السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لوف يتمرد على الصرامة الألمانية

لوف يتمرد على الصرامة الألمانية
26 مايو 2008 03:37
عندما تستلم يواكيم لوف مهمة تدريب المنتخب الالماني خلفاً ليورجن كلينسمان في الثاني عشر من يوليو 2006 لم تكن أهداف المدرب الشاب معقدة، فحصرها في الفوز ببطولة اوروبا 2008 لان المنتخب الالماني كان قد ظفر بالميدالية البرونزية على ارضه في المونديال حيث كان لوف مساعدا لكلينسمان وعاد ليكون قوة ضاربة على الساحة العالمية· ولم يخلّ لوف بوعده حتى الان اذ قطع الخطوة الاولى وقاد الـ''ناسيونال مانشافت'' الى الادوار النهائية التي ستقام في النمسا وسويسرا محققا 8 انتصارات و3 تعادلات وخسارة واحدة امام جمهورية التشيك ضمن مجموعته في التصفيات التمهيدية· طريق لوف الى المنتخب الالماني لم يكن طريق اللاعب والمدرب الناجح المرصع بالالقاب، فهو لم يحترف كلاعب مع اندية الصف الاول في المانيا اذ تنقل بين فرايبورج واينتراخت فرانكفورت وكارلسروه قبل ان ينهي مسيرته في سويسرا مع شافهاوزن وفنترثور، لكن نجمه كمدرب بزغ مع شتوتجارت (1996-1998)، مستفيدا من رحيل المدرب رولف فرينجر لتدريب منتخب سويسرا، فقاده للقب الكأس (1997) ونهائي كأس الكؤوس الاوروبية حيث خسر امام تشيلسي الانجليزي في باريس (1998) وكان في تشكيلته انذاك الثلاثي الرهيب المكون من لاعب الوسط البلغاري كراسيمير بالاكوف والمهاجمين البرازيلي جيوفاني البير وفريدي بوبيتش· الصعود الصاروخي للمدرب الشاب لحقه هبوط أسرع اذ أقيل من فنربخشة التركي (1999) وعجز عن انقاذ كارلسروه من الهبوط الى الدرجة الثالثة (2000) كما انه أقيل بعد ثلاثة اشهر من اضنه سبور التركي· وارتفعت معنويات لوف المتأثرة من الاقالات بعدما احرز لقب الدوري النمسوي مع تيرول انسبروك (2002) لكن الرحلة انتهت مجددا اثر افلاس النادي· عام جديد امضاه لوف بدون عمل عاد بعده لنادي اوستريا فيينا في العاصمة النمسوية الذي اقاله بعد ثمانية أشهر رغم تصدره ترتيب الدوري· وفي ظل هذه المعمعة لم يتردد لوف بقبول طلب كلينسمان الباحث عن تكتيكي يطبق فلسفته الهجومية على ارض الملعب اثر الخروج المهين لالمانيا من الدور الاول لبطولة اوروبا 2004 فالتقى ''كلينسي'' و''يوجي'' مجددا بعد ان نالا سوية دبلوم التدريب وكانا زميلين على مقاعد الدراسة· نجح كلينسمان بمساعدة لوف في ايصال المانيا الى نصف نهائي المونديال الاخير غير انه سقط في فخ ايطاليا التي احرزت اللقب لاحقا على حساب فرنسا، فوصفت مسيرة الـ مانشافت بالناجحة، غير ان كلينسمان رفض تمديد عقده وفضل الاستمتاع بشمس كاليفورنيا في الولايات المتحدة الاميركية، ناصحا الاتحاد الالماني بتسمية لوف خلفا له وهذا ما حدث· ورغم انه احد ثلاثة مدربين لم يلبسوا قط قميص المنتخب الالماني (بعد اوتو نيرتز واريك ريبيك) كانت بدايته ايجابية في مباراة ودية امام السويد (3-0) وكرّت السبحة في التصفيات حتى أضحى صاحب شعبية جارفة دفعت رئيس الاتحاد ثيو تسفانتسيجر ان يعلن رغبته بتمديد عقد لوف الى ما بعد مونديال 2010 ''حتى ولو خرجنا من الدور الأول''!· لقد فتح لوف (48 سنة) صفحة جديدة في كتب التدريب الالمانية، فأدار ظهره لطريقة اللعب ''المحافظة'' وفرض فلسفته التدريبية وحبّه للحياة، و''سيبقى لفترة طويلة على رأس المنتخب'' على حد قول اوليفر بيرهوف هداف المنتخب السابق ومديره الحالي· ويذهب اللاعبون في السياق ذاته اذ يعتبر المهاجم لوكاس بودولسكي ان لوف ''يترك مواهبنا تتفجر، ويعتمد على الشباب، لذا اتمنى ان يبقى طويلا على رأس المنتخب''· لوف خرج عن مسارالمدرب الالماني ''الصارم''، فهو جاذب للنساء لاناقته المميزة، ومحبوب من الصحفيين لبساطته وتواضعه لكنه خصم شرس لشرطة السير لقيادته بسرعة فائقة اذ دفعه حبه للقيادة بسرعة ان يخسر رخصته مرتين، فهل سيقود المنتخب الالماني بتهوّر هذا الصيف أم بهدوء واتزان ليتسعيد اللقب الذي احرزته المانيا عام 1996 لآخر مرة؟
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©