الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الجناح اليمني.. ثراء الماضي بـ«أيام الشارقة التراثية»

الجناح اليمني.. ثراء الماضي بـ«أيام الشارقة التراثية»
20 ابريل 2017 00:12
أحمد النجار (الشارقة) ألوان وأشكال العقيق اليماني، وأساور وحلي ومشغولات فضية بنفحات الماضي، و«جنابي» وأحزمة مذهبة، كنوز تراثية عريقة جذبت أنظار الزائرين والمهتمين في منصة الجناح اليمني الذي احتضنته أيام الشارقة التراثية في نسختها الـ15، وبزيارتنا إليه، التقينا 3 حرفيين يمنيين للتعرف إلى محتوياتها ورصد قصص حرف يدوية عمرها مئات السنين، خاصة صناعة العقيق اليماني الذي يتم استخراجه من أحجار نادرة في بطون الجبال، وفنون حرفة صناعة الجنابي «الخناجر» التراثية التي يتم ارتداؤها ضمن الزي الشعبي اليمني، والمستخرجة من قرون حيوان «وحيد القرن»، وتعد «الجنبية الصيفانية» هي الأجود والأغلى ثمناً، نظراً لقيمتها التاريخية، حيث يتباهى بها كبار شيوخ القبائل ويورثونها لأبنائهم وأحفادهم، بصفتها رمزاً للسمعة القبلية والوجاهة الاجتماعية وعلامة توحي بعراقة النسب والثراء. عقيق نادر بالحديث مع محمد البريهي حرفي يمني متخصص في صناعة العقيق والخواتم، والذي تعلمها من أحد معاهد الحرف اليدوية بصنعاء، ويعمل فيها منذ 16 عاماً، قال إن العقيق هو عبارة عن أحجار كريمة تستخدم في الخواتم للزينة، ومن أنواع العقيق، الأحمر والشجري المصور، وهما الأعلى جودة والأغلى ثمناً لندرتهما وقيمتهما التراثية، فضلاً عن أنواع أخرى مثل «المزهر» و«الجزع» و«حجر الدم» و«الإسماعيلي» و«العقيق الأسود» و«الجسبير» و«العقيق السليماني» وغيرها. كنوز الجبال وذكر البريهي أن العقيق يتم استخراجه من مناجم في جبال تتواجد في محافظتي ذمار والمحويت وغيرهما، حيث يتم استخراجه بطريقة بدائية، وهذا يشكل تحدياً كبيراً أمام جامعيه والباحثين عنه، لكنه بالمقابل يدر عليهم أموالاً طائلة إذا ما حالفهم الحظ باكتشافه. وأشار إلى أن أسعار العقيق تصل إلى 3 آلاف درهم لاسيما لنوعية العقيق النادر مثل «الكبدي» و«الشجري المصور»، كونها أحجاراً كريمة شديدة الندرة ورائعة الشكل والألوان. حرفة مندثرة ولفت البريهي إلى أن حرفة العقيق كانت شبه مندثرة وغائبة عن الساحة التراثية في اليمن حتى عام 1990، ثم ساهم معهد «سمسرة النحاس» الكائن في صنعاء القديمة بإحياء هذه الصنعة القديمة، وتشجيع الهواة في صناعتها وتخريج المئات من الحرفيين لإثراء الساحة بمنتوجاتهم الإبداعية ومشغولاتهم الفنية، مفيداً أن العقيق اليمني لا يزال يلقى إقبالاً كبيراً من المهتمين والهواة من السياح الأجانب ودول مجلس التعاون الخليجي الذين يقتنونه للزينة، ويقدرون قيمته التراثية. صناعة «الخناجر» أما عن حرفة صناعة الجنابي أو «الخناجر» التي توضع على الخاصرة ضمن مفردات الزي الشعبي اليمني، فتحدث بسام أحمد علي عن خصوصيتها ورمزيتها، فقال إنه يزاولها منذ أكثر من 13 عاماً، مفيداً أن أنواعها كثيرة، فمنها «اليافعي» و«العزيري» و«العديني» و«التهامي»، مشيراً إلى أن مسمياتها ترتبط بأسماء المناطق وتغنيها بالعادات والتقاليد، لافتاً إلى أن الجنبية الصيفانية هي أغلى ثمناً وتعطي وجاهة ومكانة واحتراماً لحاملها، وقد يتجاوز عمر هذه الجنابي 400 سنة، حيث كانت تستخرج من قرون وحيد القرن. أما حزامها فيسمى «العسيب»، وتتغير أشكاله وألوانه وتطريزاته حسب المناطق، وتلعب فيه النساء دوراً في خياطته باستخدام نوعية من الخيوط الذهبية غالية الثمن، ولا يتوقع بسام أن تختفي الجنبية من الثقافة الشعبية بصفتها أساسية في الزي الشعبي، ولا يمكن الاستغناء عنها كونها متعلقة بالأصالة والفخر والوجاهة. إرث عائلي وأشار بسام إلى أن أغلى جنبية في التاريخ اليمني هي جنبية «الإمام أحمد» الذي حكم اليمن في مرحلة الخمسينيات، فقد بيعت بأغلى الأثمان، ويقال إنها أصبحت ضمن مقتنيات أحد المتاحف العالمية، لما تحتويه من نقوش سبئية وحميرية تعود إلى حضارتي مملكتي سبأ وحمير، ويأتي بعدها جنابي مشايخ قبائل اليمن الكبار، والتي ترتبط قيمتها المادية بالأنساب، وهي يتم توريثها، كونها إرثاً عائلياً واجتماعياً لا يمكن بيعه أو التفريط به. فضيات قديمة وعن المشغولات الفضية، قال فوزي العامري صائغ فضيات، إن صناعة الأساور والحلي والمجوهرات حرفة ضاربة في القدم، حيث تلقى هذه المنتوجات الفضية إقبالاً من النساء لأغراض الاقتناء والزينة والتباهي بها في الأعراس والمناسبات الاجتماعية. وتصنع من معادن مختلفة وتدخل فيها الفضة، أما عن أنواعها فهي «المرتعشة» و«الخلاخل» و«الأساور» و«العقود» و«الحزامات» وغيرها، وتستغرق صناعة القطعة الواحدة يدوياً وتجميعها نحو أسبوع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©