الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اضطراب الحركات النمطية» أعراض ذهانية أو عصبية

«اضطراب الحركات النمطية» أعراض ذهانية أو عصبية
15 مارس 2014 21:31
أبوظبي (الاتحاد) - ظل اضطراب الحركات النمطية حتى بداية تسعينات القرن الماضي، يوصف بأنه أعراض ذهانية، ومنذ ذلك الوقت ظل التعامل معها بوصفها أعراضاً لكل من الاضطرابات الذهانية والعصبية، أو أن تكون نتيجة أسباب لا مبرر لها، أو غير معروفة. وتتضمن هذه الحركات: ضرب الرأس، قضم الأظافر، اللعب بالشعر، مص الإبهام، الرفرفة باليدين، هز الجسم، عض الجسم، صرير الأسنان، حبس التنفس. يرى الأخصائي النفسي روحي عبدات أنه يمكن أن تظهر الحركات النمطية لدى عامة الناس، من مختلف المراحل العمرية بمن فيهم الأطفال الصغار والمراهقين. فقد يكون لدى الشخص سلوك واحد من الحركات النمطية أو أكثر، وقد تكون هذه الحركات بطيئة وبسيطة، أو تكون سريعة وشديدة. ومن الواضح أنها تزداد عند شعور الفرد بالملل، التوتر، والإحباط. كما تنتشر الحركات النمطية بين الرُضّع والأطفال الصغار، وتفيد التقديرات أن ما نسبته 15-20% من الأطفال، تحت سن الثالثة، يظهرون نوعاً من الحركات النمطية والإيقاعية. ولا شك أن مص الإبهام وهز الجسم هي آليات لجلب الراحة في السن المبكرة، وهي من الحركات النمطية المؤقتة. وعادة تتوقف في سن الثالثة أو الرابعة من العمر، وهي مختلفة تماماً عن اضطراب الحركات النمطية، أو الحركات النمطية المنتشرة بين أطفال التوحد. الأسباب والأعراض يوضح عبدات: «قد تكون الحركات النمطية نتيجة لـحرمان حسي «إعاقة بصرية أو سمعية»، وإساءة استخدام العقاقير، أو بسبب الأمراض الدماغية كالصرع والعدوى، والاضطرابات النفسية الرئيسية، كاضطراب القلق، واضطراب الوسواس القهري، والتوحد، والإعاقة العقلية. ويرتبط اضطراب الحركة النمطية بشدة مع الإعاقات الذهنية الشديدة والعميقة، وبخاصة مع الأشخاص الذين تؤويهم المؤسسات الداخلية، والذين قد يكونون محرومين من المثيرات الحسية الكافية. ويقدر أن 2- 3% من الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية الذين يعيشون في المجتمع، لديهم اضطراب الحركة النمطية، فيما 25% من المعاقين ذهنياً الملحقين في المؤسسات الإيوائية، لديهم هذا الاضطراب. وتصل نسبة انتشار هذا الاضطراب بين المعاقين ذهنياً إعاقة شديدة إلى 60%، بينهم 15% يظهرون سلوكيات تسبب إيذاء الذات». وينتشر اضطراب الحركات النمطية بشكل كبير أيضاً بين الأطفال ذوي الاضطرابات النمائية المنتشرة مثل التوحد، واضطراب الطفولة الانتكاسي، علماً بأن الذكور يمارسونها بمعدل ثلاثة أضعاف الإناث، على الرغم من أن السلوكيات النمطية الأخرى تنتشر بشكل متساو بين الذكور والإناث. وبغض النظر عن ارتباط هذه السلوكيات النمطية بالأمراض النفسية، فهناك بعض الأشخاص ذوي الذكاء الطبيعي، والذين يستطيعون رعاية أنفسهم بشكل كافٍ، لديهم اضطراب الحركات النمطية. تعديل السلوك يشير عبدات إلى أن تعديل سلوك أصحاب الحركات النمطية يرتكز برنامج تعديل هذه الحركات على تغيير السلوك، الذي يُشعر الطفل بالمتعة، بسلوك آخر يُشعره بمتعة مشابهة أيضاً عند القيام به. وإذا كان ضرب الرأس يُشعِر الطفل بالراحة، فبالإمكان استخدام تقنيات مختلفة مثل لف الرأس بقطعة قماش يحصل الطفل من خلالها على الشعور المطلوب المفرح بالنسبة له، من دون أن يضرب رأسه. أو ببساطة حاول إيجاد نشاط آخر بديل من شأنه أن يشعر الطفل بسعادة أكثر من تلك التي يجنبها من وراء ضرب الرأس، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن ذات السلوك قد يكون أيضاً وسيلة الطفل للتعبير عن ضيقه وعدم سعادته، لذلك، لا بد أن يتاح للطفل ممارسة نشاط ما من شأنه أن يساعد في تهدئته من دون إيذاء للذات أو الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©