أمين الدوبلي (أبوظبي)
عبر علي مبخوت مهاجم الجزيرة، نجم الخليج وهداف آسيا، عن سعادته الكبيرة بإنهاء موسم 2015 - 2016 بأغلى الألقاب، مشيراً إلى أن الجزيرة محظوظ بإدارته العليا، وعلى رأسها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، الرئيس الفخري للنادي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس النادي، والشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس النادي، رئيس شركة الكرة، مؤكداً أن الجيل الحالي من اللاعبين وتضحياته كانت تستحق بطولة، وأن كلمة السر في إنجاز الكأس هي روح الفريق.
وقال علي مبخوت في حواره الخاص مع «الاتحاد»، قبل أن يسافر أمس للخارج لقضاء إجازة قصيرة: «إن دور الجهاز الفني بقيادة تين كات كان مهماً في استعادة ثقة اللاعبين، لأنه منح الثقة لكل من يستحقها، وأشاع العدل بعد رفعه لشعار البقاء للأفضل في التدريبات، ونحى جانباً مسالة الأسماء، والأهم من ذلك كله أنه اختار الطريقة التي تتناسب مع إمكانات اللاعبين».
وعن تجاهل الجزيرة في الترشيحات للتأهل لنهائي الكأس أو الفوز باللقب، يقول مبخوت: «كنت أسعد الناس بهذا التجاهل، وأيضاً بالتقليل من حظوظ الجزيرة، لأنها رفعت الضغوط من على عاتقنا، ووضعتها على المنافسين، لكني كنت أتوقع أن عودتنا مرتين للقاء في مباراة الشارقة سوف تعطي تحذيراً لمن يفرط في التقليل من إمكانات الفريق، وهذا لم يحدث، ولكن إجمالاً أنا أؤكد أن هذا التقليل أتى بمردود عكسي على اللاعبين، وكان حافزاً كبيراً لهم، لأنه استفزهم وجعلهم يقاتلون من أجل إثبات أنفسهم».
وعن تجربته مع الجزيرة وتجربة الجيل الحالي من اللاعبين الصاعدين، قال مبخوت: «الجزيرة أكثر فريق في الدولة يهتم بلاعبيه الصاعدين، وأشهد بأنه كسر قاعدة اللجوء للمهاجم الأجنبي معي شخصياً، فكان يجعلني خياراً أول، ثم يفكر في التعاقد مع مهاجمين آخرين لإكمال المهمة، وهذا الموقف لم يحدث بأي نادٍ آخر بالدولة، وأنا أثمن هذا الموقف من إدارة النادي، وأقاتل من أجل إثبات جدارتي بثقة الإدارة، ولا أخفي عليكم بأنني أستمتع بالمنافسة مع اللاعبين الأجانب، فقد لعبت بجوار بيانو، ثم ريكاردو أوليفيرا، وباري، وميركو فوسينيتش، وغيره وتعلمت منهم الكثير، وأستمتع بالمنافسة معهم لأنها تحفزني دائماً لتقديم الأفضل».
وقال مبخوت: «الجزيرة أكثر فريق يهتم بصناعة المواهب وإتاحة الفرص لهم، والدليل على ذلك أننا بدأنا نحصد ثمار هذا التوجه في الموسم الحالي، فقد حققنا بطولة الكأس بأقل تكلفة لأن إدارتنا تستثمر في أبناء الإمارات للمستقبل، وأصبح بالفعل لدينا جيل مميز من اللاعبين في كل المراكز أشعر بسعادة بالغة في اللعب معهم».
سر التصريح
وعن سر تصريحه في وسط الموسم عندما كان الجزيرة متعثراً، والذي قال فيه: «لن أتخلى عن الجزيرة أبداً في هذا الموقف»، ولماذا أدلى به في هذا التوقيت الصعب، قال مبخوت: «تلاحقني الشائعات، وفي مرحلة ما بين الدورين في الموسم المنقضي كنت في كل يوم أتلقى شائعة جديدة، والفريق كان بحالة مهزوزة، والنتائج كانت سيئة، وعندما شعرت بأن هذه الشائعات سوف تؤثر على الفريق سلباً، وتهز استقراره النفسي قطعت الشك باليقين، وقلت بأنني لن أتخلى أبداً عن الجزيرة في هذه الظروف، بل وأكدت أن الجزيرة سيعود بقوة، وسيثبت للجميع أنه على قدر التحدي».
وأضاف: «أحمد الله أن هذا الكلام وجد صداه عند اللاعبين، وأن الفريق بدأ يستعيد بريقه، وتتحسن نتائجه، وأنهى موسمه ببطولة غالية، كني أقول في نفس الوقت بأننا يجب أن تكون هذه البطولة مجرد بداية للعمل في المرحلة المقبلة، وليست نهاية، لأننا ما زلنا نحتاج لأمور كثيرة كي نحافظ على تميزنا، ونحقق بطولات أخرى، ويجب أن يكون لقب الكأس دافعاً لنا للأمام، وأن تتجدد طموحاتنا وآمالنا في تحقيق المزيد من الألقاب».
