الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصّ ولصق

27 مايو 2008 01:34
بعد أن قرأت مقالا عن الدروس الخصوصية بتاريخ 2/5/2008 أتمنى أن يجد المسؤولون حلا لهذه الظاهرة، لأني أكاد أجزم انه لا يوجد بيت لا يدخله مدرس خصوصي، وربما أكثر من مدرس، وجميعنا يعلم أن الدروس الخصوصية هي نتيجة لتدني مستوى التعليم، وإلا فما حاجة طالب يقضي نصف يومه بالمدرسة لا يتغيب ولا يتأخر ولا يهرب من الفصل إلى مدرس خصوصي؟ أين دور المدرسة في طرح برامج التقوية للطلاب ضعاف المستوى دراسيا؟ أين برامج التقوية الحقيقية للطالب في المادة الصعبة؟ ولماذا أصلا تكون المادة صعبة؟ أين يكمن الخلل إذا كان المدرس يعطي بإخلاص ويتفانى في إعطاء مادته حسب المنهج المعد والأسلوب الواضح؟ وما دور المسؤولين عن المناهج إذا لم ينتبهوا أن المادة ليست واضحة وصعبة؟ ولماذا يصل بعض الطلاب إلى الصفوف العليا وهم لا يكادون يفقهون شيئا في أساسيات المادة؟ لم يعد بعض المدرسين لديهم قدرة على إدارة الفصل والطلاب، فمنهم من يعطي حصته ويخرج دون أدني اكتراث سواء فهم الطالب أم لم يفهم، والمهم لديه أنه قام بدوره، ومنهم من أنهكه المنهج الطويل، ومنهم من أتعبه زيادة عدد طلاب الصف· نحن لا نحمل المدرس أدنى مسؤولية، وإنما يعود ذلك إلى نظام تعليمي عفى عليه الدهر، فهو يسعى إلى التحديث والتجديد، ولكنه قابع في عصور متخلفة من الأداء والمناهج المكثفة التي تعتمد على الحفظ· وتدخل التحديثات كأجزاء إضافية على المدرس، مما يجعل التطوير عبئا وليس تطويرا·· فلابد من تغيير جذري للنظام التعليمي حتى تختفي الظواهر السلبية من المدارس كالدروس الخصوصية والغش والتسرب وكره المدرسة· الناس تسعى للحصول على تعليم جيد لأبنائهم، ولكن في ظل هذه المناهج أصبحت الناس تخاف من رسوبهم وفشلهم، وهذا ما جعل الأمهات والآباء يزيدون على أعبائهم الحياتية أعباء المدرس الخصوصي والسعي خلف النجاح والدرجات، وأصبح المعلم كأداة تؤهلك للصف الذي بعده، وليس علما تكتسبه يؤهلك لكي تكون فردا ناجحا في الحياة· نتمنى أن يقوم المسؤولون عن التعليم بالإصلاح الجذري وليس عمليه القصّ واللصق كما يحدث الآن من عمليات للتحديث والتطوير، والاعتماد على مجموعة من الشركات لإدارة التعليم في ظل نظام قديم· نتمنى أن يبدأ الإصلاح من أول السلم، بدءا من رياض الأطفال، ونتمنى أن تجد لغتنا دورا في هذا الإصلاح لأن من لا يبدع بلغته لا يبدع بلغة غيره، ومن لم يرتبط التعليم بواقعه ووطنه ولغته لا يتعلم شيئا سوى بعض الكلمات والمصلحات الأجنبية التي يرددها دون ادنى فهم ولا ترتبط بواقعه وبيئته حتى تتركز في عقله، وإنما كلمات للدرس فقط· نرجو من القائمين على التعليم حل مشاكل النظام التعليمي وبأسلوب متقن، والأمر سهل، والمهم أن يكون نابعا من الواقع الميداني ولا يمكن أن يقدم الأجنبي كل شيء وإنما قد يستخدم الأجنبي إجراءات معينة لتطوير التعليم ولكن لا يمكن أن يقدم كل شيء· عائشة عبدالله الشرياني العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©