الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المستقبل مفتوح أمام التعليم الإلكتروني

المستقبل مفتوح أمام التعليم الإلكتروني
13 يوليو 2009 00:49
ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الجامعات والمعاهد العلمية على مستوى العالم، تمنح درجاتها العلمية للطلبة، بناء على مناهج دراسية موضوعة داخل الشبكة العنكبوتية، حيث يقوم الطالب بالتواصل مع تلك الجامعات، والتسجيل فيها، ومن ثم تبدأ العملية التعليمية حتى يحصل الطالب على شهادته العلمية، وهو ما يعرف بنظام التعليم الافتراضي. فهل سيكون التعليم الافتراضي بديلاً عن نظام التعليم الجامعي التقليدي؟ وما هي معوقاته، وما هي مصداقيته ودرجة الاعتراف به من قبل المؤسسات والمنظمات الموجودة في المجتمعات؟ كثير من القضايا المتعلقة بالتعليم الافتراضي يحدثنا عنها، الأستاذ عادل رزق، مستشار الشبكة العربية للتعليم عن بعد وعضو الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، والخبير في التعليم عن بعد أو التعليم الافتراضي. في البداية يقول عادل رزق، إنَّ العالم تجاوز اليوم مسألة مناقشة أهمية التعليم عن بعد ومبرراته، وضرورة الأخذ به وصار التركيز ينصب أكثر فأكثر على مسألة تجويد نوعيته وتحسين كفاءة مخرجاته، ليرتبط ارتباطاً عضوياً باحتياجات الدارسين وسوق العمل ومستلزمات التنمية. ورغم المحاولات الجادة في العديد من الدول العربية لتفعيل نظم التعليم عن بعد، إلا أنه لم يصل لمرحلة الثبات والاعتراف به في كل الأقطار العربية، ومازال ينظر إليه نظرة ريبة وحذر من المسؤولين القائمين على التعليم وذلك يرجع لمجموعة أسباب منها: 1- ثقافة المجتمع، وصعوبة تقبل وجود خريج جامعي دون حضوره على الجامعة بانتظام. 2- عدم وضوح وتباين في المفاهيم الخاصة بالتعليم عن بعد بين المؤسسات التعليمية التي تقدم برامجه من حيث آليات التطبيق والتنفيذ. 3- هناك اختلافات في تلك المعايير بين هيئات الاعتماد والجودة في الدول العربية المختلفة مما قد يجعل بعضها يرفض الاعتراف بتلك الشهادات، وهذا بدوره كفيل بصرف الكثيرين عن اللجوء لمثل هذا النوع من التعليم. ومع ذلك وفي ظل الوضع الحالي، يشير عادل رزق، إلى أنه يمكن لكثير من الدارسين والطلبة الموجودين على أرض الامارات الاستفادة من تلك الجامعات الافتراضية والالتحاق بها، وذلك بعد لجوئهم إلى هيئة معادلة الشهادات في وزارة التعليم العالي، من أجل التعرف على مدى اعتماد الدولة لشهادات تلك الجامعات، واعترافها بها. في ذات السياق شدد رزق على أن المستقبل للتعليم الالكتروني وهو ما يستلزم توافر عدد من المحددات، الكفيلة بإنجاح هذا النوع من التعليم ومنها: 1- تصميم المنظومة المتكاملة للتعلم عن بعد، وكذا تصميم النماذج المساعدة في توصيف البرامج الأكاديمية والمقررات للمرحلة الجامعية الأولى، ومرحلة الدراسات العليا بالمؤسسة التعليمية لمختلف البرامج المعتمدة بالإضافة إلى تصميم استمارات الاستبيانات (Questionnaires) التي تساعد في متابعة العملية التعليمية، والخدمات الجامعية ومتابعة الخريجين وغيرها. 2- ضبط المعايير الأكاديمية ومعايير الجودة في مراحل تصميم البرامج واعتمادها ومراجعتها في إدارة برامج التعلم عن بعد والالتزام بالأسلوب الذي يحقق المعايير الأكاديمية للدرجة الممنوحة. 3- أن تراعي المؤسسة التعليمية القوانين السارية في البلد التي تقدم فيها برامج التعلم عن بعد بتطوير وإدارة هذه البرامج بما يتناسب مع الأسس المتعارف عليها للتعليم الجامعي. 