الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد الخدادي: أثبتّ جدارتي.. وتفوقي على مدربي

أحمد الخدادي: أثبتّ جدارتي.. وتفوقي على مدربي
14 يوليو 2009 00:41
ما أجمل أن تجد العمل الذي حلمت به طويلا لتستمتع بأدائه وتحرص عليه وتحقق الجودة المطلوبة فيه، وتسعى جاهدا لمعرفة المزيد عن خباياه وتفاصيله الدقيقة، فتتطلع لما هو أبعد، إلى اليوم الذي ترى نفسك فيه جزءا لا يتجزأ من مهنتك. قلة قليلة تحلم مثلما يحلم أحمد الخدادي، البيطار العربي الوحيد في إسطبلات الخيول الإماراتية الذي يتبع الطريقة الفرنسية في البيطرة، يعشق مهنته بشكل جنوني فلا يتهاون في إرضاء الخيول وتوفير كل سبل الراحة لحوافرها ويسعد عندما يراها تغادر بخطوات رشيقة سلسة تدل على أن المهمة تمت على أكمل وجه. المهنة الهواية يقول الخدادي: «درست الكمبيوتر والتجارة وعملت في تصميم الأزياء ولكني لم أجد متعتي إلا بعد عملي مع الخيول، فمعالجة خيل مريض هو أفضل عمل يمكن أن أقوم به» ويسترسل بانفعال متذكرا لحظة الإعجاب الأولى بمهنة البيطار: «كان جدي يمارس هذه المهنة فلفتت انتباهي وجذبتني، فقررت في عام 1997 أن أمتهن هذه المهنة الجميلة وبدأت في المغرب ثم تابعت اختصاصي في فرنسا وخضت مباريات في الحدادة والبيطرة التي تقام بشكل سنوي في أوروبا، وأحرص دائما على المشاركة في مثل هذه البطولات التي تساعدني في تطوير قدراتي المهنية بالإضافة إلى تطوير موهبتي الفنية في الحدادة». التدريب المهني بفضل نشأة الخدادي في مدينة «تازة» في المغرب، ضمن عائلة تمتهن الحدادة، فتعلم فنونها منذ نعومة أظافره كما يقول: «عندما كنت في العاشرة من العمر كنت أرافق والدي وجدي إلى ورشة الحدادة، فعملت هناك بعد الدوام المدرسي وفي أوقات فراغي وخلال إجازتي الصيف والربيع، إلى أن أصبحت حدادا ماهرا، ومن ضمن الأعمال التي كنا نقوم بتشكيلها حدوات الخيل التي يطلبها البياطرة ونبيعها بالجملة وبالتقسيط». ويضيف: «التحقت بجمعية التدريب المهني، بفضل تعاون وزارة الزراعة وتربية المواشي في المملكة المغربية مع منظمة اليونسكو العالمية وجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة للارتقاء بالخيول في المغرب من خلال إعداد بياطرة مؤهلين لمعالجة الخيل بالطريقة الباردة وأساسيات العناية بالخيل مثل التقليم وتسوية القدمين لتحقيق التوازن، فتم قبولي للالتحاق بالتدريبات، إلى أن تم تأهيلي للعمل كبيطار في تازة، حيث تم تأهيل بيطار واحد لكل مدينة». الوصول إلى الإمارات لم تتوقف طموحات الخدادي عند هذا الحد، فسعيه لإجادة مهنته دفعه للبحث عن أفضل أماكن تدريب البياطرة في أوروبا، وبين بلجيكا وفرنسا توصل لقبول أوراقه وإجراء الاختبارات إلى أن حصل على العديد من الشهادات الموثقة من قبل أهم مدربي مهنة البيطرة، فتم توظيفه كبيطار لخيول منتخب المملكة المغربية للقفز على الحواجز، يقول: «شاءت الصدف أن ألتقي مصادفة مع «أندري جيري»- أحد أهم البياطرة الفرنسيين، فأعجب بأدائي واقترح علي أن أطور عملي وأجرب الطريقة الفرنسية فهي طريقة مميزة في العالم حيث تقلل نسبة الأخطاء عن الطريقة التقليدية، فتدربت معه تدريبا تكميليا وقدم لي شهادة من فرنسا، وعندما عاد إلى وطنه حللت مكانه وقصدوني زبائنه الخاصين وأثبت جدارتي وتفوقي على مدربي بشهادة عملائي إلى أن حققت سمعة طيبة في المغرب وعملت بعدها بيطار في إسطبلات الأميرة للا أمينة». وعن عمله في إسطبلات العين يقول: «خلال زيارتي لموقع اتحاد البياطرة الفرنسي عبر شبكة «الإنترنت» رأيت إعلاناً لوظيفة بيطار يعتمد الطريقة الفرنسية للعمل في مزارع سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، فأرسلت أوراقي وتم قبولي للعمل سنة 1996، ومنذ ذلك الوقت وأنا لا أزال أعمل على تطوير مهنتي من خلال حرصي على المشاركة في معرض دبي لجمال الخيول العربية». الحدي الفرنسي تختلف طريقة الحدي الفرنسية عن الطريقة التقليدية بكونها لا تترك مجالاً للخطأ في ضبط قياس الحدوة وقياس الحافر، يقول الخدادي: «يعتمد الحدي البارد على اختيار حدوة جاهزة مرقمه بأرقام تقارب قياس حافر الخيل ويتم تركيبه ومن ثم تقليم وترتيب الحافر، فمثلا لحدي خيل عربي يختار البيطار أصغر حدوة نظرا لصغر حافر الخيل العربي، على خلاف الحدي البارد الذي يقوم فيه البيطار بتصميم حدوة خاصة ملائمة تمام لحافر الخيل، كما أنها تشكل قالب لحافره فتأخذ الشكل الهندسي له عندما توضع ساخنة لتأكيد القياس وتثبيت الحدوة جيدا وبتالي لن تتحرك الحدوة من مكانها، إضافة إلى دور النار في قتل البكتريا التي قد تكون على الحافر». أدوات البيطار يلفت الخدادي إلى أهمية أخذ النظافة بعين الاعتبار عند معالجة الخيول، ويقول: «على البيطري أن يحرص على أن تكون أدواته الخاصة حديثة ومطهرة خالية من الصدأ، وهناك العديد من الأدوات تصل إلى العشرين قطعة لا غنى عن واحدة منها، ويجب على البيطار مراعاة الدقة بالذات عند اعتماد الطريقة الفرنسية، وهناك حالات يكون الخيل فيها مصاب بمرض ما يتطلب استخدام أدوات خاصة تختلف من حالة إلى أخرى، وتستغرق مدة تجهيز حدوة الخيل ربع ساعة للرجل الواحدة، وقد تصل إلى ساعتين في حالة الخيول المصابة أو التي تعرج. يتنقل الخدادي يوميا بين إسطبلات الخيول في العين للاطمئنان عليها، يقول: «إذا لمحت فرسا تعرج أخذها مسرعا لأبدل حدوتها بأخرى جديدة تعيد التوازن إلى خطواتها، فأنا أجد في الحدادة والبيطرة متعة لا توصف وإحساس بالرضا عند معالجتي لخيل مريض، وأسعى دائما إلى تخفيف الآلام عن الخيول المريضة في وقت قياسي». وعن أحلامه يقول: «أحلم أن أكمل تدريباتي في فرنسا وأتخصص في جراحة العظام وأتعمق في وظائف وتركيب عظام الخيل، لأنني أتمنى في يوم من الأيام أن يذكر التاريخ اسمي كبيطار مثل آينشتاين عند ذكر الفيزياء ومارادونا عند ذكر كرة القدم».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©