خوان كارلوس يؤكد الالتزام بتطوير التعاون وتحقيق شراكة بين البلدين

أكد جلالة خوان كارلوس الأول ملك مملكة إسبانيا أمس أن دولة الامارات تمكنت من تحقيق إنجازات مهمة على صعيد الحريات والتعليم والتقدم والتنمية الشاملة وأصبحت نموذجا على المستويين الاقليمي والعالمي· وشدد خلال خلال افتتاحه أمس ''الملتقى الإماراتي - الإسباني'' الذي يعقد على هامش زيارة جلالته الحالية للدولة أن الزيارة و''الملتقى'' يشكلان خطوة مهمة نحو بناء الشراكة الاستراتيجية بين دولة الامارات واسبانيا مؤكدا تطلعه الى هذه الشراكة وحرصه على تشجيع وتطوير العلاقات بين البلدين· ونوه جلالته بالتقدم الذي أحرزته دولة الامارات بحكمة قيادتها الرشيدة من خلال وضع الاستراتيجيات التي كانت كفيلة بتحقيق التقدم والتنمية الشاملة وعدم الاعتماد على المصادر الطبيعية فقط في توفير الاحتياجات الأساسية لشعبها· و أعرب جلالة الملك خوان كارلوس في كلمة له عن سعادته بافتتاح الملتقى وقال إنه يشكل نقطة مهمة في جدول أعماله خلال زيارته الحالية للدولة مؤكدا التزام بلاده بتطوير علاقاتها مع دولة الامارات ووضع خطوات مستقبلية لتحقيق الشراكة معها· وأعرب جلالته عن شكره وتقديره لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وشعب دولة الامارات على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي لقيه خلال زيارته الحالية لدولة الامارات· ولفت جلالته الى أن زيارته الأولى لدولة الامارات كانت عام 1981 حيث استقبله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقال إن الفرصة أتاحت له خلال زيارته الحالية للدولة الاطلاع على الكثير من مظاهر التقدم والنمو الذي حققته دولة الامارات· وقال الملك خوان كارلوس في كلمته إن اسبانيا التي تحتل المرتبة الثامنة في الاقتصاد العالمي لديها الكثير من القدرات والامكانات للمساهمة في عملية التطور الكبيرة التي تشهدها دولة الامارات في هذه الفترة مؤكدا أن الشركات الاسبانية تدرك جيدا أهمية الشراكة مع نظيراتها الاماراتية وستعمل على تطوير العلاقات معها في مجالات البناء والطاقة المتجددة والمياه والنقل بما يؤدي الى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين· وأعرب الملك خوان كارلوس عن أمله في أن يتم في وقت قريب التوصل الى توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي الأمر الذي سيضفي صبغة جديدة على العلاقات المتميزة بين الامارات واسبانيا· الحضور حضر افتتاح ''الملتقى الإماراتي - الإسباني'' معالي ميخيل انجيل موراتينوس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الاسباني ومعالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد والمهندس صلاح سالم بن عمير الشامسي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي وعدد من المسؤولين في القطاعات الاقتصادية والتجارية في دولة الإمارات واسبانيا وحوالي 500 شخصية تمثل عددا كبيرا من الشركات والمؤسسات الاقتصادية والتجارية في دولة الإمارات واسبانيا· ورحب معالي سعيد سلطان المنصوري وزير الاقتصاد بزيارة جلالة ملك اسبانيا لدولة الامارات· وقال إن اللقاءات التي عقدت مع جلالته أكدت أن لدى جلالته ارادة عالية لتشجيع وتطوير العلاقات الثنائية بين دولة الامارات واسبانيا الأمر الذي يؤكد وجود ذات التوجهات المتوفرة لدى القيادة الرشيدة في دولة الامارات لتعزيز وتطوير العلاقات مع المملكة الاسبانية· وأكد معالي وزير الاقتصاد اهتمام دولة الامارات في أن يشكل الملتقى الاقتصادي الاماراتي ''الاسباني خطوة نحو زيادة آفاق التعاون بين البلدين· الشراكة الاقتصادية وقال ''سنعمل على توسيع حجم الاستثمارات في اسبانيا ودول العالم الأخرى من