4- أن يعامل طالب التعليم عن بعد من حيث القبول والتسجيل وغيرها معاملة الطالب المنتظم عدا حضور المحاضرات. 5- أن تحرص المؤسسة التعليمية على أن تكون المعايير الأكاديمية للدرجات الممنوحة لبرنامج التعلم عن بعد متكافئة مع الدرجات التي تمنحها المؤسسات بالنظام التقليدي، وملتزمة بالضوابط والمعايير المعتمدة بالبلد الذي توجد به المؤسسة التعليمية. 6- أن تكون المؤسسة التعليمية المقدمة لبرنامج التعلم عن بعد معترفا بها من قبل وزارة التعليم في بلدها الأم أو هيئة اعتماد أكاديمي معترف بها ومعتمدة من قبل المنظمات والهيئات التي تشرف على نظام التعلم عن بعد. 7- أن تحرص المؤسسة التعليمية على أن يتم تقديم برامج التعليم عن بعد بحيث توفر للطلاب فرصاً عادلة ومعقولة للوصول إلى المستويات المطلوبة لإنجاز متطلبات التخرج. 8- أن يمثل التعليم عن بعد نشاطاً يمارسه جميع المشاركين في النظام بحيث تستخدم نتائج التقويم والمراجعة والتغذية الراجعة (Feed back) بشكل مستمر لتطوير كافة مكونات التعليم والتعلم بالإضافة إلى التقنيات المستخدمة. 9- أن توفر المؤسسة المعلومات الكاملة والواضحة للطلاب الدارسين عن بعد في المجالات التالية: طبيعة برنامج التعليم عن بعد ومتطلباته، العلاقة بين التحصيل والإنجاز والتقييم، وتحدد المؤسسة الوسائل والآليات المناسبة لتواصل الطلاب وتقديم أعمالهم بما يتلاءم مع الطلاب الدارسين من بعد وأن تبلغ الطلاب بهذه الوسائل. 10- مراعاة التوازن بين القواعد الأكاديمية للتعليم العالي والمتطلبات الخاصة للنمط المعتمد للتعلم عن بعد، مثل العبء الأكاديمي وتجميع الساعات المعتمدة، خصائص نظام التعليم عن بعد وكيفية التفاعل معه كما يجب أن تقدم هذه المعلومات إلى الطلبة بحيث يتعين على الطلاب اتخاذ القرارات حول دراستهم وتقييم مسارهم الدراسي حسب معايير واضحة للأداء. وعن بدء ظهور التعليم الافتراضي في العالم، يوضح رزق أن أول جامعة اعتمدت نظام التعليم عن بعد كانت الجامعة البريطانية المفتوحة في ثمانينيات القرن الماضي، تبعتها بعد ذلك بعض الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية، منها جامعة فيلادلفيا التي كانت في طليعة الجامعات الأميركية التي اعتمدت نظام التعليم الإلكتروني. أما في عالمنا العربي، فقد ظهرت أول جامعة افتراضية في سوريا عام 2002، وقامت بتخريج عدد كبير من الطلبة، ولكن شهادتها لا يعترف بها خارج سوريا، وفي الفصل الدراسي القادم 2009- 20010 سوف يبدأ العمل في أول جامعة إلكترونية في مصر، والتي أقيمت هناك بسبب التزايد الرهيب في أعداد الطلبة، وعدم القدرة على التعامل معهم بالشكل المعروف للتعليم التقليدي بسبب نقص الإمكانات البشرية والمادية اللازمة للوصول بالعملية التعليمية في شكلها التقليدي للمستوى المقبول والمرضي مهنياً وعلمياً. ومن الطلبة الذين خاضوا تجربة التعليم عن بعد، مصطفى نجيب الذي أوضح أنه لجأ إلى الدراسة عبر الانترنت لانها تتيح له الدراسة دون عناء حضور الصفوف الدراسية وكذا الالتزام بوقت دراسي محدد، ولفت إلى أن الفكرة واتته عن طريق رسالة إلكترونية وصلته عبر البريد الإلكتروني من إحدى الجامعات تدعوه للحصول على شهادة علمية عن طريق الدراسة عن بعد و كيفية التسجيل للدراسة برسوم مخفضة دون عناء الحضور، من هناك بدأ الدخول على مواقع الجامعات