الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خمس تجارب تشكيلية تعرض الهوية والتراث بدمشق

خمس تجارب تشكيلية تعرض الهوية والتراث بدمشق
13 يوليو 2009 01:14
عرضت إحدى صالات الفنون التشكيلية في العاصمة السورية دمشق، لوحات لخمسة فنانين تشكيليين سوريين بارزين، هم: خزيمة علواني وغسان السباعي ومأمون الحمصي وأمل ملحم وهادي طرن.ويمثل هؤلاء الفنانون تجارب من مشارب مختلفة ومتنوعة، شكلت معاً لوحة بانورامية للمحترف التشكيلي السوري الغني، غلب عليها موضوعات الهوية والتراث والخصوصية المحلية، وعبر عنها كل منهم بأسلوبه وطريقته. ففي لوحات غسان السباعي الأربع يلاحظ الأسلوب الواقعي التعبيري، مع آثار للخطوط الغرافيكية، وبألوان دافئة وقوية، تنسحب بتلقائية على سطح اللوحة، وتتباين مع بعضها إلى جانب خطوط وكتل حرة تتبادل المواقع مشكلة عناصر واضحة المعالم التراثية، ولا سيما نساؤه الشرقيات الغارقات في حالة تأملية. تبدو معها نظرة السباعي الخاصة إلى اللوحة الفنية باعتبارها تركيباً مكوناً، فهو يتحكم جيداً بتناقضات اللوحة، بحيث تصير مفرداتها مفاتيح تحمل رسائل للمتلقي، ويتبع حساً تجريدياً، لا يدفع به باتجاه التجريد الخالص، وإنما يمزجه بواقعيته التعبيرية. أما الفنان خزيمة علواني المعتكف في مرسمه بالهامة على أطراف دمشق، فعبرت لوحاته الثلاث عن الطبيعة الصامتة حيناً والحية حيناً آخر، كما جسدت حالات إنسانية ببعد أيقوني يجمع بين التشكيل والمسرح والموسيقى، مستعيناً برموز للتعبير عن أفكاره، مثل الحمامة أو العصفور الدالين على البراءة، والسفينة السابحة في بحر من المجهول، كرمز لضياع الإنسان. لوحات مأمون الحمصي ابن مدينة دمشق، والذي أجبره المرض على الاعتكاف، جاءت لتعكس أجواء بيئته، مسقطاً عليها مشاعره وانفعالاته، ومعتمداً على لعبة الظل والنور، والتوزيع المنسجم لألوانه. لتبدو المساحات في اللوحة، وكأنها نوع من الاستدراج للمتلقي إلى أغوار انفعالية أكثر عمقاً، يستمدها الفنان من حنينه إلى الماضي وذاكرته الملأى ببساطة وجمال المدينة القديمة. في حين بدت اللوحات الأربع للفنان المغترب هادي طرن كأنها ذكريات بعيدة عن المكان الذي ما زال راسخاً في الذاكرة والوجدان، ولا سيما في تماهي الألوان وحوارها. ولم تبتعد الفنانة المغتربة أمل ملحم عن هذه الأجواء، ولكن بطريقة مختلفة، فبورتريهاتها الأربعة تتحول من الطبيعة إلى الإنسان، لتوحي بالغربة والعزلة والوحدة، من خلال تركيزها على الحالة النفسية لعنصرها البشري، حيث يتفجر في لوحتها الاشتياق والحنين للوطن، ولكن بشفافية مرهفة، وببلاغة تشكيلية موحية.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©