الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معلّم فيزياء فلسطيني يطوّر المجهر العادي إلى رقمي

معلّم فيزياء فلسطيني يطوّر المجهر العادي إلى رقمي
13 يوليو 2009 00:55
فتحي المصلح، مدرس الفيزياء في مدرسة اليامون الثانوية للبنين (قرب جنين) في الضفة الغربية المحتلة تمكن من تطوير المجهر العادي إلى رقمي، في فترة قياسية وبأدوات بسيطة جمعها بنفسه. تحدث الأستاذ فتحي بفخر عن إنجازه، قائلاً: «لاحظت خلال تدريسي للطلبة أن المجهر التقليدي لا يتيح لهم فرصة لمشاهدة التطبيقات العملية الواردة في المنهاج بدقة، كما أن وقت الحصة ينفد قبل أن يتمكنوا جميعهم من مشاهدة العينات المعروضة، عدا عن أن الطريقة العادية جافة ومبهمة وغير تفاعلية». ويتابع: «أخذت أفكر في تحديث هذه الأداة، إلى أن تمكنت من نقل الجسيمات والأحياء الدقيقة التي تُعرض بطريقة تقليدية منذ أمد، وتُرى بعدسة المجهر، وحولتها إلى صورة رقمية يمكن التحكم بحجمها وبطريقة تخزينها والتعاطي معها. وبالتطوير الجديد تمر الصورة بعدسات خاصة تتوافق مع سقوط الصورة المُشكّلة في المجهر، وتسقط على شبكية رقمية بدلا ًمن شبكية العين، هذه التقنية متوافرة لكنها نادرة ومكلفة جدا». استخدم المصلح عدسات خاصة، وشبكية رقمية ضمن مواصفات محددة تتوافق مع الضوء الساقط على شريحة المجهر، وعدسات أخرى مكبرة لمضاعفة عملية التكبير، لتعرض إما عبر جهاز حاسوب أو تلفاز أو شاشة عرض. ويوضح المصلح: «بوسع المجهر المطور أن يُكبر الجسيمات من (10-100) مرة عن المجهر التقليدي، وهذا يتيح للطلبة مشاهدة انقسام الخلايا على أرض الواقع، كما أن مختبرات التحاليل الطبية تستطيع أن تعد تقارير مصورة عن العينات المختلفة، بدلاً من الكتابة، وبالتالي تتاح الفرصة لدقة أكبر في التشخيص، وخاصة للأمراض السرطانية. كما أن المجهر الرقمي يسهل المهمة خلال فحوص الأميبا وكريات الدم الحمراء»، لافتاً إلى أن الجهاز يحول لغة الكتابة في التحاليل الطبية وسواها إلى صورة ذات دقة وأكثر جذباً، والأمر ليس لمجرد التسلية». وتولدت الفكرة في ذهن المصلح، الذي أنتج نماذج إلكترونية وأنظمة تحكم أخرى في فترات سابقة، عندما كان يعرض لتلاميذه بواسطة المجهر التقليدي، فكانت الحصة تنتهي قبل أن يأخذ معظم التلاميذ حقهم في مشاهدة العينة كما أن المادة لم تكن تدخل عقولهم وقلوبهم. يقول: «أدرس أسبوعياً 23 حصة علوم وتكنولوجيا، ولا استخدم إلا طرق عرض حديثة طورتها للتلاميذ، الذين كانوا في السابق يجدون صعوبة كبيرة في فهم المادة الجافة، وينزعجون منها». وطرق مصلح الذي ولد عام 1969 في بلدة قباطية وعاش في ميثلون وسكن جنين، أبواب مؤسسات كثيرة لتبني بعض إبداعاته، لكنه في كل مرة يسمع وعوداً لا ترى النور، ما اضطره للعمل في مجالات بعيدة عن أحلامه كالمفروشات والتجارة.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©