الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدوانية الطفل سلوك يسبب خللاً في توافقه مع الآخرين

عدوانية الطفل سلوك يسبب خللاً في توافقه مع الآخرين
7 مارس 2012
أبوظبي (الاتحاد) - تشير الدراسات التربوية والمعطيات السلوكية إلى أن الطفل الذي لم يبلغ الثالثة من العمر لا يملك نزعة عدوانية على غيره، أو أنه يميل إلى القسوة أو الأذى إلا إذا علمه أحد المحيطين به هذا اللون من السلوك وشجعه عليه. إن كثيراً من الأمهات يشكون أن طفلهن لا يستطيع الدفاع عن نفسه، أو أنه يعجز عن رد هجوم الأطفال الآخرين عندما يضربونه وعندما يعبثون باللعبة التي يملكها. وأنه يغرق في الحيرة ويبكي ويطلب الحماية. شكوى الأمهات هذه تعكس الإحساس بالمرارة والخوف من أن ينمو الطفل على إحساس بأنه كائن ضعيف، بقدر ما تحمل من ميول عدوانية مبطنة لدى هؤلاء الأمهات. يوضح الخبير النفسي العالمي الدكتور بنيامين سبوك، هذه الخبرة المكتسبة، ويقول: “عندما يبلغ الطفل عامه الثالث فهو يتعلم من التجارب التي تمر به ويتقن بعض أساليب الدفاع عن نفسه. ولا أتذكر أن إحدى الأمهات شكت لي من أن طفلها الثاني لا يتقن الدفاع عن نفسه. إن الطفل الثاني ما إن يصل إلى عمر السنة والنصف حتى يكون قد قاسى من ألوان العقاب الكثير، ويكون المعتدي طبعاً هو الأخ الأكبر الممتلئ بالغيرة. لذلك فالطفل الثاني يتقن الدفاع عن نفسه مبكراً، ويعرف كيف يحافظ على لعبه وممتلكاته بشراسة وعنف أحياناً، ويعرف كيف يضرب أخاه وإن لم يستطع فهو يعرف كيف يصرخ بأعلى صوت ليطلب الإغاثة من الوالد أو الوالدة. أسلوب «العض» يكمل سبوك: “الطفل في عامه الأول أو الثاني نجده يميل كثيراً إلى أسلوب “العض”، مع أول هجوم عليه للدفاع عن نفسه، خاصة مع الأكبر منه سناً، كما أنه يحاول أن يضرب الخصم بأي شيء ثقيل أو يوقعه على الأرض. لكن عندما يصل الطفل إلى عامه الثالث أو الرابع فإننا نستطيع أن نلاحظ أن الطفل ينحو بأسلوبه العدواني منحى آخر، ويبدو أكثر نضجاً، فالطفل الطيب القلب ذو المشاعر الرقيقة لا يرد العدوان فوراً إنما يحاول من البداية أن يستفسر وأن يحتج، وقد يرد العدوان بعد ذلك. ومن المهم جداً أن نلاحظ بأن الأحاسيس العدوانية تأخذ شكل اللعب. نضوج الأحاسيس إن الفترة الواقعة بين السنة الثالثة والسادسة هي أفضل الفترات التي يسلك فيها الأطفال سلوكاً طيباً مع الآباء والأمهات، نجده يتعرف على أحاسيس الحب المتبادلة بينه وبين والديه. ويتمنى أن يكون مثل أبيه كما تتمنى الفتاة أن تكون مثل الأم. ويشعر الطفل أيضاً في هذه الفترة بأحاسيس الحب الرومانسية، تلك الأحاسيس التي تدفعه إلى الرغبة في الامتلاك وكذلك أحاسيس الفتاة نحو والدها، وهذه الأحاسيس الرومانتيكية تتسبب في خلق منافسة خفية بين الطفل وأبيه وبين الفتاة وأمها. ولا تطفو هذه المنافسة على السطح في أغلب الأحيان، ذلك أن الطفل يحاول بكل ما يستطيع من قوة أن يخفي هذه الأحاسيس، ويحاول الوالدان أيضاً المحافظة على العلاقة بينهما سوية. أما المرحلة الواقعة بين العام السادس عشر والثامن عشر التي يتجه فيها الفتى بطبيعته نحو النضج، يدفعه هذا إلى ضبط الرغبات والنزعات التي يشعر أنها تحمل من الخطأ أكثر مما تحمل من الصواب. إنه يظهر سيطرة رائعة على سلوكه وقدرة كبيرة لضبطه. ويستطيع أن يكبت أي إشارة للتعبير عن العداء مع والديه على وجه الخصوص، حتى في أثناء اللعب والضحك. فهو يكبت في أعماقه أحاسيس العداء، لكنه يحاول أن يتحكم في نفسه ولا يقدم على العدوان إلا كرد فعل لعدوان وقع عليه، وليس ذلك أنه منزه تماماً عن الخطأ. إنه أحياناً يستفز الذين يكونون أمامه بأسلوب مبطن حتى يوقعهم في شراك الاعتداء عليه ثم يقلب المسألة إلى عدوان منه هو، كرد فعل على ذلك العدوان، وهذا يظهر دائماً كأنه لا يفعل أكثر من الدفاع عن النفس”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©