الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التربية في الزمن الصعب

27 مارس 2018 21:19
«إنك صغير لا تصلح لشيء»، «كم أنت غبي»، «كيف تتصرف هكذا؟» «لن أنفذ ما تريد»، ألا نسمع هذه التعبيرات بين الآباء مع الأبناء، وهم يتشاجرون، لأن كل طرف لا يعرف احتياجات الطرف الآخر؟ لقد تغير الزمن وتغيرت متطلبات الأبناء، وتزامنت رغباتهم مع العولمة، فيأتينا ابن متمرد يريد إثبات أنه لم يعد صغيراً، ويحاول جذب نظر الأسرة إليه، لكنه لا يلقى سوى التوبيخ، وربما الضرب المبرح، ليرتكب الأبناء رد فعل عكسياً، ومزيداً من الحماقات. التربية في هذا الزمن تختلف كثيراً عن الماضي، وهذا ما يجهله العديد من الآباء والأمهات - إلا من رحم ربي-، لا بد أن يعرف الآباء والأمهات أن الزمن قد تغير، والظروف تبدلت، ويجب أن نتعامل مع أبنائنا بحرص شديد، ونتصرف معهم باستراتيجيات واضحة، فنمد يد العون لهم، ونصاحبهم في طفولتهم، حتى يمكن تشكيل وعيهم وإرشادهم إلى الصواب والخطأ منذ نعومة أظفارهم، فضلاً عن ذلك، يتوجب علينا الابتعاد عن الأساليب العنيفة والتوبيخ وازدراء الأبناء وقدراتهم وطاقاتهم، فالأهل لا يدركون أنهم بهذا الأسلوب يغرقون أبناءهم في بحر من الإحباط، ويزيد الطين بلَّة إذا أفرط الأهل في الحرص عليهم، والخوف من أن يسقطوا في شباك الهاوية، فيجعلوا أبناءهم كالطائر في قفص مغلق، يذاكرون ويأكلون ويشربون وينامون، أي يعيشون في عالم روتيني قاتل لروح الإبداع. ما أرمي إليه عبر هذا المقال هو أن ألفت نظر الآباء والأمهات إلى أبنائهم، إن الله حباكم بنعمة ذكرها في قوله تعالى «المال والبنون زينة الحياة الدنيا»، ويتوجب عليكم المحافظة عليهم، والضرب ليس الأسلوب الأمثل في تربيتهم، ولا الإحباط وقتل روح الإبداع السبيل لحمايتهم من الضياع في عولمة العصر، نعم نعيش زمناً صعباً وسط عصر الفضائيات والتفتح نحو العالم، ولكن هذا لا يمنعكم من كسب ثقة أبنائكم، ومصادقتهم، والتعاون معهم من أجل تقديم الأفضل، ومنحهم بعضاً من الاستقلالية والمسؤولية مع الحرص على متابعتهم، ليعتمدوا على أنفسهم في الوصول إلى الطريق القويم، بذلك يكون أبناؤكم كالنبتة الصغيرة، التي حرص زارعها على منحها الرعاية والحنان، حتى تنمو عالية شامخة، وتصبح شجرة يانعة تفيد من حولها بثمارها الطازجة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©