«لا هواء» تختتم الموسم المسرحي في الشارقة

اختتمت مسرحية «لا هواء»، لفرقة المسرح الحديث عروض الموسم المسرحي الخامس الذي تقيمه جمعية المسرحيين بالشارقة ويستمر في دبي وأبوظبي حتى مساء الخامس والعشرين من هذا الشهر. وحمل العمل الذي أقيم على خشبة مسرح قصر الثقافة بالشارقة توقيع المخرج إبراهيم سالم وتأليف الكاتب والمخرج المسرحي محمود أبوالعباس وتمثيل مرعي الحليان وسميرة الوهيبي وإيمان حيدر ورائد الدلاتي وأحمد ناصر وصالح البحار وفيصل علي. والمسرحية تتطرق إلى مسألة حساسة في الشأن الفلسطيني وما بلغه من أفق مسدود، الذي يتصل عنوانه بما يعرف بمسرح العبث على هذا النحو أو ذاك، ربما يختلف فلسطيني مع القائمين عليه حول تفصيل هنا أو حدث هناك، لكنّ الجميع سيتفقون على أن هذا العمل مشغول بحرفية عالية وبإحساس شديد بالمسؤولية العالية أخلاقيا وإنسانيا تجاه ما تعرضت، وتتعرض له غزة وفلسطين عموما، وكذلك يتفقون على مستوى تأليف النص الأدبي للعرض وإخراجه والحضور المؤثر للممثل فيه. وفي أية حال فإن النتيجة المباشرة للعرض على المتفرج هي أن «لا هواء» عمل مشغول بوصفه مختبرا مسرحيا أو ورشة ما تزال قائمة في أن يبلغ العرض حد أقصى في التعبير عن «حالة» أو «موقف» مسرحي ما. وبما أن النص الأدبي لأي عرض هو ذريعة التأليف والإخراج والتمثيل لإيصال رسالة ما، فإن «لا هواء» على هذا المستوى هو يقدم الحالة الإنسانية الفلسطينية تحت الحصار والقصف بشفافية مثلما يقدم تلك القسوة في الداخل الفلسطيني والنزاعات التي أخذته إلى مسائل وقضايا جانبية بعيدة عن البؤرة الأساسية للصراع مع العدو الأساسي وهو الاحتلال. لقد قدّم كل ممثل تميزا خاصا ومشغولا ولافتا على المستوى الفني للشخصية المسرحية أو «الكاركتر» الذي يقدمه، بحيث أوصل إلينا هذا المستوى من الأداء الشخصية الفلسطينية على ما تنطوي عليه من تناقضات. أضف إلى ذلك الإضاءة المسرحية، التي هي لون وتعبير عن موقف نفسي وفكري للشخصية، والتي جاءت شعرية وبلا هفوات بل وأعلت من شأن التمثيل. وعلى هذا النحو وطيلة العرض الذي استمر لساعة أو أكثر بقليل كان الممثل تحت تلك الإضاءة وعلى الخشبة في الموضع الصحيح بالنسبة للشخصيات الأخرى وطبيعة علاقتها بها وما تخوضه هذه الشخصيات من «جدل» مسرحي في ما بينها، جدل كان يصعد في الخطوط الدرامية للعمل ويعلي من شأن التوتر فيه ما أبقى المتفرج على صلة بالمشهد المسرحي ومراقبا لتقلباته ومضامينه طيلة العرض. وإلى ذلك يختتم «لا هواء» مساء الخامس والعشرين عروض الموسم المسرحي كاملة على خشبة مسرح دبي الشعبي في دبي، ليكون بذلك هو العرض السادس والثلاثين ضمن عروض الموسم.