الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماكين ··· اللغز

26 مايو 2008 03:04
ما أصل المادة؟ ولماذا تختفي كل تلك السفن في ''مثلث بيرمودا''؟ وهل يوجد فعلاً وحش في بحيرة ''لوتش نيس'' الأسكوتلندية؟ هذه بعض من ألغاز الكون التي لم يُعثر لها على حل بعدُ، وفيما يلي لغز جديد لتضيفوه إلى هذه القائمة: ففي استطلاع تلو الآخر، يقول حوالي ثلثي الأميركيين إنهم يعارضون الحرب في العراق، وإنهم يعتقدون أن الأمور في العراق تمضي على نحو سيئ بالنسبة للولايات المتحدة، وإنهم لا يؤيدون الطريقة التي يتعامل بها الرئيس ''بوش'' مع الحرب، بل ويعتبرون أن قرار شن الحرب كان خاطئاً في الأصل، ويريدون من الرئيس المقبل إنهاء الحرب بسرعة، ومع ذلك -وهنا يكمن اللغز- تُظهر استطلاعات الرأي أن عدداً متزايداً من الأميركيين يثقون بمرشح الجمهوريين المفترض ''جون ماكين'' أكثر من أي من المرشحيْن الرئاسييْن الديمقراطييْن فيما يتعلق بالتعاطي مع الحرب في العراق· رجاء، حاولوا فك هذا اللغز! فـ''ماكين'' هو المرشح الرئاسي ذاته الذي تعهد بمواصلة سياسات إدارة ''بوش'' ذاتها التي أوقعتنا في الفوضى التي نحن غارقون فيها اليوم، والواقع أن سجل ''ماكين'' من الأخطاء بخصوص موضوع العراق يكاد لا يضاهيه أي سجل آخر، وفيما يلي صور لـ''ماكين'' وهو يرتكب الخطأ تلو الخطأ بخصوص العراق منذ اليوم الأول: ففي نوفمبر 2001 قال لـ''فوكس نيوز'': ''إن صدام حسين يعمل على تطوير أسلحة الدمار الشامل بأسرع وتيرة ممكنة''، وبحلول فبراير ،2003 زاد ''ماكين'' من تضخيم مقدرات صدام، محذراً الأميركيين من أن ''لصدام القدرة على تحويل العراق إلى خط لإنتاج الأسلحة لشبكة القاعدة''· خطأ في خطأ، ولكن لا بأس، فلن نُحمل ''ماكين'' وِزر تحريف إدارة ''بوش'' للتقارير الاستخباراتية، ولكن دعونا الآن نرَ كيف تصرف ''ماكين'' بخصوص التنبؤات الأخرى بخصوص العراق يا ترى؟ على مؤشر ''تشيني رامسفيلد للتفكير الموهوم''، نال ماكين 10 على 10 حيث قال للصحفي ''لاري كينج'' من قناة ''سي إن إن'' في 2002: ''أعتقد أن النجاح سيكون سهلاً''· مستنقع؟ تمرد؟ كلا، لم يأت ''ماكين'' على ذكر أي من ذلك، وإنما قال للصحفي ''وولف بليتزر'' في 2002: ''إننا لن نصل إلى القتال من منزل لمنزل ولن تكون ثمة إراقة للدماء''، وبحلول مارس 2003 كان ''ماكين'' قد أصيب بعدوى الحماس ''الرامسفيلدي''، حيث قال: ''لاشك لديَّ أننا سنلقى الترحيب باعتبارنا محرِّرين''· أما فيما يخص التنبؤ بالصراعات الطائفية التي دمرت العراق منذ أن ''حرّرناه''، فقد كان ''ماكين'' مخطئاً أيضاً حيث قال بثقة على قناة ''إم إس إن بي سي'' -في أبريل 2003-: ''لا يوجد تاريخ لاشتباكات عنيفة بين السنة والشيعة وبالتالي، فأعتقد أنهم سيتفاهمون، على الأرجح''! الحقيقة هي أن ''ماكين'' نادراً ما شكك في مجمل الاستراتيجية التي تبنتها إدارة ''بوش'' بخصوص العراق، وقد جدد مؤخراً التأكيد على التزامه بالحفاظ على القوات الأميركية هناك إلى أن يصبح العراق ''دولةً ديمقراطية ومزدهرة ومستقرة ومسالمة''، واعداً بـ''النصر''، والحال أنه لم يشرح أبداً كيف ستبدأ استراتيجية أثبتت فشلها حتى الآن في النجاح على نحو سحري في ·2009 بالطبع، ربما أقنعه نجاحُه مع الجمهور الأميركي -في الوقت الراهن- بأنه إذا عمل المرء على تكرار شيء لما يكفي من الوقت وبما يكفي من الثقة، فإن الناس سيشرعون في تصديقه، والأدهى أن ''ماكين'' مستمر في التبجح بخبرته في شؤون الأمن القومي، ويلح على أن منافسه الديمقراطي الرئيسي ''باراك أوباما'' ساذج و''لا يفهم العناصر الأساسية للأمن القومي والحرب''، وذلك على الرغم من أن ''أوباما'' -وخلافاً لماكين ''المحنك''- كان على صواب بخصوص موضوع العراق منذ البداية· ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي، على نحو مدهش -وغير مفهوم!- إلى أن أغلبية من الأميركيين يؤيدون ''ماكين''· إذا كنت واحداً منهم، فهناك جسر أريد أن أبيعك إياه، وهناك جولة مقبلة في ''مثلث بيرمودا'' ربما تكون مهتماً بالمشاركة فيها· روزا بروكس كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©