التي بها دراسة عن بعد والمقارنة بينها حتى اهتدى إلى جامعة أميركية تسمى university California USA Kensington . ويوضح مصطفى نجيب: كانت عملية التسجيل سهلة حيت قمت بملء ملف الكتروني يحوي بيانات شخصية، ومؤهلاتي الدراسية والخبرة المهنية، وفيما بعد توالت المراسلات حيث طلبوا مني بعث الشهادات التي حصلت عليها بعد ترجمتها للانجليزية ومصادقتها لعنوان الجامعة مصحوبة برسوم التسجيل، بعد ذلك كانت الدراسة تتم عن طريق معهد بالهند يسمى nataraj institute of science& technology لكن الشهادة تسلم من أميركاuniversity California Kensington . وكان المعهد يبعث لي على رأس كل فصل الكتب والمقررات الدراسية ومواعيد الامتحانات، وأبعث اليه الحوالات المالية عن طريق البنك. واستمرت الدراسة لمدة عامين حصلت بعدها على بكالوريوس هندسة كمبيوتر، ولكن لم تعترف به وزارة التعليم العالي في دولة الامارات العربية المتحدة، وهو ما أصابني بالخيبة و الخذلان، بسبب الوقت والمال اللذين أنفقتهما في سبيل الحصول على تلك الشهادة، والتي لم يتيسر لي الاستفادة منها في نهاية الأمر، ولكن هذا لم يحبطني أو يدفعني لليأس، بل طرقت باب الدراسة من جديد لأحظى بكرسي للدراسة بنفس الجامعة التي أشتغل فيها، والحمد لله أنهيت دراستي التي دامت أربع سنوات، وبحضور كامل في صفوف الدراسة، وحصلت على بكالوريوس في الكمبيوتر تخصص نظم معلومات من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا. إيجابيات شتى يقول الدكتور بدر أبو العلا، رئيس هيئة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي في دولة الامارات، إنَّ التعليم الافتراضي له كثير من الايجابيات، منها: 1-أنَّ هذا النظام لا يتواجد فيه المعلم والطالب في ذات المكان، وهو ما يقضي على كثير من المشكلات الناشئة عن السفر والاغتراب للحصول على شهادات دراسية بعينها. 2-يمكن تقييم أداء الطالب بشكل أكثر دقة قياساً على نظام التعليم التقليدي، وذلك يستلزم وضع نظم تقييم أداء جيدة تناسب نظام التعليم عن بعد. 3-وجود وفرة في الوسائل التعليمية والبرامج الحاسوبية والأفلام التعليمية والمكتبات الرقمية، تتيح قدراً أكبر من التعليم والتدريب للطالب، مما يساعد على إيضاح المادة العلمية بشكل أفضل، ومن ثم الارتقاء بالعملية التعليمية. وعن معوقات التعليم الافتراضي ذكر أ. د بدر أبو العلا، أن من أهم المعوقات أمام تطبيق التعليم عن بعد E-learning فى الجامعات العربية عدم وجود الخبرات المناسبة واللازمة والكافية من أعضاء الهيئات التدريسية المؤهلين للقيام بإعداد وتدريس المادة العلمية المناسبة لهذا النوع من التعليم، وضرورة حصولهم على دورات متخصصة في مجال Instructional Design لضمان إعداد مادة تعليمية تتناسب مع حالة الدراسة عن بعد، ولضمان توجيه الدارس إلى المحاور الأساسية والضرورية أثناء الدراسة ضمانا لتحقيق أقصى استفادة ممكنة. وهذا يمكن التغلب عليه بتدريب أعضاء هيئات التدريس على كيفية التعلم عن بعد، وهو ما يعتبر عنق الزجاجة في إعداد المادة العلمية، وشرط أساسي للوصول لبرامج تعليم عن بعد ذات جودة عالية، وبالتالي تحصل على مصداقية مجتمعية، وهذا في النهاية يساهم بشكل فعال في زيادة الاقبال على عملية التعلم عن بعد، باعتباره نتيجة طبيعية للطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم الآن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©