تشهد صناعة الأجهزة الإلكترونية لقراءة الكتب تطوراً سريعاً. وبالرغم من أن شركة «أمازون» لا زالت تتبوأ مركز الريادة في هذا الاختصاص بعد أن أطلقت جهازها «كيندل 2» قبل بضعة أشهر، إلا أن العديد من الشركات بدأت بإطلاق الأجهزة أو الخدمات المماثلة ومنها مثلاً شركة «آبل» التي آثرت تحميل محتوى «كيندل2» من الكتب على جهازها اليدوي ذي الوظائف المتعددة «آي فون».
ويوحي ذلك بأن محللي الأسواق لا بدّ أن يكونوا قد توصلوا إلى النتيجة التي تفيد بأن أسواق المطالعة الإلكترونية للكتب، سوف تشهد ازدهاراً وانتشاراً في المستقبل القريب. وظهر في الأسواق مؤخراً أحدث جهاز للمطالعة الإلكترونية تحت اسم «بيبوك إي- إينك ريدر» BeBook E-Ink Reader الذي يتيح لمستخدمه التجوّل في مكتبات ضخمة واختيار ما يرغب بقراءته من بين مئات الكتب. ويمكن للجهاز استظهار المخطوطات والصور المحملة بكل التقنيات الرقمية مثل نظام الصفحات المصوّرة PDF أو MOBI أو HTML ، أو JPG وغيرها. ويمكنه تخزين أكثر من 300 ألف صفحة جريدة عدا عن الكتب. ولعل من المهم الإشارة إلى أن نظام تشغيل «بيبوك إي- إينك ريدر» يتوافق تماماً مع نظامي التشغيل «بي سي» و»ماك». ويباع الجهاز ضمن محفظة جلدية أنيقة وفاخرة. وجاء في موقع مخصص للترويج للجهاز الجديد، أن مجرّد مطالعة واحد فحسب من الكتب التي يقدمها الجهاز مجاناً، سوف تدفع المستخدم إلى الشعور بأنه دخل بالفعل عصر المطالعة الإلكترونية من بابه العريض. وتفضّل الشركة الصانعة للجهاز «بيبوك إي- إينك ريدر» التركيز على أنه يمثّل إضافة مهمة لتطوير تقنيات ما يعرف بـ»القراءة الخضراء» التي تعني بأن المطالعة الإلكترونية للكتب توفر استخدام كميات هائلة من الورق والكرتون والمواد اللاصقة؛ وهي المواد التي يحتاج إنتاجها لاستهلاك الأخشاب على نطاق واسع. ومن أهم ميزات «بيبوك إي- إينك ريدر» أنه متوفر في العالم أجمع بخلاف «كيندل» الذي يتطلب تشغيله اشتراكاً محصوراً في بلدان معينة. ويضاف إلى ذلك أن شركة «أمازون» عمدت مؤخراً لبيع حقوق نشر المحتوى الإلكتروني لجهازها لشركة «آبل» التي أضافته إلى جملة الخدمات المجانية للجهاز «آي فون». وكانت «أمازون» أعلنت مؤخراً أنها بصدد تطوير جهزها «كيندل 2» حتى يمثل الجهاز الناتج خطوة واسعة في طريق الهجرة الكاملة للصحافة اليومية من سطوح الأوراق إلى الشاشات الرقمية. والجهاز الجديد هو نسخة معدلة ومطوّرة ومحسّنة عن الجهاز (كيندل2 ) الذي أطلقته بداية العام الجاري. وتتكفل بتطوير الجهاز شركة (هيرست ميديا) لصالح شركة أمازون بحيث يتم إطلاقه التجاري في الأسواق العالمية بداية العام المقبل 2010. وقال تقرير نشرته مجلة (فوربس) أن قارىء أمازون للصحف سوف يشكل الملاذ الأخير للصحف اليومية التقليدية التي تواجه الآن إفلاسها السريع بسبب هجرة سوق الإعلانات إلى مواقع الإنترنت. ونشرت صحيفة «إنترناشونال هيرالد تريبيون» تقريراً مفصلاً حول هذا الموضوع نقلت من خلاله عن جون ريدينج المدير التنفيذي لصحيفة «ذي فاينانشيال تايمز» قوله: «لقد أصبحنا ننظر إلى هذا التطور بقدر كبير من الاهتمام بعد أن أدت حالة الركود الاقتصادي التي يعيشها العالم والهجرة السريعة لسوق الإعلانات إلى الإنترنت، إلى خلق حالة طوارىء تدفعنا للاهتمام الشديد بمثل هذه الأجهزة الجديدة». ويقول التقرير إن الشيء الأكثر أهمية الذي تنطوي عليه الأجهزة اليدوية لقراءة الصحف، هو أنها خلقت للناشرين فرصة سانحة لإعادة رسم استراتيجياتهم المقبلة استناداً إلى ظاهرة التطور التي يشهدها العالم الرقمي. وكان إجراء شركة «أمازون» ببيع حقوق نشر المحتوى المعرفي لـ«كيندل2» إلى شركة «آبل» قد أثار الكثير من الجدل طالما أنه سيحدّ من الإقبال على شراء جهازها «كيندل2» لأن من يمتلك الجيل الثاني من جهاز «آي فون 3 جي» أو «آي بود تاتش»، سوف يتمكن من الدخول إلى تطبيقات جهاز «كيندل 2» كلها. وأصبحت الصحافة العالمية تتناقل كل يوم أخبار صناعة المطالعة الرقمية، بعد أن لوحظت ظاهرة الانتقال الجماعي لكبريات الصحف العالمية إلى مواقعها الجديدة في زوايا الإنترنت.
عدد اليوم
