المهرجانات السينمائية.. أزمات بلا حدود

سعيد ياسين (القاهرة) ازدحمت أجندة المهرجانات السينمائية في مصر، خلال الفترة الماضية بالعديد من المهرجانات التي صاحبها تضارب المواعيد، وسوء التنظيم وانصراف الجمهور عنها بصورة كبيرة، ورغم أن غالبيتها أقيم خارج القاهرة، كما حدث مع مهرجان أسوان لسينما المرأة، وشرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، والأقصر للسينما الأفريقية، والقاهرة الدولي لسينما المرأة، والاسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، إلا أنها لم تحقق الأهداف المرجوة منها. ورغم المطالبات المتواصلة طوال السنوات الماضية بضرورة إعادة النظر في مواعيد هذه المهرجانات، وتوزيعها على مدار العام بدلاً من اقتصارها على شهري فبراير ومارس فقط، إلا أن هذه الدعوات سرعان ما تذهب أدراج الرياح وتتجدد الأزمات المصاحبة لإقامة هذه المهرجانات والتضارب فيما بينها وبين الأفلام المشاركة فيها، وأيضاً بين لجان التحكيم والضيوف والمكرمين، سواء من دول عربية أو أجنبية، وتزايدت الاتهامات في الآونة الأخيرة بأن غالبية هذه المهرجانات يأتي لاكتساب شو دعائي وإعلامي فقط من دون مردود فعلي يعود بالنفع على السينما والقائمين عليها أو جمهورها الحقيقي، وأنه رغم تعدد أسماء المهرجانات المقامة، إلا أن أغلبها يفتقر إلى الرؤية والخصوصية والجاذبية. وقال المنتج محمد العدل، وهو عضو بلجنة المهرجانات المكونة من 32 عضواً، إن المواعيد تكون في الغالب مرتبطة بمواعيد مهرجانات خارج مصر وداخلها، وكذلك حسب حالة الطقس للمدينة التي يقام فيها المهرجان، فليس من المقبول أن أقيم المهرجان في موعد معين، وهناك مهرجانات أخرى تقام في التوقيت نفسه، هناك عوامل متحكمة في اختيار توقيت المهرجانات بالنسبة للجنة التي تحدد توقيتها، وكذلك احتياج المنطقة له من الناحية الجغرافية، وهذا هو التقييم بالنسبة لنا، فإذا طلب منا إقامة مهرجان في فترة معينة ودرسنا التوقيت ووجدناه غير مناسب يكون الرد هو الرفض، ولو أصر البعض على إقامته لا نعتبره مهرجاناً، وأعطى العدل مثالاً لرفض مهرجان «الجونة» الذي أقيم للمرة الأولى في شهر سبتمبر من العام الماضي، حيث رأت اللجنة أن توقيته غير جيد، وشرحوا ذلك للقائمين عليه، إلا أنهم أصروا على إقامته في الوقت الذي تم تحديده، وكان مبرر اللجنة أنه ينافس مهرجان القاهرة الذي يقام في شهر نوفمبر، وكلجنة تتوقع في هذه الحالة أن «الجونة» يعمل على فشل مهرجان القاهرة السينمائي. واعترفت الناقدة خيرية البشلاوي بأن هناك تضارباً كبيراً في مواعيد المهرجانات، وأكدت أنها تعتقد أن كل هذه المهرجانات تقام بلا دراسة جدوى لها، وبالتالي ليس لها مردود في مصر أو الخارج، سواء فنياً أو تنظيمياً، لأنها تقام بشكل عشوائي، وليس لها مردود إيجابي.