الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التاريخ والاقتصاد والثقافة تعمق الهوة بين الإيجور والهان

13 يوليو 2009 02:35
يشعر الأيجور في إقليم شينجيانج بمرارة كبيرة من جراء سوء توزيع الموارد الطبيعية والتضارب الثقافي حتى وإن كان بعضهم يطمح إلى العيش بسلام مع عرقية الهان التي تشكل غالبية في الصين. وكان إقليم شينجيانج الذي انتشر فيه الإسلام في القرن الثامن مع قيام مملكة الأتراك الإيجور في جانسو الغربية (الإقليم المجاور بحسب التقسيمات الإدارية الحالية) مصهرا للحضارات والشعوب بما فيها اثنية الهان. وبعد قيام جمهورية تركستان الشرقية لفترة وجيزة، حررها الصينيون الشيوعيون «سلميا» لدى وصولهم الى السلطة في بكين في 1949 . ومن 6% في حينها ارتفعت نسبة الهان اليوم الى 40% وباتت متساوية مع نسبة الإيجور الذين باتوا يشكلون أقلية على أراضيهم. وقال احد السكان الإيجور ويدعى عبدالله إن «الصينيين الهان لا يحبوننا ويحتقروننا ونتعرض على أيديهم للتمييز». وأضاف الشاب البالغ الـ28 من العمر المقيم في أورومتشي عاصمة الاقليم «معظم المؤسسات الصينية لا تريد توظيف الإيجور وعندما توظفنا نتعرض لسوء المعاملة». وقال عبدالله الذي يعمل في مصنع حكومي للحديد «أكسب 1100 يوان شهريا (120 يورو) لكن راتب أي موظف من الهان يتراوح ما بين ثلاثة الى أربعة آلاف يوان للوظيفة نفسها». وفي تقرير نشر أخيرا بعنوان «الهوية الإيجورية مهددة» دانت منظمة العفو الدولية «عدم تحرك السلطات لوقف التمييز». وقالت المنظمة «الدولة الصينية لا تحمي الإيجور من التمييز لدى توظيفهم ما يؤدي الى معدلات بطالة مرتفعة خصوصا في شينجيانج وإلى تنامي مشاعر الغضب». واضافت «حتى حملة الشهادات الجامعية الذين يتكلمون الصينية بطلاقة يجدون صعوبة في الحصول على وظيفة». ويشدد زانج شويشينج (52 سنة) المقيم في شينجيانج وهو من الهان على المشاكل اللغوية. وقال «التواصل صعب وهذا يؤدي الى سوء فهم. والعديد من الإيجور يعلمون أن الأفق مسدود اذا لم يتكلموا اللغة الصينية. في الوقت نفسه من المفيد أن يتعلم الصينيين (الهان) هنا لغة الإيجور». واضاف «أحب هذا الاقليم وكذلك الإيجور. إنني واثق من أننا سنتجاوز هذه المحنة». ويتخذ عدد من الإيجور من الجيل الجديد المثقف موقفا مماثلا. وقال أكبر «في السنوات الاخيرة كانت الاقليات على توافق تام مع الصينيين وتحسنت حياتنا». وتقول الحكومة إن الاضطرابات أوقعت 184 قتيلا لكن المعارضة الإيجورية المقيمة في المنفى ربيعة قدير تؤكد أن آلاف الأشخاص من الإيجور قتلوا. وتؤكد بكين أن الاضطرابات وقعت بتحريض من الخارج خصوصا بتحريض من قدير لضرب «التعايش العرقي». وقال زابوتي وهو من الإيجور أمام مسجد مغلق قريب من سوق أورومتشي الشرقية «يقولون إن الاضطرابات غير مرتبطة بمشاكل دينية لكن منذ أن بدأت لا يسمح لنا بالتوجه الى المسجد». وقال إن الإيجور لم يفاجأوا لأن الحكومة كانت تعتبر على الدوام المساجد أرضا خصبة لتنمية التطرف والنزعة الانفصالية. وبحسب منظمة العفو تمارس السلطات «رقابة مشددة على المساجد ورجال الدين» وقد «يخسر الموظفون عملهم إذا قاموا بأي نشاط ديني» و»لا يسمح لمن هم دون الـ18 بدخول المساجد ولا تلقي تعليم ديني». وقال التاجر ميميتي جيانج «وراءنا عقود من القمع». وخلص الى القول «لكن بعد الاضطرابات الاخيرة أخشى أن يصبح الوضع اكثر تعقيدا».
المصدر: اورومتشي، الصين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©