الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المدنيون العالقون في الفلوجة يجازفون بحياتهم للفرار من "داعش"

المدنيون العالقون في الفلوجة يجازفون بحياتهم للفرار من "داعش"
30 مايو 2016 17:09
يجازف المدنيون العراقيون العالقون في مدينة الفلوجة بحياتهم للفرار من جحيم تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يحتجزهم فيها كدروع بشرية. وقد تمكنت بعض الأسر القليلة من الفرار من المدينة التي بدأت القوات العراقية وميليشيا الحشد الشعبي حملة لطرد "داعش" منها بعد عامين من احتلالها.   ناصرة نجم وابنتها وأحفادها، وهم عائلة من ثمانية أفراد تمكنوا من الفرار من المدينة إلى مخيم للنازحين حيث قدم لها طبق من الأرز لأول مرة منذ سنتين. وتقول ناصرة المسنة بوجهها الموشوم "كنا نحلم بمثل هذه اللحظة. لم أعد واثقة أن الأرز لا يزال موجودا. لهذا، لما رأينا الطبق، لم نصدق أنفسنا".   وكانت ناصرة بلغت المخيم في عامرية الفلوجة بعد أن سارت مع عائلتها طوال الليل تقريبا حتى لا يرصدهم حراس التنظيم المتشدد.   بدأت القوات العراقية قبل أسبوع الاستعداد لعملية واسعة لتحرير الفلوجة في محافظة الأنبار (غرب) وأعلنت صباح اليوم الاثنين اقتحام هذه المدينة من ثلاث نقاط.   وحث تقدم القوات العراقية بعض المدنيين على الفرار من مشارف المدينة.   ويؤمن المجلس النروجي للاجئين، الذي يدير العديد من المخيمات في عامرية الفلوجة، المأوى والمساعدات لنحو ثلاثة آلاف شخص هربوا في الأسبوع الماضي.   وتكشف شهاداتهم الظروف الصعبة التي يعاني منها نحو 50 ألف شخص لا يزالون عالقين في المدينة شبه المعزولة عن سائر العراق منذ أشهر.   في خيمة ناصرة، يختصر ماهر صبيح وهو رجل طويل القامة في متوسط العمر الوضع قائلا "كان وزني 103 كيلوغرامات. أما اليوم، فأنا أزن 71 كلغ".   ويقول جميع الوافدين مؤخرا من مدنيي الفلوجة إنهم عانوا من انقطاع الخبز والأرز.   وتروي مديحة خضير، وهي تجلس في خيمتها الفارغة مع ابنتيها "كانت معاناة. اضطررنا إلى طحن نوى التمر لصنع الطحين".   وتابعت مديحة، التي كانت تسكن في قرية خاضعة لسيطرة الإرهابيين بالقرب من الفلوجة "طعمه حامض جدا ولا أحد يريد أكله".   وعندما بدأت تستذكر رحلة الهروب، اغرورقت عيناها الغائرتان بالدموع.   وقالت مديحة "أوكلنا أمرنا إلى الله وحملنا متاعنا ومضينا. عندما لمحنا إحدى شاحناتهم، انحنينا أرضا لكننا نجحنا في النهاية".   تقول رسمية عباس، وهي مسنة تلتف بعباءة سوداء بينما تحمل حفيدها البالغ من العمر خمسة أيام بين ذراعيها، إن مقاتلي تنظيم "داعش" كانوا يوزعون حصصا قليلة على الأهالي ويحتفظون بالطعام الجيد لأنفسهم.   وتضيف "بلغ ثمن كيس من السكر (يحتوي على بضعة كيلوغرامات) 50 ألف دينار (40 دولارا). أما الأرز، فكانوا يوزعون ربع كيلو أحيانا وهو بالكاد يكفي لإعداد وجبة للأطفال".   وتروي "لم يكن لدينا سوى خبز الشعير الأسمر لو رأيتموه لرفضتم أن تأكلوه. داعش احتفظ بالأرز والخبز الجيد".   وصلت كل العائلات، البالغ عددها 252 أسرة، إلى مخيم الفلوجة الجديد مع تدشينه السبت.   وفي الخيم المصفوفة بترتيب، نام بعض الأطفال في الظل ليستريحوا من عناء الرحلة وللوقاية من قيظ الظهيرة.   وسجل أمس الأحد أكبر عدد من النازحين من مدينة الفلوجة. لكن، ومع تزايد حدة المعارك واقتحام المدينة صباح اليوم الاثنين، من المتوقع قدوم أعداد أكبر.   وقالت بيكي بكر عبدالله منسقة الإعلام للمجلس النروجي للاجئين "نعد مساعدات أكبر بشكل مسبق لنقدمها إلى الأسر التي نأمل أن تتمكن من الفرار". ولفت أحمد صبيح إلى أن الوصول إلى المخيم محفوف بالمخاطر.   وقال هذا الأب، البالغ أربعين عاما والذي وصل إلى المخيم عند الرابعة فجرا "لا بد من اختيار طريق سالكة. والذين لم يعرفوا طريقهم جيدا، تعرضوا للقتل". وختم بالقول "قررت المخاطرة بكل شيء. الحل الوحيد كان إما أن أنقذ أطفالي أو أن أموت معهم".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©