نواجه في حياتنا اليومية حالات مُختلفة وأُناساً مُختلفين ووجوهاً مُتعددة، ما يدفعُ الكثير منا للوقوع في دائرة الأحكام حتى باتت علاقاتنا مُتذبذبة وواقعة في دائرة الخوف والقلق وقلة التقدير، أو سوء الفهم وفي أحيان كثيرة تُقطع العلاقات!
ولو أنّ أحدنا نظر لقلبِ الآخر لوجد فيهِ من الهمّ ما يكفي، ولو أنّ أحدنا نظر لظرفِ الآخر لخجِل من سوء الحُكم والتقدير! حريٌ بالواحد منا أن يتعلم عدم الحُكم على الناس، فالناسُ أبناءُ ظروفهم وأحوالهم ويومياتهم التي قد تكون ليست مثلك، قد يبدأ يوم أحدِهِم بشجارٍ عائلي يخرُج بسببه من المنزل إلى عمله بنفس مُتألمة، بينما يخرُج آخر بحالٍ جيد وقد نام واستيقظ هانئاً فلم يتعكر صفوُه.
وقد تُضطر المعارك والصراعات التي يخوضها بعض الأفراد إلى إنهاكهم جسدياً وصحياً فترى أحدهم نحيل الجسم أو رُبما يعاني سُمنةً مُفرطة أو لديه داء السُكر برغم صِغر سنّه، فلا يعني ذلك قلة اهتمامه، بل رُبما غلبتهُ أوجاعه فقبل أن تحكم عليه آتِهِ كلمةً طيّبة وافتح لهُ نافذة أمل بدلاً من إحباطه، قد تجد شخصاً شديد الهدوء والعُزلة، أو رُبما كثير الخروج للنُزهات والاجتماعات، فلا تحكُم عليه بقلة الوعي أو السلوك الغريب فلرُبما كان تصرفه وسيلةً إنعاش له.
لا تحكم على الهادئ، ولا المتبلد ولا غير المبالي..
لا تحكم على من لا يستطيع تنظيم وقته ويومه كما يريد، فلُربما غلبته المعركة التي لا تعلم عنها شيئاً!
عدم الحُكم على الآخرين لا يعني أن تكون غير واعٍ، إنما هي ظاهرة اجتماعية غالبة مع سرعة الأحداث والبرامج والالتزامات والمسؤوليات، وإعادة النظر في ذلك يعني أنّك ترى بمنظورٍ إنسانيّ أعمق، مُحاولاً وضع الحلول قبل الأحكام، ولعل عدم إصدار الحكم السلبي وسيلةً لمساعدة الآخرين على الخروج من ضيقتهم، فكل إنسان لديه جانب لا يعرفه أحد.
نوف سالم - العين
عدد اليوم
