشف عن الدخان في حال اندلاع حرائق. وبين الحمادي أنه يتم استخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه في الغرف إضافة الى استخدامها في الإضاءة في الغرف ومختلف المرافق. وتتضمن منطقة قرية السعديات لإسكان العمال 7000 متر مربع من الساحات الخارجية ذات مناظر طبيعية خضراء ومزودة بإنارة وذات أماكن مظللة للجلوس والاسترخاء، إضافة الى مجمع ترفيهي لإقامة الفعاليات الداخلية مساحته 2900 متر مربع يحتوي على “ميني ماركت” ومركز للياقة البدنية وأجهزة تلفزيون وقاعات ألعاب ومقهى إنترنت وصالون حلاقة وقاعات تدريب رياضية ومقهى وغرفة غسيل ومكتبة إضافة الى مركز تعليمي يتضمن كتباً بمختلف اللغات ومسجد، وصالة رياضية متعددة الاستخدام للعب كرة السلة والريشة وكرة الطائرة. كما تتضمن القرية أرضاً عشبية متكاملة ومضاءة مخصصة لنشاطات الكريكيت وملعب متعدد الاستخدامات يمكن استعماله لممارسة كرة القدم أو أي من الألعاب الرياضية الجماعية الأخرى. وتنظم شركة التطوير والاستثمار السياحي، بالتعاون مع شركة أبوظبي الوطنية للفنادق، بشكل دوري مسابقات وأنشطة تهدف إلى إثراء تجربة حياة العمال في جزيرة السعديات في المجالات الرياضية والفنية وثقافية وتعليمية. مركز الاتصال تم إنشاء مركز الاتصال في “قرية السعديات لإسكان العمال” لتوفير خيار حيوي للعمال، يمكنهم بموجبه توجيه الأسئلة والاستفسارات والقضايا المتعلقة بالعمل إلى مدير متخصص بعلاقات الموظفين حين تقتضي الحاجة إلى ذلك. ويتميز مركز الاتصال بقدرته على التعامل مع غالبية العمال وأبوابه مفتوحة لاستقبال جميع العاملين في جزيرة السعديات وباللغات التي يتحدثونها، بما فيها اللغة الهندية والأوردو والبنغالية والتيلوجو، والمالايالام، ولغة التاميل. معايير الاستدامة وتمتلك شركة التطوير والاستثمار السياحي في جزيرة السعديات أول محطة في دولة الإمارات لمعالجة النفايات، وتمتاز باتباعها أعلى معايير الاستدامة البيئية. وتسهم هذه المحطة في تقليل النفايات إلى الحد الأدنى، وتطبيق استراتيجيات التخزين وإعادة التدوير في القرية خلال جميع مراحل الإنشاء والتشغيل، إلى جانب إعادة استخدام 75% من مواد البناء. وتم تبني تصاميم فعالة في مجال الطاقة تتضمن نظاماً شمسياً لتأمين المياه الساخنة، والاستفادة من الإضاءة الطبيعية من خلال تركيب النوافذ والأنابيب الشمسية، والأجهزة الموفرة للطاقة، والأسقف والألواح العازلة للحرارة، واستخدام المواد المعاد تدويرها في البناء. وتمت إقامة مسطحات خضراء بغية إضفاء قيمة جمالية على القرية، وتقليص الظاهرة المتنامية المسماة “حرارة المناطق المدنية”، والتي تشهد ارتفاع درجات الحرارة ليلاً بسبب تزايد التنمية والنشاط العمراني. كما تمت زراعة النباتات المحلية واتباع نظام الري لتقليل استهلاك المياه إلى الحد الأدنى. ويعاد تدوير كل المياه العادمة الناتجة عن الموقع وتستخدم لأغراض الري وخزانات دورات المياه، إضافة إلى استخدام منظمات تدفق المياه والحنفيات التي تعمل بالكبس ونظام الري بالتنقيط وأنظمة قياس كميات المياه والكشف عن أي تسرب، إضافة الى أنه يتم تكرير مياه الصرف الصحي ومعالجتها بغية استخدامها في الري.