خلال اسبانيا التي تحتل المركزالاقتصادي الثامن على المستوى العالمي وذلك في اطار اهتمامنا بالتوصل الى الشراكة الاقتصادية مع اسبانيا· وأكد ان اقتصاد الامارات حقق درجة عالية من الانفتاح على الاقتصادات العالمية ويعد نموذجا لجذب الاستثمارات العالمية وخصوصا الأوروبية حيث تميز في السنوات الأخيرة بالمرونة وتعديل التشريعات بما يمكن الشركات الأجنبية من اقامة وتملك المشاريع في المناطق الصناعية والاقتصادية الحرة بنسبة 100 في المئة· وقال معاليه إن اقتصاد الدولة شهد في الآونة الأخيرة تقدما كبيرا وحقق معدلات نمو سنوية بلغت حوالي 8 في المئة وبات يشكل نموذجا للنمو والتطور الذي تشهده المنطقة ونقطة جذب للاستثمارات العالمية وخاصة الأوروبية حيث لا تفرض دولة الامارات أي ضرائب على الاستثمار وتتمتع قوانينها بالمرونة· ولفت معاليه الى أنه رغم ارتفاع أسعار النفط والدخل المتحقق لدولة الامارات تسعى الحكومة الى زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية والتي تقدر حاليا بنحو 62 في المئة من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي لدولة الامارات وتسعى أيضا الى تطوير مختلف القطاعات الاقتصادية بما فيها قطاعات البناء والسياحة والبيئة والخدمات· التبادل التجاري أكد معالي وزير الاقتصاد أن العلاقات التجارية بين دولة الامارات واسبانيا شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا حيث ارتفع حجم واردات الدولة من اسبانيا من 414 مليون دولار عام 2000 الى 886 مليون دولار عام 2006 فيما ارتفعت قيمة صادرات الدولة الى اسبانيا خلال الفترة ذاتها من 8 الى 19 مليون دولار وليرتفع اجمالي التبادل التجاري بين البلدين خلال هذه الفترة من 450 مليون دولار الى 939 مليون دولار فيما يتوقع أن يتجاوز هذا العام مليار دولار· ودعا معالي وزير الاقتصاد رجال الأعمال بدولة الامارات واسبانيا الى تبادل الزيارات والخبرات بما يسهم في تحقيق الشراكة الاقتصادية بين البلدين· استثمارات أجنبية من جانبه أكد المهندس صلاح سالم بن عمير الشامسي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في كلمته أمام الملتقى نمو الاقتصاد الإماراتي بإيقاع سريع وقوي الأمر الذي ارتفع معه الناتج المحلي الإجمالي إلى 200 مليار دولار· وأضاف أن الامارات استقطبت 19 مليار دولار (70 مليار درهم) استثمارات أجنبية مباشرة سنة 2006 وأن إمارة أبوظبي أصبحت مركزا للنشاط الشامل في قطاع الأعمال وذلك بالتركيز على القطاع العقاري والسياحي والصناعة الصغيرة والمتوسطة· ولفت الى أن أبوظبي أعدت برنامجا للتنمية الشاملة وضخت فيه مليارات من الدولارات حيث يعتبر البرنامج الذي أطلق عليه ''خطة أبوظبي ''2030 مشروعا غير مسبوق تشارك فيه حكومة أبوظبي والقطاع الخاص بغية تجهيز وتدشين أحدث ما في العصر من البنى التحتية· واكد أن حكومة أبوظبي ستوظف على مدار العقدين القادمين ترليونات الدولارات للمنشآت السياحية لتبني الفنادق والمنتجعات لأجل السائحين المتميزين وسيتم إطلاق المشاريع الصحية والتعليمية بهدف توفير الأفضل في القطاعين الخدميين الحيويين· كما سيجري توفير العقارات سواء التجارية أو السكنية وشبكات الطرق الحديثة والميناء البحري والمطار والسكك الحديدية الخفيفة· وأشار الى وجود حوالي 200 جزيرة طبيعية صغيرة وكبيرة في أبوظبي يتوافر بها ثراء الإمكانات لتصبح منتجعات سياحية وصحية عالمية مؤكدا أن بعضها تمر بالفعل بمرحلة التحول إلى مواقع غاية في الفخامة بتكاليف تبلغ عدة مليارات من الدولارات· وقال تتبوأ جزيرة السعديات الريادة والصدارة وذلك بتكلفة تزيد على 27 مليار دولار وستكون الجزيرة مقرا لمتحف جوجنهايم فرانك جيري ومتحف اللوفر اللذين