الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تقرأ

الإمارات تقرأ
27 مارس 2018 21:17
الإمارات تقرأ.. ليست مصادفة في حياة شعب يحلق بعيداً عن المألوف والعادي، وتخطي السنوات الضوئية بوعي وحكمة، إلى أن وصل إلى مرحلة استثنائية في التاريخ، ‏والإمارات تقرأ، لأن القراءة هي المنفذ الوحيد للمعرفة، وبناء العقل، ومنذ سنوات ومبادرات القراءة تدخل إلى حيز التنفيذ ويستقبلها ‏كل بيت بفرح، وتستقبلها المؤسسات بجدية عمل، والإمارات تقدر، لأنها بلد يأخذ بأسباب التقدم التي تحتاجها الأمم لتحقيق المكانة والقيمة الحضارية، والإمارات تقرأ لأن القيادة ‏الحكيمة في الدولة ‏تدعم هذه المبادرات، وتشجع المواطنين والمقيمين على الاستفادة منها والاستزادة من الكتاب، وقد أثمرت هذه المبادرات وفاقت كل تصور، وفتحت للأجيال الجديدة في الدولة منافذ رحبة لرؤية الحياة من منظور أوسع، فكل إنسان يقرأ سيمتلئ بالمعرفة، ‏وهذه نتيجة مضمونة حتى إنْ شاعراً كبيراً بحجم أمير الشعراء أحمد شوقي قال بيتاً شهيراً سيظل الدهر يذكره: أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافياً إلا الكتابا. وقال ابن المقفع: «كل مصحوبٍ ذو هفوات والكتاب مأمون العثرات». وفي ضمير الإنسانية، ‏فإن المعرفة الحقيقية لا تكذب ولا تجامل، ولا تتصنع لأنها مرآة الحياة وصورة للواقع، وفرصة للغوص في تفاصيل تدعو للتأمل، ‏وقد اقتربنا من نهاية شهر القراءة الذي ننظر إليه على أنه الناقوس الذي يدق في أذهاننا، فنستعيد لحظات لا تنسى مع مبادرات تعد من أهم وأكبر المبادرات في المنطقة، والتي تزدهر بفضل الرعاية والاهتمام والتشجيع، ومحاولة ‏تغيير الأنماط الاعتيادية في الحياة، وليس هناك أجمل من أن يكون الطفل الإماراتي قارئاً، ويعرف طريقه للمكتبات، وإنْ يتخير أوراق المعرفة، ويتسلق بحرية شجرة العلم بدعم من الأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية والمجتمع بأسره، ومع مرور الأيام، ستكون القراءة جزءاً من نظام هذا الطفل كي يحمل الكتاب معه في الرحلات والسفر، وفي الأماكن التي تمنح الفراخ للطلاب لاكتساب المعرفة، ومن الطبيعي أن تقرأ الإمارات وتصبح القراءة عاملاً مهماً في الارتقاء العلمي لطلاب الجامعات، والارتقاء الوظيفي للعاملين في كل القطاعات، ولا بد من أن تكون النتيجة كبيرة، فالقراءة تجعل الذهن حاضراً والعقل متيقظاً، ‏وحلقة الإبداع في اشتعال دائماً، وتمثل ركناً مهماً في ثقافة العقل، إذ تمنح الفرد الهدوء والسكينة، وتجعل كل إنسان يلوذ بها قوياً يمتلك الفكر الواعي، والقدرة على التخطيط للمستقبل، فما أحوجنا إلى أجيال تصون مقدرات الوطن، وتحمي عرينه ‏بالعلم والفكر والثقافة والبناء، فالإبداع يعد مواكبة للعصر يدفع للإنجاز والتحرر من قيود الرتابة، وإذا كان شهر القراءة قد شارف على النهاية، فإن مناسبته لا ترحل ولا تغيب لأن توجهات القيادة الرشيدة في الدولة تحفزنا على التزود المعرفي دون توقف، فبالمعرفة تبنى الأمم وتترسخ المكانة الحضارية والإنسانية والثقافية، والإمارات ستظل تقرأ في «عام زايد» وفي الأعوام المقبلة، لتكمل مسيرتها في عالم الإنترنت، وفي جميع المجالات. محمد الهاشمي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©