الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كرزاي بين فوضى الانتخابات وازدياد قوة الخصوم

كرزاي بين فوضى الانتخابات وازدياد قوة الخصوم
14 يوليو 2009 01:24
صوره تزين اللوحات الإعلانية الكبيرة في كل زاوية من العاصمة: مقبِّلا طفلا، ملقياً خطاباً، مبتسماً فوق شعارات مبتذلة حول التقدم والسلام. ولكن حامد كرزاي الحقيقي، رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية والمرشح لانتخابات العشرين من أغسطس، لا يُرى في أي مكان. يقول مساعدو الرئيس الأفغاني إنه منذ أن بدأت الحملة الانتخابية الرسمية الشهر الماضي، نظم أنصاره ومؤيدوه أكثر من 50 تجمعا عبر مختلف أرجاء البلاد، ولكنه لم يحضر أياً منها حتى الآن. وكانت قنوات تلفزيونية قد اقترحت تنظيم مناظرات بين كرزاي وأبرز منافسيه، ولكنه رفض بدعوى أنه يجب توفر ظروف معينة أولا. وفي هذا الإطار، قال أحمد عمر، المتحدث باسم حملة كرزاي، في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي: «إن الرئيس لا يخاف من المناظرات، ولكننا نخشى أن المرشحين الآخرين لا يعرفون قواعد وأصول الحوار؛ فالمناظرة يجب ألا تكون ساحة معركة»، مضيفاً أن كرزاي سيشارك في بعض تجمعات الحملة الانتخابية قريباً. غير أن الرئيس حتى الآن يعول على علاقاته مع شيوخ القبائل وكبار رجال الأعمال ومجموعة من قادة الميليشيات السابقين من أجل تأمين الفوز. وفي هذه الأثناء، يقول مسؤولو الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إن المسؤولين الحكوميين عبر البلاد يستغلون مناصبهم ونفوذهم على نحو غير لائق من أجل تعزيز وتقوية حملته الانتخابية. وحتى عهد قريب، كان الاعتقاد السائد بين خبراء استطلاعات الرأي والمراقبين والجمهور، هو أن كرزاي سيتمكن بسهولة من جمع الـ50.01 في المئة التي يحتاجها من أجل الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات، رغم تراجع شعبيته في الداخل وعلاقاته المتشنجة في الغالب مع الحلفاء في الخارج؛ ولكن هذا الاعتقاد بدأ في الأسابيع الأخيرة يتغير. فرغم أنه من المستبعد أن يُهزم من قبل أي من منافسيه الرئيسيين في العشرين من أغسطس، فإن عدداً من مراقبي الانتخابات يقولون إنهم يمكن أن يبلوا بلاء حسناً كمجموعة ويفرضوا ضرورة اللجوء إلى جولة ثانية من الانتخابات، وذلك نظرا للأخطاء الأخيرة التي ارتكبها كرزاي، ونظراً لأن العديد من الأفغان يبحثون عن زعامة بديلة في وقت يتميز باستمرار عنف حركة التمرد والركود الاقتصادي والتغير السياسي. ويقول رجل أعمال يتابع الرياح السياسية عن كثب: «إذا خسر كرزاي في الجولة الأولى من الانتخابات، فإن سحره سيُبطل»، مضيفاً «إن حتى مستشاريه الخاصين قلقون لأن الحملة لا تسير على ما يرام ولأن منافسيه الرئيسيين يزدادون قوة وزخماً». وأبرز منافسي كرزاي هما مساعدان سابقان: وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، ووزير المالية السابق أشرف غاني. ووفق روايات خاصة حول اجتماع عُقد مؤخراً وجمع كبار مساعدي ومؤيدي كرزاي، فإن العديد منهم عبروا عن قلقهم بشأن بطء الحملة الانتخابية وافتقارها للتنظيم، وانتقال حاكم أحد الأقاليم لمعسكر عبدالله، إضافة إلى سلسلة من الاجتماعات بين السفير الأميركي وعدد من مرشحي المعارضة، والتي حظيت بتغطية إعلامية وندد بها كرزاي علنا. والواقع أن الرئيس يعتمد إلى حد كبير على الضعف والانقسام اللذين يعتريان صفوف المعارضة التي أظهرت أنها غير قادرة على تقديم مرشح توافقي قوي. فاليوم، يتنافس 40 شخصاً على تنحية كرزاي، الذي يوجد في السلطة منذ أكثر من سبع سنوات، غير أن أيا منهم لا يتمتع بشخصية كارزمية. والواقع أن الرئيس، خطيب مفوه وسياسي محنك، عزز علاقاته مع عدد من الأفغان الأقوياء، ووعد بعضهم، حسبما يقال، بمناصب حكومية وحاكمية الأقاليم، بل وحتى أقاليم أنشئت حديثا مكافأة لهم على دعمهم له. وفي هذا الإطار يقول رجال أعمال محليون إن إدارة كرزاي «سهلت» نجاحهم عبر الإبقاء على الضرائب منخفضة وتقديم حوافز أخرى. وفي هذا الصدد يقول رجل الأعمال «شوجا دوالا» خلال مشاركته في حفل استقبال أقامته مؤخراً غرفة التجارة الأفغانية: «إن كل الأشخاص الذين ترينهم هنا لديهم الكثير من المال الذي لم يكن لديهم قبل سبع أو ثماني سنوات»، مضيفاً أن كرزاي فعل الكثير من أجل النهوض بالاقتصاد ويتمتع بـ «مؤهلات أكثر» من الآخرين من أجل قيادة البلاد. بيد أن كرزاي كان مؤخراً السبب في عدد من متاعبه؛ حيث أثارت تنديداته المتكررة المنتقدة للولايات المتحدة استغراب الكثيرين، إضافة إلى عفوه عن عدد من مهربي المخدرات المدانين والمنتمين لقبيلة كبيرة ومؤثرة، بسبب ما سماه المتحدث باسمه «احترام عائلاتهم». وعلاوة على ذلك، فإن تحالفاته الانتخابية مع زعماء مليشيات سابقين أصابت بالإحباط جيلاً شاباً من الناخبين المتعلمين الذين يأملون في التغيير. ثم هناك أيضا شكاوى من استعمال مسؤولي الحكومات المحلية لمواردهم من أجل مساعدة حملة كرزاي وعضلاتهم لترهيب الخصوم، وذلك بالرغم من مرسوم رئاسي يحظر مثل هذا السلوك. وفي هذا الإطار، قالت البعثة الاستشارية التابعة للأمم لمتحدة ولجنة حقوق الإنسان الأفغانية المستقلة في تقرير مشترك صدر الأسبوع الماضي إنهما تلقيا عدداً من التقارير حول تدخل الدولة في العملية الانتخابية. ويقول أحمد نادر نادري، المسؤول في اللجنة: «إن الرئيس قد لا يكون واعياً مباشرة بهذه الحوادث، ولكن الكثير من السلطات المحلية تتوق للتقرب منه»، مشيراً إلى حالة حدثت الأسبوع الماضي اشتكى فيها موظفو إقليم بغلان من أوامر الحاكم، المعين من قبل كرزاي، بأن يستقدم كل واحد منهم 100 شخص إلى تجمع انتخابي للرئيس – على أن يجلب كل واحد من هؤلاء المئة 15 شخصا آخرين. باميلا كونستابل – كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©