الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أرويو ··· هل سئم الفيلبينيون الصراخ ضدها؟

أرويو ··· هل سئم الفيلبينيون الصراخ ضدها؟
2 يناير 2008 02:37
في منتصف ذلك النهار ورغم حالة التمرد الصغيرة التي قام بها الضابط البحري ''أنطونيو تريلانس'' -وهو ضابط متمرد من الدرجة الرفيعة فاز بمقعد في مجلس الشيوخ رغم أن مشاغباته حالت دون مشاركته في أي من جلساته- عندما قام باحتجــاز أحــــد الفنــــادق فــي ''ماكاتــــي'' -المركز المالي للعاصمة الفلبينية- واستقطاب وسائل الإعلام للتنديد برئيسة البلاد ''جلوريا ماكاباجال أرويو'' ومطالبتها بالرحيل قبل انتهاء ولايتها في العام ·2010 ورغم ذلك عادت أجواء المدينة في الفيليبين إلى طبيعتها المعهودة كأن شيئاً لم يكن، مما دلل على أن البلاد اعتادت هذا النوع من الاضطرابات وسئمت من التجاوب معه؛ فبين المتمردين الذين يتنطحون في حركات استعراضية بين الفينة والأخرى لذم السلطات، وبين رئيسة البلاد التي تغرق في بحر من الشائعات السيئة هي وزوجها عن سوء إدارتها للحكم وتكتمها عن أعماله السرية واستغلالها السلطة لمصلحتها الخاصة، لم يعد لدى الشعب الفيليبيني سوى المرور كالكرام على أي مواجهة جديــــدة تحــــدث بين الطرفين -شرط أن تكون بدون سفك دماء- بانتظار انتهاء الولاية الحالية لـ''جلوريا أرويو'' ورحيلها عـــن الحكم· وبشكل ميكانيكي بات الفلبينيون يتابعون الأخبار والأحداث الأمنية المتأججة، لأنهم سئموا من الصراخ ضد الرئيسة الأولى، كما سئموا من صراخ المتمردين الذين لم يخطوا الطريق الصحيح لتحقيق مآربهم· قد يظن أحدهم أن فوز ''أنطونيو تريلانس'' بمقعد في مجلس الشيوخ ناجم عن تمتعه بقاعدة شعبية واسعة، لكن الحقيقة أن الشعب أراد فقط أن يسجل اعتراضاً على أرويو فلم يجد أمامه سوى التصويت لـ''تريلانس''، الذي وبشهادة الكثير من المواطنين لا يتمتع بالشخصية الكاريزماتية والمؤثرة، كما يفتقد بشدة صفات من له قدرة على قيادة البلاد نحو الاستقرار؛ فالشعب لا يرضى أن تذهب ''أرويو'' ليحل محلها قائد متهور لا يتوانى عن اقتحام فندق في عز النهـــار لعقد مؤتمر صحفي!· وتقتضي الإشارة إلى أن شعبية ''أرويو'' انهارت، بناء على الكثير من استطلاعات الرأي المحلية، بعد ورود معلومات عن قيام زوجها بعقد اتفاقية بمليارات الدولارات على حساب الدولة بحجة إنشاء قاعدة محلية للانترنت، كما أنها لاقت اعتراضاً واسعاً من الشعب حين قررت العفو عن سلفها الرئيس السابق ''جوزف استرادا'' -الرئيس الأول في البلد الذي ثبتت عليه تهمة السرقة والنهب، حتى قبل أن يمضي يوماً واحداً في السجن- وهنا اشتم الشعب رائحة صفقة من تحت الطاولة بين الجانبين، بحيث تقوم هي بالعفو عنه، في حين يتغاضى هو عن تسليط الضوء على ممارساتها ويوقف معارضته لها· حتى أن الرئيس السابق الذي كان يساندهـــا لدى فوزها ''فيديل راموس'' توقف عن ذلك ولم يتردد عن التصريح بالقول: ''لا أحد يحب جلوريا، ولكن هل من خيار آخر أمامنا؟''؛ فالجدير بالذكر أن الرئيسة الأولى في البلاد لها حسناتها لجهة تحسين الاقتصاد وتحقيق تقدم بارز على صعيد النمو بلغ 7 في المائة عن العام الفائت، متجاوزاً كل التوقعات، ولذلك فإن مجتمع رجال المال والأعمال والاقتصاديين يقف في صفها، إذ إنها تمكنـــت أيضاً من الحفاظ على سعر صرف عال للبيزو الفيليبيني الذي بقي من أقوى العملات الآسيوية بعد الروبي الهندي· إثر استسلام ''تريلانس'' ورفاقـــه بعــد اقتحــام قــوة مــن الكومندوس للفندق وإطلاق القنابل المسيلـــة للدمــــوع، نقل عن المتمرد قولـــه: ''الخاســـر الأكبـــر هنـــــا هــو الشعب الفيليبيني، لأن جلوريـــا لا تــــزال موجــودة هنـــاك''· يذكر أن الفيليبين وهي الدولة الكاثوليكية الأولى في قارة آسيا، وكادت تكون الوحيدة، شهدت سبع محاولات انقلاب منذ العام 1986 ضد حكومات منتخبة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©