الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كيف تستطيع صحيفة عائلية صغيرة الفوز بجائزة بوليتزر؟!

كيف تستطيع صحيفة عائلية صغيرة الفوز بجائزة بوليتزر؟!
20 ابريل 2017 01:26
جيمس وارين إذا كنت تعرف «آرت كولين»، فلن تفاجأ إذا عرفت كلماته الأولى التي انطلقت عفوياً منه عندما علم قبل أيام أنه فاز بجائزة بوليتزر عن مقالاته الافتتاحية في صحيفة «ستورم ليك (ايوا) تايمز». لقد صرخ قائلا «عليكم اللعنة» ما أن شاهد عبر بث مباشر اللجنة، وهي تعلن اسمه بين الفائزين أثناء جلوسه مع أخيه «جون»، ناشر الجريدة التي تديرها العائلة، ويعمل بها عشرة أشخاص. يعمل كولين، الذي يجلس في مكتب يطلق عليه «الحطام المعدني الرمادي»، محرراً لشؤون المدينة بدوام جزئي، وكاتباً للمقالات الافتتاحية في الصحيفة التي تصدر مرتين أسبوعياً، وتوزع 3000 نسخة. وقد فاز بالجائزة على مقالاته الافتتاحية التي واجهت الشركات الزراعية ذات النفوذ الكبير في الولاية، وهي تشمل مجموعة «الأخوة كوخ»، وشركتي «كارجيل» و«مونسانتو»، وتمويلهم السري لترسيخ مصالحهم الاقتصادية المناوئة للبيئة. وكانت «تقاريره المحبوكة، وخبرته المثيرة للإعجاب وكتاباته الساحرة» واضحة تماما في أعماله التي امتدت في الواقع على مدار عامين، وإن كان قد حصل على الجائزة نظير جهوده في العام الماضي. بيد أنه أنتج هذه التقارير أثناء عمله محرراً ميدانياً يغطي أخباراً للمدينة، ومراسلاً بدوام جزئي، وكاتباً لمقالات الرأي. وهو يقوم بترتيب الصفحات الرئيسة، كما اعتاد أن يدير المطبعة حتى انتقلت عملية الطباعة إلى شيلدون بولاية ايوا التي تقع على مسافة ساعة من الزمن. وقال كولين - 60 عاماً، بعد الفوز إن «الصحافة مهمة حقاً، والصحافة الجيدة قائمة في جميع أنحاء البلاد». ومن جانبه، قال «ريتشارد لونجوورث»، وهو صحفي متقاعد، وكان يعمل محرراً ومراسلاً أجنبياً في صحيفة شيكاغو تريبيون، «لقد هاجم آرت المزارعين المحليين، والمحامين ومشرفي المقاطعات وشركة مونسانتو، ومجموعة الإخوة كوخ والأعمال الزراعية والحزب الجمهوري - وجميع الرموز في شمال غرب ايوا». يذكر أن لونجوورث هو من قام بتأريخ اقتصاد الغرب الأوسط المتغير في السنوات الأخيرة لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية. وأضاف لونجوورث، «لقد وصف السيناتور تشارلز جراسلي بمؤسسة ايوا بأنه «ليس أكثر من كلب للمؤسسة الجمهورية»، ووصف عضو مجلس الشيوخ الأخرى عن ولاية ايوا جوني إيرنست بأوصاف قاسية. وأكد لونجوورث أن «جائزة بوليتزر التي حصل عليها آرت هي بمثابة مكافأة على التحلي بالفضيلة». واستطرد «أحيانا يفوز الأشخاص الرائعون». تقع مدينة ستورم ليك التي يبلغ عدد سكانها 11 ألف نسمة، كثير منهم من المهاجرين، في شمال غرب ولاية ايوا. ومن الممكن أن يكون شتاؤها جليدياً وكئيباً. أما من الناحية السياسية، فإنها تضم الكثيرين من مؤيدي ترامب، حتى وإن كانت تصرفاته وتصريحاته بشأن الهجرة لا تزال مصدرا للقلق. وعلى سبيل المثال، فإن 88% من أطفال المدارس الابتدائية من الملونين، و75% من اللاتينيين يتحدثون نحو 21 لغة، بحسب ما قال كولين. وهكذا كان يقوم بأعماله المختلفة بالاشتراك مع زوجته «دولوريس» وابنهما «توم» وبصحبة أخيه «جون» وزوجته «ماري». وهناك أيضا كلبة الأسرة «مابل» التي تمكث في مكاتب الصحيفة معظم الوقت. يعد كولين زميلاً متحمساً يتحدث بصراحة عن الكيفية التي يتم بها استغلال القوة العاملة من المهاجرين في بلدة ستورم ليك، حيث يتم استغلال العمالة الرخيصة في ذبح الخنازير وصناعة الإيثانول من المناطق الغنية بالذرة. وكما يصف الواقع الاقتصادي المهيمن: «لذلك فإننا نشحن المكسيكيين لذبح الخنازير لأننا نبعدهم عن الأعمال التي نقوم بها مع دول اتفاقية النافتا، كما أننا نشحن الذرة ولحم الخنازير، مما يحدث تلوثاً في النهر في هذه العملية». والنهر الذي يشير إليه في أعماله التي حصل بها على الجائزة هو نهر الراكون، الذي يعد مصدراً أساسياً للمياه في مدينة دي موين بولاية ايوا، وجزءاً من معركة مكثفة بشأن البيئة. وقد أصدرت محكمة ايوا العليا حكمها في قضية كبيرة تتعلق بالبيئة وتنطوي على الأشغال المائية في دي موين، وهي مرفق مياه البلدية الذي يخدم 500 ألف عميل في دي موين والمقاطعات المجاورة. وقد ذكرت المحكمة أن الشركة لم تتمكن من الحصول على تعويضات في القضية التي رفعتها ضد ثلاث مقاطعات بشأن تلويث مياه نهر الراكون بالنترات. ولكن لسنوات عديدة، كان كولين لا يتوانى، ويعمل بالتعاون مع مجلس حرية المعلومات في ولاية ايوا. ومعاً، تمكنوا من تسليط الضوء على الجهات المانحة السرية التي تدعم دفاع المقاطعات في القضية. (جيمس وارين نقلاً عن بوينتر أورج)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©