ماكين وأوباما يتبادلان هجمات شرسة في الحملة الانتخابية

توحي الهجمات المتبادلة الأخيرة بين المرشحين المرجحين للبيت الأبيض الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك اوباما بأن الحملة أوشكت على نهايتها بدلا من أن تكون في مستهلها وقد تكون بداية معركة حامية في نوفمبر· وبينما يشارف الترقب المحيط بنتيجة الانتخابات التمهيدية لدى الديمقراطيين، على الانتهاء فإن كلا من عضوي مجلس الشيوخ يهاجم مباشرة الآخر على الصعيدين السياسي والشخصي مستخدمين عبارات قاسية بشكل غير اعتيادي قبل أكثر من خمسة أشهر على الانتخابات الرئاسية، ويصف ماكين خصمه الديمقراطي بأنه ساذج وضعيف وخطر وانتهازي غير قادر على الوفاء بوعده تحرير السياسة الأميركية من حدة التحزب· ويمكن تلخيص هجمات اوباما على ماكين بأحد شعاراته الأخيرة ''قرر جون ماكين أن يكون مرشح الولاية الثالثة لجورج بوش'' ملمحاً إلى أن مقترحات خصمه ليست سوى تكرار لفشل الرئيس الأميركي جورج بوش، واذا كانت العلاقات بين ماكين والمرشحة الديمقراطية الأخرى هيلاري كلينتون يسودها احترام متبادل بسبب عملهما السياسي سابقا في واشنطن فمن الواضح أن نفوراً فعلياً يظهر بين ماكين واوباما· ويرى ماكين أن اوباما شخص وصولي وساذج لدرجة لا تمكنه من مواجهة الحقائق في العالم، وقال ''بالنسبة لشاب لا يتمتع بخبرة كبرى، لقد تدبر أمره بشكل جيد جدا''· وكرر القول إن أفكار اوباما لا سيما حول احتمال إجراء مفاوضات مع أعداء الولايات المتحدة أو تخفيف القيود عن كوبا تشكل خطراً على الأميركيين في عالم يشهد تهديدات· لكن انتقادات اوباما ركزت بشكل تهكمي ولاذع على سن خصمه، فقد كرر اعجابه بـ''نصف القرن'' الذي أمضاه جون ماكين في خدمة بلاده، كما استفزه معتبراً إياه حديث الخبرة في المجال الاقتصادي بينما يواجه الأميركيون أزمة مالية، وهذا الأسبوع شن هجوما ضد ماكين مستهجنا قراره عدم دعم قانون يصب في مصلحة قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان والذي يعارضه بوش، ورد ماكين فورا في بيان قائلا ''من المعتاد أن يستخدم اوباما مقاعد مجلس الشيوخ لشن هجمات على خصم ما والتعاطي في مسألة ليس له أي معرفة فيها''· واضاف ''لن اقبل اي درس من جانب اوباما الذي لم ير أنه من مسؤوليته خدمة بلادنا عسكريا، حول الطريقة التي سأتعاطى فيها مع اولئك الذين فعلوا ذلك''· ويواجه ماكين سلسلة فضائح تشمل العديد من مستشاريه الناشطين في مجموعات ضغط، واضطر العديد من أعضاء فريق حملته الانتخابية للاستقالة في الأسابيع الماضية، وفي محاولة للحد من الاضرار حدد ماكين قواعد جديدة ترغم ناشطي مجموعات الضغط العاملين في حملته على التخلي عن أنشطتهم المهنية وكل علاقات تربطهم بدول أجنبية، ومطلع الأسبوع اضطر توم لوفلر أحد رؤساء حملة تمويل ماكين، للتخلي عن مهامه، وقبله اضطر مستشاران مهمان هما دوج جوديير ودوج دافنبوت للاستقالة بعدما كشفت الصحافة انهما قاما بحملة علاقات عامة لصالح المجلس العسكري الحاكم في بورما، كما اثيرت شبهات حول رادي شونمان المستشار الرئيسي للسياسة الخارجية لماكين الذي قام بحملة تعبئة لصالح عدة حكومات في الخارج مثل البانيا وكرواتيا ومقدونيا، واللائحة لم تنته بعد· فالمستشار السياسي الرئيسي لماكين تشارلي بلاك يواجه انتقادات لإدارته شركة ترويج كان لها زبائن من ''أسوأ الطغاة في العالم''، بحسب منظمة ''موف اون'' اليسارية·