إضراب في باكستان لمنع إلغاء قانون التجديف

أغلقت مراكز أعمال أبوابها في باكستان أمس الجمعة في إضراب دعت إليه أحزاب دينية للضغط على الحزب الحاكم، الذي يحاول منع شريكه الرئيسي في الحكومة الاتحادية من الانسحاب. جاء ذلك فيما قتل أربعة متمردين على الأقل في غارة نفذتها طائرة بلا طيار أميركية أمس واستهدفت سيارة في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان، وقال المسؤولون ان طائرة استطلاع أميركية أطلقت صاروخين على سيارة في مدينة غلام خان على بعد نحو 51 كلم شمال غرب ميرانشاه، كبرى مدى وزيرستان الشمالية بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وقال مسؤول أمني في ميرانشاه لفرانس برس “نفذت الهجوم طائرة أميركية بلا طيار، وقتل خلاله أربعة مسلحين، والعدد مرشح للارتفاع”. ودعت الأحزاب الدينية إلى الإضراب للاحتجاج على ما تعتقد أنه خطط حكومية لتغيير قانون التجديف المثير للجدل. لكن محللين يقولون إن الإضراب له علاقة بالسياسة أكثر من الدين. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بشكل علني إن الحكومة لا تنوي إلغاء أو تغيير القانون. واحتشد الآلاف من أنصار الأحزاب الدينية الذين رددوا شعارات مناوئة للولايات المتحدة في بلدة تشامان بجنوب غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان وحذروا الحكومة الباكستانية من أي خطوة لتغيير قانون التجديف. وسلطت الأضواء على القانون بعدما حكمت محكمة على مسيحية بالإعدام في نوفمبر بتهمة إهانة الإسلام. ويقول منتقدون إن القانون يستغل لمحاكمة أفراد الأقليات الدينية وتأجيج التعصب الديني وتسوية خلافات شخصية. وقال عبد الرحيم مظهري وهو رجل دين وزعيم محلي في حزب جماعة علماء الإسلام للمحتجين “تعتزم هذه الحكومة تغيير قانون التجديف بضغط خارجي، لكن مسلمي هذا البلد لن يسمحوا لها بأن تفعل هذا أبداً”. وأعلن اتحاد فضفاض يضم أكثر من 12 حزباً دينياً يدعم الكثير منها حركة طالبان الدعوة للإضراب العام يوم 15 ديسمبر بعد يوم من انسحاب الحزب الديني الرئيسي في البلاد من الائتلاف بعدما أقال جيلاني أحد وزرائه. وأغلقت كل الأسواق ومراكز الأعمال الكبرى أبوابها في البلدات والمدن الكبيرة. وتوقفت حركة النقل العام في كراتشي العاصمة التجارية لباكستان وأكبر مدنها. أمنياً، قالت الشرطة إن أحد المارة قتل وأصيب آخر في انفجار قنبلة على الطريق في بلدة لاكي ماروات بشمال غرب باكستان. ووقع الانفجار بالقرب من مقر الشرطة في البلدة. ونقلت قناة “آج” أمس عن الشرطة قولها إن القتيل من السكان المحليين الذين تصادف مروره في المنطقة عندما انفجرت القنبلة. وقالت إنه تم فتح تحقيق للوقوف على الأسباب. على صعيد آخر، أفاد تقرير رفعته وزارة الخارجية الأميركية إلى الكونجرس بأن باكستان لم تحرز إلا تقدماً “محدوداً” في مجال احترام حقوق الإنسان في مناطق النزاع. وكتبت الخارجية الأميركية في هذا التقرير، الذي نشرته أمس الأول صحيفة “نيويورك تايمز”، أن “الحكومة الباكستانية أحرزت تقدماً محدوداً في حماية حقوق الإنسان ولا تزال تعاني صعوبات” في هذا المجال. وأضاف التقرير أن “وزارة الخارجية تواصل مطالبة أعلى المستويات في السلطات العسكرية والمدنية بالقيام بعمل جاد ودائم في سبيل إلغاء تنفيذ عقوبة الإعدام من دون محاكمات وتوفير المتطلبات الإنسانية والتحقيق حول حالات الإخفاء”. وحذر التقرير بشكل خاص من خطورة الوضع في بلوشستان. وازدادت عام 2010 حدة التمرد في هذه المنطقة، والذي يشكل وضعاً منفصلاً عن التمرد الذي تستهدفه حملة عسكرية مدعومة من الولايات المتحدة.