مسندم.. واجهة الاقتصاد العُماني في الشمال

تعتبر محافظة مسندم من المناطق الواعدة لأن تكون من أهم الروافد الداعمة للاقتصاد الوطني والمهمة على الخريطة الاقتصادية نظرا لموقعها وقربها من أسواق كبيرة ونشطة.. فقد شهدت السنوات الماضية حركة تجارية فاعلة في قطاعي الاستيراد والتصدير المتعلقة بالأجهزة الإلكترونية والكهربائية والمواد الغذائية وتجارة المواشي وغيرها من الأنشطة. وبرز مؤخرا النشاط السياحي على مستوى المحافظة حيث تم افتتاح العديد من المكاتب السياحية التي ساهمت في الترويج والتسويق للمحافظة ليس على مستوى المنطقة فقط وإنما على مستوى العالم لما تتمتع به من مقومات سياحية متنوعة. موقع استراتيجي تتميز محافظة مسندم بموقعها الاستراتيجي المطل على الممر الطبيعي والدولي المهم «مضيق هرمز» والذي تنساب منه 90% من المنتجات النفطية لدول الخليج العربي إلى أسواق العالم. فضلا عن قرب المحافظة من الإمارات وإيران جعلها تتمتع بمقومات اقتصادية أكبر في جميع القطاعات، خاصة قطاعي التجارة والسياحة. وتشتهر المحافظة بجبالها الوعرة التي يبلغ ارتفاعها حوالى 1800 متر فوق سطح البحر، وتنحدر هذه الجبال على الساحل تتخللها الأودية والشعاب، وتوجد في جبال مسندم آثار ونقوش على صخورها، ومقابر يعود تاريخها إلى ما قبل ميلاد المسيح. وتضم الولايات الأربع لمحافظة مسندم (خصب وبخاء ودباء ومدحاء) وتعتبر خصب المركز الإقليمي للمحافظة والتي تبعد عن مسقط العاصمة بحوالي 550 كم وتقع في أقصى شمال المحافظة وتستمد اسمها من خصوبة تربتها. ووفقا لأهميتها وموقعها الاستراتيجي يطالب رجال الأعمال وعديد من المستثمرين الحكومة بإنشاء هيئة تحت مسمى «هيئة مسندم الحرة» تعنى بكل ما يتعلق بالنشاط الاقتصادي للمحافظة، وتسجيل محافظة مسندم في المنطقة الحرة وتفعيل دورها من خلال تقديم حزم تنافسية لرجال الأعمال والمستثمرين وطرح الخريطة الاقتصادية (سياحية، تجارية، صناعية) للمحافظة، عبر تقديم تصور متكامل لتطوير مسندم. تأتي الدراسات الاقتصادية عن الإمكانات الاستثمارية في مسندم موضحة للمستثمر الأجنبي الفرص الاستثمارية المتوافرة في القطاعات الاستثمارية المختلفة. كما يقدم فرع «غرفة تجارة وصناعة عمان» الدورات التدريبية السنوية لأصحاب وصاحبات الأعمال وللقطاع الخاص بشكل عام بالمحافظة، وذلك بالتنسيق مع دائرة «التدريب والتعمين» بالمركز الرئيسي التي تساهم في خدمة القطاع الخاص وتنمي من مهارات الموارد البشرية وتلك الدورات تكون بدون رسوم وهدفها توعية وإرشاد أصحاب وصاحبات الأعمال إلى كيفية تفعيل وإدارة مؤسساتهم والرقي بالقطاع الخاص بالمحافظة لكي يقدم أفضل الخدمات إضافة الى تقديم التقارير السنوية ومجلات الغرفة للمنتسبين والدوائر الحكومية، وتبرز دور الغرفة بشكل أوسع وتجعل أصحاب الأعمال والمسؤولين بالدوائر الحكومية على اطلاع دائم ومستمر بما يستجد في الساحة الاقتصادية وتضرب أمثالا في الطموح لدى رجال الأعمال ما من شأنه تشجيع كافة الفئات في المجتمع لإبراز مبادراتهم الفردية والتي تكون مصدر دخل لهم ولمجتمعهم. استثمارات متعددة يرى المسؤولون العمانيون أن أبرز الفرص الاستثمارية والتجارية والصناعية موجودة في مسندم لأنها «ذات بيئة سياحية متنوعة نظرا للتميز الفريد بالتضاريس الجغرافية (جبلية – بحرية) والتركيز على الاستثمار في هذه المجالات يتطلب إقامة الفنادق والمنتجعات البحرية والفنادق العائمة والاستراحات في المناطق البحرية والنوادي البحرية، واستغلال الجزر والمضايق والخلجان البحرية في الاستثمار السياحي والسياحة الجبلية وما يتطلب ذلك من منتجعات ذات خصوصية محددة». أما الاستثمار التجاري، فمن المعروف أن المدن التي تقع على شواطئ البحار مهيأة دائما لأن تصبح نافذة اقتصادية مهمة للبلد، وولاية خصب بموقعها الاستراتيجي البحري يجعل من الفرص الاستثمارية بمينائها البحري كبيرة، نظرا لقرب ميناء خصب من موانئ ذات حركة تجارية كبيرة مثل الإمارات وإيران وهذا بدوره يشجع المستثمرين على استخدام هذا الميناء. كما أن مجال الاستيراد والتصدير يعتبر عنصرا أساسيا في الاستثمار التجاري وميناء خصب مهيأ لإقامة صناعات تحويلية وصناعات التعبئة والتصنيع والتخزين والترانزيت وخدمات السفن والاستيراد والتصدير وإقامة مصانع للمياه المعدنية (ولايات محافظة مسندم) ومزارع للدواجن الحية (ولايات محافظة مسندم). وبالنسبة للاستثمار الصناعي فهناك فرص واعدة للاستثمار الصناعي بمحافظة مسندم داخل ولاياتها الأربع، كما أن هذه المناطق قريبة من أسواق نشيطة ومستوردة لكثير من السلع سواء كانت خاما أو مصنعة فمثلا: صناعة الاسمنت والطابوق والبلاط والرخام ومشتقاته والصناعات الأسمنتية والأحجار والصناعات المرافقة والأحواض الجافة (الجداف) والتكرير ومشتقات الزيوت وأيضا ومنصات تزويد السفن بالوقود. جاذبية سياحية يقال إن صناعة السياحة هي الصناعة الوحيدة التي يعتبر رأس مالها تلك الهبات التي يمنحها الله سبحانه وتعالى لبلد ما، فيحظى بطبيعة جميلة وأماكن رائعة باتت تسمى «الجاذبية السياحية» وتتمثل في وجود المناطق التاريخية والأثرية والمزارات الدينية والمناطق ذات الجمال الطبيعي والمناخ الرائع، فلقد حبى الله تعالى محافظة مسندم جمال طبيعة ومناظر خلابة تستقطب إليها آلاف الزوار والسياح.