السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهاشمي يتهم المالكي بتحويل العراق ممراً للميليشيات

الهاشمي يتهم المالكي بتحويل العراق ممراً للميليشيات
6 مارس 2013 23:53
هدى جاسم، وكالات (عواصم) - اتهم نائب الرئيس العراقي المتهم بالإرهاب طارق الهاشمي أن المالكي جعل العراق منطقة عبور ترانزيت لميليشيات إيرانية وعراقية وقوافل جوية وبرية لا تنقطع من طهران باتجاه دمشق. بينما عززت قوات الجيش العراقي تواجدها في معبر ربيعة الحدودي بالدبابات والطيران الحربي. وسعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى بث التهدئة في نفوس العراقيين، بعد تحذيرات أطلقها منذ أيام من أن الحرب في سوريا التي تتخذ طابعا طائفيا متزايدا، قد تتخطى الحدود وتشعل من جديد الصراع الطائفي في العراق. وكثف المهاجمون الانتحاريون بالفعل هجماتهم في الأسابيع القليلة الماضية إلى مستوى لم يشهده العراق منذ سنوات. وقال مسؤولون أمنيون إن المسلحين الذين حفزهم الصراع في سوريا، يحرزون تقدما ويجتذبون متطوعين في العراق ويعيدون تجميع صفوفهم في الصحراء الواسعة حيث يجري نهر الفرات عبر البلدين. واتهم الهاشمي رئيس الوزراء العراقي وحكومته بأنها “أصبحت أداة بيد الولي الفقيه لإسناد النظام السوري الظالم ضد تطلعات شعب سوريا الأبي”. وأضاف أن “المالكي لم يكتف بجعل العراق منطقة عبور لميليشيات إيرانية وعراقية، بل لقوافل جوية وبرية لا تنقطع من طهران باتجاه دمشق، وزاد على ذلك أمس بالدخول في صراع مسلح عندما توغلت قوات من الجيش العراقي الأراضي السورية وهاجمت قوات الجيش السوري الحر في اليعربية”. وتساءل “أين هي مصلحة العراق في هكذا أفعال؟”. من جهة أخرى قال الهاشمي على صفحته في موقع فيسبوك “سأفاجئ الجميع وأعود في الوقت المناسب، وعندما تسنح أول فرصة ولن أتأخر”. وصدرت بحق الهاشمي خمسة أحكام بالإعدام من قبل القضاء بقضايا “إرهاب”، لكنه عد القضاء العراقي “مسيسا”، معلنا براءته من “تلك التهم الزائفة”. وكان المالكي حذر طويلا من انتقال الصراع السوري للأرض العراقية وإشعال الصراع الطائفي في البلد، بالتزامن مع تظاهرات واعتصامات في ست محافظات عراقية مستمرة منذ 74 يوما. كما حذر “السنة من السماح للمتطرفين باستغلال الاحتجاجات”، وسعى لتهدئتهم بالتعهد بتعديل القوانين والإفراج عن معتقلين. لكنه سعى أمس إلى بث التطمينات في نفوس العراقيين، وقال في كلمته خلال حفل تنصيب رئيس أساقفة الكلدان لويس روفائيل الأول ساكو بطرياركاً جديداً للكلدان في العراق والعالم “نحن شعب واحد نتنوع، نتعدد، ننتمي، نحمل هويات، ولكننا نلتقي عند القواسم والمشتركات والتي هي العراق أولا، والشعب العراقي ثانيا، ووحدتنا الوطنية وكيفية أن نكون متساوين أكفاء في بلد يحمينا ويرعانا جميعا”. وطالب “جميع علماء الدين العراقيين مسلمين ومسيحيين، التأكيد على احترام الانتماءات المختلفة والوقوف عند حدود الهوية الوطنية التي لا تميز بين عراقي وعراقي”، مؤكدا على أن “العراقيين لا يميزون بين بعضهم البعض على أساس الهوية والانتماء”. وشدد “على المسيحيين ألا يخافوا، فهم ليسوا طارئين على هذا البلد، هم أهل البلد الأصليون، أصحاب العقول الذين ساهموا وأسهموا كثيرا في بناء العراق عبر محطات مختلفة من التاريخ”. ولفت المالكي إلى أن “العراقيين اجتازوا الكثير من التحديات لكن لا يزال أمامهم تحدي الشراكة والتعاون والالتحام حتى نصل إلى الجانب الآخر، والبعد عن الكره والبغض على أساس التخلص من التعصب والطائفية والعنف وإخضاع الآخر التي حملها لنا الجهلاء”. وكانت وزارة الدفاع العراقية قالت بعد الهجوم على السوريين الذي أنحت باللائمة فيه على متسللين من سوريا أمس الأول “نحذر وبشدة كافة الأطراف المتصارعة في الجانب السوري من نقل صراعهم المسلح داخل الاراضي العراقية أو انتهاك حرمة حدود العراق، وسيكون الرد حازما وقاسيا وبكل الوسائل المتاحة لمن يحاول المساس بحدود وأمن العراق”. والأزمة السورية لها حساسية خاصة لدى القيادة في العراق، فبغداد على صلة وثيقة بإيران الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد، لكن الحكومة العراقية تؤكد انها لا تنحاز إلى أي جانب في الصراع السوري الذي يزيد من هوة الانقسام الطائفي في المنطقة. وقال العراق إن الجنود السوريين الذين لجأوا إلى العراق هربا من تقدم لمقاتلي المعارضة، تعرضوا لكمين مسلح أثناء نقلهم إلى بلادهم، لكن دخولهم الأراضي العراقية يثير الشكوك بشأن حياد بغداد. وبالنسبة للمالكي فإن هزيمة الأسد تهدد بوضع دمشق تحت قبضة المتشددين المعادين لبغداد. ولم تصل أحدث موجة من العنف في العراق إلى ذروة الصراع الطائفي الذي شهدته البلد في 2006 و2007، حين سيطر متشددون متنافسون على أجزاء من بغداد وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وكانت التفجيرات الانتحارية تحدث بشكل يومي. لكن الهجمات الانتحارية باستخدام أفراد يرتدون أحزمة ناسفة أو يقودون سيارات ملغومة، تحدث بواقع هجومين تقريبا كل أسبوع منذ يناير الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 230 شخصا مناطق متعددة من العراق. ويعتقد المسؤولون الأمنيون أن المسلحين يستغلون سخط المحافظات الغربية والشمالية بالعراق التي تشهد منذ أسابيع احتجاجات ضد المالكي متهمين إياه بتهميش السنة. ويقول خبراء أمنيون إن جماعات متشددة مرتبطة بـ”القاعدة” تحاول اكتساب شرعية من خلال ربط كفاحها بالتمرد ضد الأسد. وقال رمزي مارديني من المعهد العراقي للدراسات الاستراتيجية إن الأمر الأخطر الآن أن تتحول سوريا والعراق إلى مسرح طائفي واحد للصراع. وأضاف أن المتطرفين في العراق يرون في ذلك فرصة للصعود على ظهر الثورة السورية. وأحيت الأزمة السورية أنشطة المليشيات المرتبطة بإيران، وعبر البعض الحدود للقتال في صفوف القوات السورية رغم أن قادة الميليشيات يقولون إنهم لم يعطوا موافقتهم الرسمية لمتطوعين للقتال في سوريا. ويقول بعض الأعضاء السابقين بجيش المهدي القلقين من الاحتجاجات في المحافظات العراقية الست، والأزمة المتصاعدة في سوريا إنهم بدأوا في إعادة تجميع صفوفهم وتجنيد أفراد كإجراء احتياطي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©