الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

درهم ودينار طوابير رمضان

درهم ودينار طوابير رمضان
13 يوليو 2009 00:46
بعد أسابيع.. سنرى تلك الطوابير أمام «كاونترات» البيع في الجمعيات التعاونية ومراكز الـ«هايبر ماركت»، وكل واحد يقف امامه عربات تحمل ألواناً مختلفة من الاغذية، تفوق طوله بمرة أو اثنتين.. كل ذلك من أجل ملء البطون وغمر المطابخ استعداداً لشهر رمضان المبارك. كان الله في عون المحاسبين الواقفين على تلك «الكاونترات»، فسيكونون مثقلين بالبضائع والمنتجات التي سيمررونها، مثلما سيكونون مثقلين بالدراهم الكثيرة التي ستملأ أدراجهم وخزائن محالهم، وسيكون هناك عبء آخر على العاملين في تلك المحال، الذين سيحملون الأكياس، ويضعونها في حقائب السيارات، ولكنهم سيحصلون في المقابل على «بقشيش» لا بأس به. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن أمام هذا المشهد، هو هل هناك داع لحالة الاستنفار تلك مع بداية الشهر الفضيل؟ ولماذا هذا التهافت رغم أنَّ أغلب تلك السلع متوفرة على مدار السنة.. أم أنَّ الناس يحبون انتظار «اللحظة الاخيرة»، ربما ليساهموا هم أنفسهم في رفع الاسعار خلال أيام معدودة، قبل أن يبدأوا بعدها في النحيب والزعيق والتذمر من قيام التجار برفع أسعار بضائعهم. وعندها لن يسأم الناس من مطالبة وزارة الاقتصاد بالتدخل لضبط الاسعار وكبح جماحها، ولكن.. هيهات.. فالأمور قد أخذت مجراها الطبيعي الناتج عن معادلة العرض والطلب.. صحيح أنَّ الكثير من التجار سيجدون في ذلك الوضع مساحة جيدة للمبالغة في رفع الأسعار واستغلال الوضع القائم.. ولكن يجب ألا ننسى أنَّ الناس بجموعهم هم الذين اوصلوا الاوضاع الى تلك الحال.. وسيكون من العدل أن يتحملوا نتيجة ما اقترفته ايديهم. انا لا ابرئ الجهات الحكومية من مسؤولياتها في السيطرة والضبط والرقابة على التجار والمستفيدين من رفع الاسعار، ولكن يجب الا نلقي الحمل على هذه الجهات، بينما نعفي الناس مما فعلوه، ومن الطبيعي ان يكتووا قليلاً بنارهم التي اوقدوها. نصيحة اقدمها للمشترين لرمضان: استعدوا للشهر الفضيل من الآن.. فأنواع المكسرات والزيوت والدقيق والمعلبات متوفرة الآن، فلا تنتظروا الهلال حتى تشتروها، ونصيحة ثانية لكم.. لا تشتروا وانتم جياع.. فالجوع يفقد البعض عقولهم حين يرون تلك الاصناف من الاطعمة والأشربة.. وأتمنى ألا أرى في رمضان المرتقب.. نصف تلك الاطعمة مرمية في سلال القمامة.. لتفيض عن حاجة القطط والدواب. حسين الحمادي hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©