يحظيان بشهرة عالمية اضافة الى مشاريع جزيرة الريم وتطوير شاطئ الراحة وغيرها من المشاريع الرائجة· وقال لقد عملنا فيما مضى سويا لإبرام اتفاقيات ومواثيق حيث لدينا اتفاقية للخدمات الجوية والتي تشمل على وجه الخصوص قطاعي السياحة والاستثمار ما بين بلدينا ولقد وقعنا على مذكرة تفاهم لمنع الازدواج الضريبي بهدف تعزيز التبادل التجاري والمصالح الاقتصادية وعلى العديد من مذكرات التفاهم الأخرى بشأن برامج التبادل التعليمية والثقافية والاجتماعية ونحن بحاجة إلى المضي قدما بناء على هذا وخصوصا في مجالات التجارة والتبادل التجاري· وأكد رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن حكومة أبوظبي أطلقت العنان للقطاع الخاص لتعزيز النمو الاقتصادي وتحفيزه· وقال'' سياساتنا الاقتصادية الحرة تتيح الدعم للأعمال والصناعات الصغيرة والمتوسطة وتقدم الحوافز للأعمال الأجنبية والتدابير السريعة لضمان سرعة وسهولة عملية إصدار التراخيص لرجال الأعمال والمشاريع المشتركة مما يسمح بملكية نسبتها 100 في المئة للأرض والمنشآت بالنسبة إلى المستثمرين الأجانب في مناطق صناعية مختارة و هو ما جعل إمارة أبوظبي موئلا للفرص· النهضة الشاملة وأكد رئيس اتحاد أرباب العمل والمؤسسات الاسبانية الدكتور جيراردو في كلمته في الجلسة الافتتاحية للملتقى أن هذا الملتقى يعبر عن الدعم الذي يقدمه جلالته لأعمال التجارة والصناعة الاسبانية والوصول الى اتفاق وتعاون مثمر مع الشركات والمؤسسات بدولة الامارات والمنطقة عموما· وقال إن الوقت القصير الذي أتيح فيه للوفد الاسباني الاطلاع على النهضة الشاملة التي تشهدها دولة الامارات وخصوصا في المجال الاقتصادي يؤكد مدى الرعاية التي تشهدها دولة الإمارات من جانب قيادتها الرشيدة ومدى الأمن والاستقرار الذي تنعم به الامارات وتمكنها من الاستمرار في تحقيق نمو سنوي يصل الى حوالي 8 في المئة مع انتهاج سياسة اجتماعية عادلة· ولفت الى أن 100 شركة ومؤسسة اسبانية تعمل في دولة الامارات· وقال إن ذلك يعبر عن الاهتمام الذي تلقاه هذه الشركات في دولة الامارات والمساهمة في عمليات التنمية من خلال تنفيذ المشاريع التي تتصل بمجالات الطاقة التقليدية والطاقات المتجددة والبناء والسياحة وغيرها من المشاريع في القطاعات الأخرى والمساهمة مع الشركات الاماراتية في تنفيذ المشاريع ذات التفوق التكنولوجي العالي والالتزام الجــــــــدي فـــي ادارة مؤســسات اقتصادية فعالة· وأعرب عن أمله في أن تصل العلاقات الاقتصادية الاماراتية '' الاسبانية الى مستوى الشراكة الكاملة وأن تكون هذه الشراكة مدخلا الى زيادة العلاقات بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي· ولفت الى أهمية اتفاقية منع الازدواج الضريبي التي تم توقيعها بين دولة الامارات واسبانيا عام 2006 في زيادة حجم الاستثمارات بين البلدين ودعا الى تحقيق المزيد من التعاون المشترك بين رجال الأعمال والشركات في البلدين من خلال الانفتاح المشترك وانتشار المعاهد العلمية في البلدين وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال في الامارات واسبانيا· بدوره أكد وزير الصناعة والسياحة والتجارة الاسباني ميجل سيباستيان أن الحكومة الاسبانية تشجع تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين اسبانيا ودولة الامارات· وقال إن زياراتنا في السنوات الأخيرة لدولة الامارات برهنت على مدى التقدم الذي حققته في مختلف المجالات· وأعرب الوزير الاسباني عن اعجابه بمشروع جزيرة السعديات ومشروع ''مصدر'' للطاقة والذي يشكل مجالا مهما للتنمية المستدامة· وأكد الوزير الاسباني أن هذا الملتقى يشكل لبنة هامة في بناء الشراكة الاستراتيجية بين الامارات واسبانيا·