ظهر القلق جلياً على مدرب منتخبنا الأول للكرة ستريشكو كاتانيتش، بسبب الصعوبات التي تعترض الجهاز الفني في وضع برنامج دقيق لإعداد المنتخب للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014، وذلك قبل أيام قليلة من إقامة قرعة التصفيات المقررة في 30 مارس الجاري، وذلك لتداخل العديد من العوامل وقبل دخول المنتخبات المشاركة في أجواء التجهيز واعتماد برامج التحضيرات.
وفي تصريحاته لـ “الاتحاد”، أوضح كاتانيتش أن “الأبيض” مهدد بالدخول في مشوار تصفيات المونديال بلا مباريات ودية أو تجارب قوية يطمئن خلالها على جاهزيته، خاصة أن المواعيد التي حددها الاتحاد الآسيوي قريبة جداً، حيث ينطلق الدور الأول في 29 يونيو و3 يوليو المقبلين والدور الثاني في 23 و28 يوليو، وبالتالي لم يعد يفصلنا سوى أشهر قليلة عن ضربة البداية.
وأضاف: إن المصاعب التي تعترض مشوار المنتخب الأول كثيرة أبرزها أن رابطة المحترفين استغلت كافة أيام “الفيفا” لإقامة مباريات الدوري خلال أشهر فبراير ومارس ويونيو، وبالتالي لم يعد من الممكن تنظيم مباريات ودية مع منتخبات أخرى خارج أيام “الفيفا”؛ لأن كل منتخبات العالم تبرمج أجندتها على الأيام التي يحددها الاتحاد الدولي بهدف الاستفادة من اللاعبين المحليين أو المحترفين خارجياً.
وأوضح كاتانيتش أن العامل الثاني يتمثل في تأخر انتهاء الموسم الكروي بالدولة، حيث تقام الجولة الأخيرة لدوري المحترفين في 9 يونيو المقبل، الأمر الذي يربك برامج المنتخبات، خاصة إذا علمنا أن اللاعب الدولي يحتاج إلى فترة راحة بعد انتهاء الموسم قبل استئناف التحضيرات. وأشار إلى أن هذه الوضعية ستحرم اللاعبين من إجازاتهم لأنهم مرتبطون باستحقاقات رسمية مهمة سواء مع المنتخب الأولمبي أو الأول.
وأضاف: موعد انتهاء الدوري يسبق مباراة المنتخب الأولمبي في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية بعشرة أيام فقط، حيث تنتظره مباراة في 19 يونيو، وبإمكان القرعة أن تضعها خارج الدولة، مما يضع المنتخب الأولمبي في وضعية صعبة بدوره أمام هذه الوضعية.
قال: العامل الثالث هو أن الاتحاد الآسيوي لم يراع بدقة أجندة الاستحقاقات الخارجية للمنتخبات بسبب التضارب الحاصل في مواعيد المنتخبين الأولمبي والأول، مشيراً إلى أن التضارب واضح بشكل كبير في يونيو ويوليو وسبتمبر ونوفمبر؛ نظراً لإقامة الاستحقاقين في الفترة نفسها، على الرغم من إدراكه المسبق أن أغلب لاعبي الأولمبي في مختلف الدول هم في الوقت نفسه لاعبو المنتخب الأول، وبالتالي ستحصل حالة من الإرهاق في استنفاد طاقة اللاعبين وإرهاقهم وتشتيت أذهانهم في استحقاقين يلعبان في الفترة نفسها.
وتساءل كاتانيتش، كيف يمكن للاعب أن يخوض استحقاقين كبيرين على المستوى القاري في نفس الشهر ولا يفصل بين مباراتي الأولمبي والأول سوى ستة أيام مثلما يحصل حالياً في مواعيد تصفيات يونيو المقبل.
وأشار كاتانيتش إلى أن الجهاز الفني لمنتخبنا غير قادر على وضع برنامج دقيق للتجمعات المقبلة في يونيو ويوليو لأن أغلب القائمة من لاعبي “الأولمبي”، وبالتالي فإن إقامة تجمع في يونيو المقبل سيكون بلا شك دون لاعبي الأولمبي لأنهم ملتزمون بخوض مباراتين ضمن الدور الثاني لتصفيات الأولمبياد يومي 19 و23 يونيو. ومن العوامل التي زادت من قلق الجهاز الفني للأبيض اعتماد الاتحاد الآسيوي بدء تصفيات المونديال في يونيو ويوليو، حيث أكد كاتانيتش أن هذه المواعيد غير ملائمة لمنتخبات غرب آسيا؛ لأن الدوريات تنتهي خلال هذه الفترة، ومن المفترض أن تكون إجازة صيفية للاعبين بعد إرهاق موسم طويل من المسابقات المحلية والخارجية والتزامات الأندية والمنتخبات، بالإضافة إلى عودة الفرق تدريجياً إلى التدريبات والسفر لإقامة المعسكرات الخارجية.
وأضاف: الطقس عامل سلبي أيضاً؛ لأن الحرارة تكون عالية ولا تساعد على خوض مباريات في يونيو أو يوليو، بما من شأنه أن يؤثر سلباً في أداء منتخبات دول المنطقة الخليجية، بالذات التي يتوقف فيها النشاط الرياضي في الصيف.
وأوضح أن هذا التوقيت يخدم منتخبات شرق آسيا؛ لأن مسابقاتها تنطلق في فترة الصيف وتكون فرقها ومنتخباتها في أفضل حالاتهم مقارنة بمنتخبات غرب القارة.
وأكد مدرب الأبيض أن الجهاز الفني ينتظر قرعة الاتحاد الآسيوي لتصفيات المونديال 30 الجاري من أجل أن تتضح الرؤية في عملية وضع البرنامج المناسب، متمنياً أن تعفيه القرعة من خوض الدور التمهيدي الأول في يونيو لأن الوضعية ستكون صعبة جداً وظالمة لكرة الإمارات سواء على مستوى المنتخبين الأولمبي والأول.
وأوضح كاتانيتش أن الجهاز الفني يبتاع اللاعبين الدوليين سواء مع أنديتهم أو المنتخب الأولمبي، حيث حضر أمس الأول المباراة الأولى في تفصيات الأولمبياد أمام سريلانكا رفقة مساعديه وجمع فكرة شاملة عن مختلف اللاعبين، بالإضافة إلى مشاهدة مباريات دوري أبطال آسيا وبطولة التعاون للأندية وكذلك لقاء مدربي الأندية، حتى تكون الصورة واضحة عن كافة اللاعبين فنياً وبدنياً.
عدد اليوم
