«سيارة الماضي» تبدأ رحلتها من الإمارات إلى العالم

زرع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حب التراث في الأجيال الجديدة، باعتبار أن للماضي رائحة طيبة يشتمها الكبار فيحسون بالنشوة والاعتزاز والفخر، ولا أروع عند العرب من الفخر بأصولهم وأنسابهم وعاداتهم. وانطلاقاً من الاهتمام بالجمل “سيارة الماضي” وصديق البدوي الراحل معه في أسفاره ورحلاته، بدأت الإمارات رحلتها مع سفينة الصحراء، وكانت أول دولة تنظم سباقاً للهجن العربية الأصيلة، بل ورصدت لهذه السباقات جوائز مالية وعينية دفعت الجميع إلى الاهتمام بها من ناحية الغذاء والصحة والتدريب والمتابعة. وتعبر رياضة الهجن بصدق عن الوفاء والاحترام للماضي وللتراث، وتقدم الدعوة للمحافظة عليه من الاندثار، ومرت الرياضة بمراحل عديدة اكتسبت من خلالها الرعاية والاهتمام، حيث ازدهرت في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد أن قدم لها كل الإمكانات المادية والمعنوية في سبيل إحياء هذا التراث الشعبي العربي العريق، وذلك من خلال إقامة مضامير السباقات وفق أحدث التصاميم والتقنيات التي تخدم هذه الرياضة، إلى جانب توفير الرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية لسلالات الهجن العربية وإكثارها، الأمر الذي جعل رياضة الهجن قبلة الاهتمام ومتابعة أصحاب السمو الشيوخ في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي وأعداد كبيرة من المقيمين على أرض الإمارات. وبفضل دعم واهتمام المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تخطت سباقات الهجن حدود المحلية إلى الإطار العالمي، حيث خصص فقيد الوطن جائزة للهجن في جمهورية ألمانيا حققت نجاحاً كبيراً، وجائزة أخرى في أستراليا. وبفضل اهتمام الإمارات كذلك تم تشييد ميادين وفق أحدث المواصفات لإقامة السباقات ورصدت جوائز قيمة وشاركت الهجن العربية الأصيلة من الدولة في السباقات الخارجية، كما وجه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإقامة السباقات والميادين في السودان والأردن وموريتانيا، وكان الهدف نشر هذه الرياضة، فحققت نجاحات كبيرة حتى أصبحت محط أنظار واهتمام الكثيرين. وأثمر هذا الدعم عن تأسيس مضمار الشيخ زايد في منطقة الديسة بوادي رم في الأردن، الذي أقيم بدعم كامل من الإمارات، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، أقيم أول سباق في هذا المضمار عام 2008، ليصبح مهرجاناً سنوياً يعمل على تعزيز ورعاية سباقات الهجن التي تعتبر أهم الرياضات في البادية العربية.