الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم نصرالله: شكراً لوطن يسترد أبناءه حيثما كانوا ويحررهم

26 مايو 2008 03:42
ردد الروائي إبراهيم نصر الله في رسالة بعث بها الى ندوة عقدت مساء أمس الأول في رام الله تناقش روايته الأخيرة الملهاة الفلسطينية ''زمن الخيول البيضاء'' ما قاله على لسان أحد أبطالها انه لا يقاتل كي ينتصر بل كي لا يضيع حقه· وقال نصر الله في رسالته التي قرأها فتحي البس المدير العام لدار الشروق للنشر والتوزيع في ندوة قدم فيها الكاتب محمود شقير شهادته عن نصر الله، فيما عرض الناقد والروائي أحمد حرب تحليلاً للرواية ''ليس ثمة الكثير الذي يمكن أن اقوله لكم هذا المساء أكثر مما قلته في زمن الخيول للخيول وما قاله بطل الرواية لي (أنا لا أقاتل كي أنتصر بل كي لا يضيع حقي)، لم يحدث أن ظلت أمة منتصرة الى الأبد''· وأضاف ''أنا أخاف شيئاً واحداً أن ننكسر الى الأبد، لأن الذي ينكسر الى الأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تهزموا الى الأبد''· وصدرت رواية الملهاة الفلسطينية ''زمن الخيول البيضاء'' عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وتقع في 511 صفحة من القطع الصغير مقسمة الى ثلاثة كتب الاول بعنوان ''الريح'' والثاني ''التراب'' والكتاب الثالث ''البشر'' تتناول جميعها القضية الفلسطينية من أواخر القرن التاسع عشر وحتى النكبة عام ·1948 ومما قاله نصر الله في رسالته ''يحلم الواحد منا بسماء اكثر اتساعاً وطريق يؤدي الى البيت فعلاً ونافذة تطل على البحر ومساء حينما يهبط مبكراً لا يشغل قلوب الأمهات وهن ينتظرن أبنائهن''· وهاجر والدا نصر الله -الذي لم يكن قد ولد بعد فهو من مواليد عام 1956 في مخيم الوحدات بالأردن- من قرية البريج قضاء القدس والتي دمرت فيما بعد مثل مئات التجمعات السكانية الفلسطينية التي دمرت بعد حرب عام 1948 بعد أن رحل أو أجبر على الرحيل ساكنوها ليصبحوا لاجئين إما في وطنهم أو في البلاد العربية· وأضاف في رسالته: ''منذ زمن طويل وأنا أحلم بهذا الحلم الجميل أن أكون بينكم كي تكون حكايتنا لنا وحلمنا لنا وغدنا لنا، لكن من المفارقة هنا أن من يريد اقتلاعنا من الغد يعمل بالطريقة نفسها كي يقتلعنا من الماضي، إن حكايتنا التي لا نكتبها تصبح ملكاً لأعدائنا، هذا اللقاء أغنية تحرس قلبي من برد المنافي وضياع الجهات، هذا المساء عودة الخيول البيضاء الى الخيول البيضاء''· وتابع قائلاً في رسالته ''بإمكاني الليلة أن أنام مطمئناً، فكلماتي هنا وأحلامي التي حلمتها هنا وأنا الذي أصبحت فعلاً هنا لن يستطيع أحد أن يعيدني لأي مكان؛ شكراً لوطن يسترد أبناءه حيثما كانوا ويحررهم من كل ما لا يشبه البحر والتراب فيهم''· تأتي رواية ''زمن الخيول البيضاء'' تتويجاً لسلسلة روايات بدأها نصر الله برواية ''حمى البراري'' 1985 و''الأمواج البرية'' 1988 و''مجرد 2 فقط'' 1993 و''عو'' 1995 و''حارس المدينة الضائعة'' 1998 و''شرفة الهذيان'' ·2005 وقال شقير الذي التقى بنصر الله للمرة الاولى عام 1978: ''لم يشأ إبراهيم نصر الله أن يكتب تجربته بأسلوب تقليدي خوفاً من تسطيح التجربة وإدخالها في دهاليز الرصد التسجيلي للوقائع فاختار الطريق الأصعب، ولكنه الأجدى فنياً المتمثل في كسر انتظام الحكاية التي تنطوي عليها الرواية عبر السرد واللغة الشعرية التي تلمح الى المواقف أكثر مما تشرحها وتكثف المشاهد اكثر مما تستطرد في الأخبار عنها''· وأضاف: ''واختار نصرالله أن يدخل في مفارقة دالة حين استعان بجماليات اللغة الشعرية وغناها للتعبير عن قسوة المكان وفقره ولإظهار حجم هذه القسوة وهذا الفقر ناظراً اليهما من زاوية جمالية متعالية عليهما من جهة منصهرة فيهما· وينقل شقير عن نصر الله في رده على تساؤلاته حول روايته ''حمى البراري'': لم أكن أعتقد أبداً أنني سأكتب رواية غيرها، فقد كان الهدف ربما علاج النفس بالكتابة عن تجربة قوية ومؤثرة لا يستوعبها الشعر· تجربة لا تنسى أبداً· ويضيف شقير: والآن بعد هذا العدد من الروايات التي أكدت حضور ابراهيم نصر الله في المشهد الروائي العربي يمكنني القول ان بداية فنية ناضجة كهذه ما يمكنها أن تنقطع أو تتوقف، وكان من الطبيعي أن يتوالد منها كل هذا الإبداع وكل هذا الحضور·
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©