مشهد النهائي
وعن مشهد النهائي، قال مبخوت: «لن ننسى وقفة الجماهير معنا، وأجمل شيء في جماهير الجزيرة أنها تكون معنا في وقت الحاجة إليها، وليست جماهير احتفاليات فقط، كانت الجماهير أكبر عون لنا في فترة الكبوة، وكانت معنا في مرحلة الخروج من الكبوة، وكانت معنا في النهائيات والمباريات الحاسمة، وهذه البطولة أقل شيء يمكن أن نقدمه لهم، فقد كانوا اللاعب رقم واحد في الملعب، وأقول بأننا نستمد العون للمستقبل من هذه الوقفة المميزة».
وتحدث مبخوت عن الكأس الثالثة في تاريخ الجزيرة، قال: «نعم هذه هي الكأس الثالثة لي مع الجزيرة، لكنها لها مذاق خاص عندي، لأنني لم أشارك في نهائي نسختي 2011 و2012، ولم أكن أساسياً بالفريق، حيث إنني كنت في بداية مسيرتي، وبالتالي فهذه البطولة لها مذاق خاص عندي، وأشعر بالسعادة لما قدمته فيها، وأنا أقول بأن مصافحة راعي الحفل شرف كبير لنا جميعاً، ووسام على صدورنا، وأقول أيضاً بأن ابتسامه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، التي رأيتها بنفسي عند التتويج تساوي الكثير عندنا جميعاً».
شخصيات وراء الإنجاز
وعن الأشخاص الذين كانوا وراء هذا الإنجاز، قال مبخوت: «الشيخ محمد بن حمدان بن زايد أول شخص يستحق الفرحة، وأنا أعتبره وراء هذا الإنجاز، لأنه كان قريباً منا دائماً، ونحن جميعاً نشعر بالسعادة والثقة لوجوده، وكنا ندرك دائماً بأنه يستحق التتويج، ويستحق ما هو أكثر من بطولة، ونحمد الله أننا أهديناه بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لأنها أغلى البطولات، ونعاهده وكل من ساندنا على الاجتهاد والعمل أكثر في المستقبل من أجل مضاعفة الإنجازات».
أهم هدف دون احتفال
برغم حالة الفرح الكبيرة التي تسود قلعة الفخر ببطولة الكأس، وبرغم مساهمة علي مبخوت الكبيرة في تحقيق الكأس هذا الموسم، فإننا عندما سألنا مبخوت عن أهم هدف في حياته، أكد أنه الهدف الذي سجله في مرمى اليابان خلال بطولة أمم آسيا يناير 2015، وهو الهدف الذي قاد منتخب الإمارات للتأهل إلى نصف نهائي آسيا، وأقصى به منتخب اليابان بطل آسيا بركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بالتعادل الايجابي1/ 1.
وقال مبخوت:«برغم إنني لم أحتفل بهذا الهدف، نظراً لظروف وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في نفس اليوم، فإنني أعتز به كثيراً، وأعتبره أهم هدف في حياتي».
رسالة إلى الأبطال
وجه علي مبخوت رسالة إلى زملائه اللاعبين في الفريق قائلاً: «أقول لزملائي في الفريق كنتم أبطالاً، وثقتي فيكم بلا حدود، لأنكم صنعتم الإنجاز من العدم، فبطولة كأس رئيس الدولة لم تأت من فراغ، لكنها جاءت بعد إقصاء الشارقة والأهلي الأكثر تتويجاً ببطولات الكأس، والعين هو أكثر فريق تم تتويجه بالبطولات في الدولة، وأنا أشكر روح التحدي والإصرار والعزيمة لديكم، وأوجه الشكر الخاص لعلي خصيف قائد الجزيرة، لأنه تحمل المسؤولية بشجاعة كبيرة، وكل يوم يكشف عن معدنه الأصيل».
فوز الريال أمر عادي
أكد علي مبخوت أنه يعشق فريق ريال مدريد، ولاعبه المخضرم رونالدو، وأنه توقع أن يفوز الريال بلقب دوري أبطال أوروبا، مشيراً إلى أنه وبرغم صعوبة المنافس أتلتيكو مدريد إلا أنه لم يساوره شك في قدرة الريال على حسم اللقب.
وقال مبخوت: «زيدان أضاف الكثير للريال في المرحلة الأخيرة، وأهم ما أضافه هو روح التحدي، ويحسب له أن نتائج الفريق تحسنت فوراً بعد توليه المسؤولية، وأنه أنهى الموسم بأهم بطولة في قارة أوروبا».
عدد اليوم
