الأمم المتحدة: الوضع في ابيي كارثي

وصف الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة اشرف قاضي الوضع في مدينة ابيي التي شهدت معارك ضارية مؤخرا بين القوات الحكومية السودانية و''الجيش الشعبي لتحرير السودان'' بأنه كارثي· وقال بعد قيامه بزيارة المدينة بحماية كتيبة من الجنود الزامبيين الدوليين ''ذهبنا الى وسط المدينة·· لم يبق شيء·· احترق كل شيء·· إنها مأساة انسانية ويجب ألا يتكرر ذلك أبدا''· وكانت وقعت خلال الاسابيع الاخيرة مواجهات بين الجيش السوداني ومتمردين جنوبيين مما هدد اتفاق السلام الشامل المبرم بين الجانبين عام ·2005 ولم تعرف بعد حصيلة الخسائر البشرية للمواجهات، لكن مشاهد الخراب وسط المدينة تدل على ضراوة المعارك التي دارت· وقبل اسبوعين فقط كان يسكن المدينة ثلاثون ألف نسمة في أكواخ من الطين من حول سوق مكتظة· ومن السوق لم يتبق سوى بعض الجدران المحترقة بينما ما زالت أعمدة الدخان ترتفع من حرائق متواصلة· وباتت اطلال تلك المدينة المهجورة عرضة للنهب· وأعلنت السلطات السودانية مقتل 22 جنديا وجرح 45 في معارك الثلاثاء الماضي فقط· وأكد أطباء من مستشفى اغوك البلدة التي تقع جنوب ابيي إنهم عالجوا 135 جريحا ينتمي 134 منهم الى ''الجيش الشعبي لتحرير السودان''· وقال جيسون ماتوس منسق الامم المتحدة في ابيي ان عدد النازحين قد يصل الى تسعين ألفا· وشكلت المعارك أحد أخطر انتهاكات اتفاق السلام الشامل الذي وضع حدا لحرب أهلية دامت 21 سنة· ولم تجتمع اللجان التي شكلت تحت إشراف الأمم المتحدة والمكلفة تطبيق الاتفاق منذ الثلاثاء· وقـــــــال قاضي ''هذا ما نركز عليه ونريد التأكد من عدم تدهور الوضع وعدم التسبب في مشكلة أكبر· مقرا بخطر تفاقم الوضع· ويفترض ان يقرر الجنوبيون مصيرهم في استفتاء عام 2011 على ان يجري في السنة نفسها في ابيي استفتاء مستقل يقرر فيه سكانها ما إذا كانوا يريدون الابقاء على النظام الإداري الخاص الذي يتمتعون به حاليا في ظل سيادة حكومة الشمال عليهم أم يرغبون في الانضمام الى الجنوب· وقال قاضي ان اعمال العنف قد تمتد بسهولة الى مناطق اخرى وتهدد اتفاق السلام برمته، مضيفا ''اننا نعمل مع الطرفين لتجاوز هذه الازمة''·