السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سليمان نجح في الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية

26 مايو 2008 02:49
نجح العماد ميشال سليمان الذي انتخب امس رئيسا توافقيا للجمهورية، في الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية رغم احتدام الصراع السياسي في البلاد وما رافق ذلك من تداعيات امنية· وسليمان أصبح الرئيس الثاني عشر للجمهورية والرابع بعد توقيع اتفاق الطائف الذي وضع العام 1989 حدا للحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) والثالث الذي يأتي من قيادة الجيش الى الرئاسة بعد اللواء فؤاد شهاب (1958-1964) والعماد اميل لحود (1998-2007)· ويأتي انتخابه تتويجا لاتفاق الدوحة الذي وقعته الاكثرية والمعارضة الاربعاء الفائت، والذي وضع حدا لازمة سياسية حادة استمرت اكثر من 18 شهرا وبلغت ذروتها في شغور مقعد الرئاسة الاولى في نوفمبر الفائت مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود· وكان سليمان (59 عاما) عين قائدا للجيش عام 1998 عندما كان لبنان يخضع للنفوذ السوري· ورغم ان البعض اتهمه بانه مدعوم من دمشق، تمكن خلال الاعوام العشرة التي تولى فيها قيادة الجيش من البقاء على الحياد وسط الانقسام اللبناني الحاد، وخصوصا مع تفاقم ازمة الاستحقاق الرئاسي· لكن الجيش لم ينج من الانتقاد خلال المواجهات التي اندلعت بين مناصري المعارضة والاكثرية بين السابع والخامس عشر من مايو، وذلك ردا على قرارين للحكومة اعتبرا ''مساسا بسلاح المقاومة'' ووصفهما الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بانهما ''بمثابة اعلان حرب''· ودافع سليمان عن موقف الجيش مؤكدا ان دوره يكمن في البقاء على الحياد وعدم التحول الى طرف في النزاع السياسي· وقال خلال تفقده وحدات الجيش في جنوب لبنان ان ''توريط الجيش في النزاعات الداخلية يخدم مصالح اسرائيل''· وبقي سليمان محايدا خلال الازمة الرئاسية ولم يعلن ترشيحه، وظل يحض السياسيين على حل خلافاتهم مناشدا اياهم ان ''يعودوا جميعا الى تطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا ويقدموا التنازلات المتبادلة حتى نتمكن جميعا من العبور الى بر الامان''· وقال سليمان في حديث الى وكالة فرانس برس ''الجيش حياتي، انا متمسك به وأرفض ان أراه منقسما''· وأكد أنه يؤيد قيام علاقات حسن جوار مع سوريا رافضا اتهامه بأنه يخضع للنفوذ السوري· واضاف ''علينا ألا نوجه الاتهامات الى سوريا بل ان نقيم معها علاقات متوازنة كبلدين سيدين''· ورغم كونه مارونيا، وهي الطائفة التي ينتمي اليها عادة الرئيس اللبناني، شدد سليمان على رفضه زج الدين في الشؤون السياسية· وقال ان ''التربية المسيحية الفعلية تعلم المرء ان يحترم الوطن والديموقراطية والحرية وكل الديانات''· واكتسب قائد الجيش احترام اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم قبل عامين حين بادر الى حماية التظاهرات التي شهدها وسط بيروت اثر اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في فبراير2005 · يومها، رفض سليمان قمع المشاركين في التحركات الشعبية التي عجلت في انسحاب الجيش السوري من لبنان تطبيقا للقرار الدولي 1559 الصادر في سبتمبر2004 · وشهد لبنان أحداثا عدة منذ اغتيال الحريري عززت موقع سليمان، وخصوصا انتشار الجيش في صيف 2006 على الحدود مع اسرائيل في مناطق غاب عنها ثلاثة عقود، ثم خوضه معركة شرسة ضد متطرفين ارهابيين في شمال لبنان وانتصاره عليهم في سبتمبر الفائت· يتحدر سليمان من بلدة عمشيت الساحلية وانضم الى الجيش عام 1967 سائرا على خطى والده الذي كان عنصرا في قوى الامن الداخلي· وقال ''حلمت دائما بأن أصبح مهندسا لكن الوضع الاجتماعي لعائلتي لم يسعفني فعملت بنصيحة والدي وانضممت الى الجيش''، مضيفا ''لست نادما على هذا القرار رغم أن الطريق لم يكن سهلا''· تخرج من المدرسة الحربية عام 1970 وتدرج في الرتب العسكرية حتى عين قائدا للجيش في ديسمبر1998 · وقد عاش الحرب الاهلية اللبنانية بين 1975 و1990 ولم يحضر ولادة ابنته العام 1975 بسبب المعارك· وقال ''رأيتها لاحقا وكان عمرها 22 يوما''· وقائد الجيش الذي سيصبح الرئيس الثاني عشر للجمهورية اللبنانية متزوج من وفاء سليمان وله منها ثلاثة أبناء· وهو يحمل اجازة في العلوم السياسية والادارية من الجامعة اللبنانية، ويهوى السباحة والمشي وكرة المضرب·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©